رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"طرزان نسائي".. منال عيسى.. مربية حيوانات مفترسة تعرف 7 رقصات

منال عيسى
منال عيسى

منال عيسى شخصية استثنائية، تؤمن بأن عالم المغامرات هو الحياة الحقيقية، وتعيش بمنطق «لو دا جنان اتجنن»، لذلك تجد متعتها الأولى فى الاختلاط بالحيوانات المفترسة وممارسة الرياضات الصعبة مثل الغطس أو تسلق الجبال أو القفز من أماكن مرتفعة.
اشتهرت «منال» على مواقع التواصل بصورها الغريبة، مرة مع ثعبان ضخم لونه أصفر، أو وهى تركض خلف سحلية، أو تحاول الإمساك بثعلب صحراوى، كما أنها أول امرأة فى مصر تقتحم مجال سباق السيارات «الرالى»، وفتحت بعدها الباب للكثيرات من هواة المغامرات، بعدما رأيناها تحقق أرقامًا قياسية، وتحصد جوائز وتنافس وتتفوق على أبطال هذا المجال من الرجال.


قالت «منال»، لـ«الدستور»، إنها عندما تحب شيئًا لا تكتفى بتعلمه فقط، ولا تمارسه بمنطق «نص نص»، لكن تسعى للتفوق فيه، مضيفة: «بالنسبة إلى الرقص مثلًا، لم أقف عند حد تعلم الرقصات الشهيرة، لكن حضرت ورش عمل وتدريبات حتى أتقنت ٧ رقصات لاتينية، وهى التانجو الأرجنتينى والرومبا والتشاتشا والسامبا والمامبو والصالصا والباسا دوبلى أو الفلامنكو».
وكشفت عن سر تعلقها بالرقص: «أحب كل ما يشعرنى أننى منطلقة، والرقص بشكل عام يرسخ هذا الشعور، فهو يُحسن من النفسية ويغير المزاج للأفضل، كما أنه يساعد على التخلص من التوتر والاكتئاب، فيجد الإنسان نفسه متصالحًا مع ذاته وجسده وبالطبع مع مَن حوله، ومثلما أتعامل مع كل هواياتى، تعلمته حد الإتقان والتفوق».


ولا تحب «منال» أن تتذكر عمرها، فلا «يهمها عدد السنوات التى تعيشها بقدر الكيفية التى تحيا بها»، وهى تعمل حاليًا مُدرسة فنون فى مدينة الجونة، وتبيع منتجاتها الفنية أيضًا «أونلاين».
وتجيد أيضًا فن الرسم باحترافية كبير، موضحة: «فى البداية كنت أحب الرسم وأقرأ عنه الكثير، لكن الزواج والهوايات الأخرى أخذتنى منه، لكن عدت إليه لكن باهتمام أكبر بعدما قرأت عن أنواعه، وشاهدت الكثير من مقاطع الفيديو على يوتيوب، وأحاول دائمًا التطوير من نفسى بالتعلم، فلا توجد سن معينة للبدء فيما نحب».

وواصلت: «تعلمت الرسم على الزجاج والقماش والأزياء والحقائب الجلدية والقباعات والجرانيت، وغيرها من الوسائل التى طوعتها لتكون لوحة فنية فى نهاية الأمر»، متابعة: «بحب لما أشتغل حاجة أجيب آخرها، وهذه طريقة تعاملى مع هواياتى».
والجدول اليومى لها ملىء، فتستيقظ باكرًا فى الثامنة صباحًا، وتعمل حتى الساعة الرابعة عصرًا، ثم تعود للمنزل لتعتنى بالحيوانات التى تقتنيها، وتتنزه مع قططها، وتُحضِّر أطعمتها بنفسها، فهى تحب المطبخ وتشتهر بين أصدقائها بإجادة تحضير وجبة «المسقعة»، كما تستضيف الكثير من الفنانين مثل غادة عادل ومنى زكى وخالد الصاوى وغيرهم فى فعاليات فنية.


ولدى «منال» رؤية خاصة فى اقتناء الحيوانات المفترسة، فهى ترفض إطلاق هذه الصفة عليهم، قائلة: «الأفضل أن نصفها بالحيوانات البرية، لكنها ليست مفترسة، فهى لا تهاجم دون سبب، مع أنه لدى كل حيوان سبب إذا أظهر وجهه الشرس، مثل أن يكون جائعًا أو متخوفًا من الإنسان، فيبادر بالهجوم عليه اعتقادًا منه أن الشخص يشكل خطرًا، لكن حين يطمئن ويعرف من أمامه جيدًا تختفى هذه الشراسة».

وواصلت: «الإنسان أحيانًا يكون أكثر خطرًا وشراسة من الحيوانات، لأنه ليس لديه مبررًا فى شروره على عكس الحيوانات»، فيما ترى أن كل حيوان له جمال خاص، فالثعبان بالنسبة لها رمز للخفة والرشاقة والثعلب رمز للذكاء.
وكشفت عن أن رؤيتها تجاه الحيوانات اكتسبتها من والدها، موضحة: «تعلمت حب الحيوانات واحترامها من والدى، رحمه الله، الذى كان يصطحبنى أسبوعيًا لزيارة حديقة الحيوانات، وأورثت هذا الشغف لابنى حسن، ٢٣ عامًا، ولابنتى فريدة، ٢١ عامًا، التى تحترم جميع المخلوقات».


وتتذكر «منال» موقفًا لابنتها حين بكت بشدة بعدما قتل أصدقاؤها «برص» فى المدرسة، فى الوقت الذى تعلمت فيه من والدتها احترام جميع الكائنات الحية وعدم المساس بها، وتقول: «تَعلم أبنائى رقة المشاعر والتعاطف وحب الخير والتعاون والاهتمام بالكائنات وتربية الحيوانات فى المنزل منى».
وأشارت إلى وجود عدة أزمات فى ثقافة التعامل مع الحيوانات فى مصر، منها عدم وجود قوانين واضحة تعاقب على التعامل غير الآدمى مع الحيوانات سواء من البائعين لها أو المشترين، كما أن طريقة أداء حديقة الحيوان يحتاج لإعادة نظر، كما أنها تحتاج لتوفير الإمكانيات والحفاظ على الحيوانات وحمايتها من الزائرين الذين يتعاملون معها بعنف وعدم معرفة بطبيعتها، مثل أن يقدم أحد الأطفال طعامًا لحيوان دون رغبته، أو يضربه كنوع من الدعابة وغيرها من السلوكيات التى تسىء لمكان تاريخى مثل حديقة الحيوان.

وتابعت: «حاولنا عرض خدماتنا على المسئولين عن الحديقة، إلا أن المحاولات باءت بالفشل بسبب احتياج المكان الكثير من الدعم المادى أو وجود شركات خاصة تتولى الإدارة نتيجة لعدم كفاية التغطية المادية الحكومية».