"ناصري إلي يوم البعث".. حكاية اعتراف محمود السعدني بعشقه للزعيم
بدأت الحكاية بمقال كتبه الكاتب الساخر محمود السعدني خلال فترة الثمانينيات في جريدة "الأخبار"، اعترف بأنه خلال سجنه في عهد "عبدالناصر"، تعرض للضرب بالقلم على قفاه من قبل مأمور السجن، لكنه رغم قسوة المشهد، لم يكره هذا الشخص بل أنه لاحقا أصبح واحدا من أصدقائه المقربين.
الكاتب الوفدي والمؤرخ جمال بدوي، لم يدع الواقعة تمر بردًا وسلامًا؛ فقد خرج هو الآخر بمقال ساخن انتقد فيه ما كتبه مؤلف "الطريق إلي زمش" قائلًا: « أتعجب لكاتب يقول أنه تعرض للضرب على قفاه.. وما أدراك ما الضرب على القفا خلال سجنه في العهد الناصري... ومع ذلك يسخر قلمه لتمجيد في هذا النظام وتفخيمه.. بل أنه يزيد من الشعر بيتًا بالإشادة بإنسانية المأمور الذي فعله معه».
ترقب الجميع رد "السعدني" على "بدوي"، لكنه لم يطل الانتظار حيث كتب قائلًا: «يتعجب الأستاذ جمال بدوي من دفاعي عن النظام الناصري، الذي يراه مجرد نظام أذاق الناس لباس الجوع والخوف، وهذا رأيه لا أنكره عليه.. لكن أتعجب فقط لشئ، إلا وهو؛ لماذا لم يكتب بدوي هذا الكلام حينها، فنحن الاثننين أبناء جيل واحد ... عانيت أنا من ظلمات السجن بينما هو ينعم بحياته.. فأتمني أن يكون المانع وقتها خير».
وتابع "السعدني" : «ما يجعلني أتعجب مما يكتبه بدوي هو ضيقه من إشادتي بإنسانية المأمور... مع إني لم أقل عنه بأنه رقيع و حليوة... أنا فقط أذكر بأن هذا الرجل منع عنا ما أفدح وأشد.. وحتي لا يغضب الأستاذ جمال بدوي فأنا أقول له سأظل ناصري إلي يوم أن أبعث».
