رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لو كان لى قلبان" كتاب يتيح تتبع الأحداث وتحولاتها فى المنطقة والعالم

جريدة الدستور

أكثر من مئة مقال يشتمل عليها الكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون٬ للكاتب الصحفي الأردني٬ عودة عودة بعنوان "لو كان لي قلبان".

ومن اختياره للعنوان ينزع الكاتب الذي عمل في التدريس قبل أن ينتقل لمهنة المتاعب -الصحافة- لمزاج القص الذي يسبغ مقالاته بفنونها وصورها وتقنياتها الحكائية وأساليبها السردية، ويغنيها بالشعر والأمثال ومقولات المؤرخين والمفكرين.

الكاتب الذي عمل مدير تحرير في صحيفة الرأي الأردنية بقي ملخصا في مقالاته لقضيته وقضية العرب المركزية، قضية فلسطين، مؤمنا بعروبته إيمانه بالمستقبل، وظل وفيا لعروبته ومهنيته وموضوعيته من خلال عمله الصحفي الخبير أو ما تجلى في المقالة التي نزح فيها للمعلومة والأرقام والحقائق التي يعزز فيها المصداقية التوثيقية للقضايا التي يكتبها. ولكن الكاتب أغفل تاريخ نشر المقالات ومكان النشر التي تهم الباحثين والدارسين، وهو أيضا وفي لأصدقائه ومن كان لهم الفضل في منحه فضاء الكتابة، ومنهم، إبراهيم سكجها، وعميد الصحافة الأردنية محمود الكايد، أو كما يسميه "أبو العزم".

ينوع الكاتب في مقالاته بين السياسة والفنون والثقافة والقضايا النقابية والإنسانية، ولكن جل المقالات ترتبط بالأحداث الوطنية، فهي مهمة الكاتب في متابعته لليومي إن كان لجهة السياسي العام أو ما يتعلق بقضايا الناس وأوجاعهم وهمومهم، وهو يلتفت لذلك من خلال تناوله لعدد من القضايا المطلبية.

وتغلب على العناوين مقالات قضية فلسطين في جوانبها السياسية الثقافية، وكذلك في تناولاته لقضايا العدو الاسرائيلي في سياساته العدوانية وممارساته القمعية للشعب الفلسطيني.

كما يتناول الكتاب الذي يقع في 339 صفحة من القطع الوسط الكثير من الأسماء التي شكلت علامات في المشهد السياسي أو الثقافي والفني، فهو يكتب عن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس العراقي صدام حسين، ويكتب عن فنان الكاريكاتير ناجي العلي، وحيدر عبدالشافي وانجيلينا جولي، وبهجت أبو غربية وهاني الهندي، وعبدالقادر الحسيني، ومحمود الكايد، وفي المقابل يكتب عن شخصيات في الواجهة ومنها، جوج بوش، شمعون بيريز، وهو لا يتناول خلال المقال صورة شخصية تتصل بالشخصيات بل يلقي الضوء على بعض المواقف التي تتصل بالشخصية وعلاقتها بالأحداث والتاريخ.

ومن هنا تكمن أهمية الكتاب في التوثيقية التي تتيح تتبع الأحداث وتحولاتها في المنطقة والعالم، وتمثل شهادة من كاتب ملتزم بقضاياه الوطنية والقومية، لكنه في الوقت يبقى ملتزما بمهنية الكتابة وموضوعيتها، كما في كثير واحدة من المقالات التي لم يخف خلافه مع فكر أحد الكتاب، لكنه لم ينكر جمال أسلوبه وعبقريته الكتابية.