رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

« دا شكله مخبر».. كيف سخر الولد الشقي من نبوءة رئاسة السادات

السادات
السادات

حدث ذلك في النصف الأول من أربعينيات القرن الماضي، وقتها ذهب الكاتب الصحفي محمود السعدني بصحبة صديقه رسام الكاريكاتير "طوغان"، لزيارة صديقه زكريا الحجاوي أحد الصحفيين الكبار الذين تخصصوا في تقديم الفن الشعبي في الصحافة المصرية خلال تلك الحقبة.

لكن هذا اللقاء لم يكن مثل اللقاءات السابقة، فقد وجد "السعدني" رجلًا ذا بشرة سمراء، لا يبدو من ملامحه ثمة وقار أو هيبة، صامت لا يتكلم، فقط يكتفي بالمتابعة والتأمل، بعد فترة من الكلام المتبادل توجه "السعدني" بالسؤال إلي " الحجاوي" قائلًا: « مش تعرفنا بضيفك؟».

فأجاب الأخير دون تردد وبثقة: هذا الرجل سيحكم مصر في يوم من الأيام!.

"السعدني" باستغراب: ده.. دا شكله مخبر!

من تلك الإجابة انطلقت الحفلة، فقد وضع "الحجاوي" دون قصد ضيفه "السادات" في مصيدة الولد الشقي، تلك المصيدة التي تشبه كف اليد التي بمجرد أن تنزل على وجه أحد تترك جُرحا غائرا لا يندمل مهما طالت السنوات.

بسرعة شديدة أدار "السعدني" بوصلة الحديث متندرًا وساخرًا من الرئيس الأسبق، الذي لم يُبد اعتراضًا أو امتعاضًا من هذا الحديث القاسي، فقد بدا مستمعًا بكلام لدرجة أنه دخل في نوبة من الضحك الهستيري من كلمة كلمة يقوله أو جملة يطلقها "الموكوس في بلاد الفلوس".

بمجرد ان انتهت الجلسة صار "السادات" صديقا مقربا من "السعدني"، يتبادلا الكلام واللقاء، لكن حبل الود انقطع بمجرد ان استقر "السادات" على عرش "مصر"، فقد عاش صاحب "الطريق إلي زمش" مطاردا خلال حكم "السادات"، ولم يعد إلي مصر إلا بعد رحيله.