رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستعلامات: تعزيز التنمية هدف زيارة الرئيس لألمانيا

جريدة الدستور

أكدت الهيئة العامة للاستعلامات أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة فى أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل إفريقيا التى تنظمها مجموعة العشرين، تأتي إسهامًا في ترسيخ الدور الذى تضطلع به مصر فى سبيل دفع وتعزيز جهود التنمية في القارة الإفريقية، خاصة فى ظل رئاستها الاتحاد الأفريقي لهذا العام، كما أنها تؤكد على عمق ومتانة العلاقات بين الجانبين المصرى والألمانى على الصعيدين الثنائى والإقليمي.

وطبقًا لتقرير أعدته الهيئة، فهذه هى المرة الرابعة التى يزور فيها الرئيس السيسى ألمانيا، حيث كانت آخر زيارة فى منتصف فبراير من هذا العام، للمشاركة فى "مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية"، كما تعد هذه هى القمة الثالثة من أجل إفريقيا التي تنظمها مجموعة العشرين والتي يشارك فيها الرئيس السيسى بعد تلقيه دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمشاركة فى أعمال القمة بهدف فتح قنوات حوار رفيعة المستوى بين رؤساء وحكومات الدول المشاركة ضمن مبادرة "CWACompact with Africa"، من أجل تعزيز بيئة الأعمال وزيادة فرص الاستثمار في دول القارة.

ويضم برنامج أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل إفريقيا مؤتمرًا حول "الاستثمار"، تنظمه الجمعية الإفريقية – الألمانية للأعمال، إلى جانب مشاركة ممثلى الشركات التي لديها مشاريع استثمارية بالفعل في دول CWA (مصر وإثيوبيا وبنين وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والمغرب ورواندا والسنغال وتوغو وتونس)، ومقاربتها مع مشاريع استثمارية في بلدان أخرى، لوضعها فى دائرة الضوء وإظهار ما تم إحرازه من نتائج حتى الآن.

كذلك سيتم تخصيص حلقة نقاشية لبحث عدة ملفات، على رأسها تفنيد فرص الاستثمار الألماني المباشر في القارة، إلى جانب استعراض مشاريع أهم الشركات الألمانية فى دول CWA، كما تتضمن القمة جلسة لطرح الرؤى ووجهات النظر بشأن سبل تعميق شراكة مجموعة العشرين مع إفريقيا، واستعراض سبل الوصول إلى الأسواق الإفريقية فى ضوء الفرص المتاحة والتحديات التسويقية القائمة بالفعل فى بعض البلدان.

أما الجلسة الختامية، فستتناول سبل التعاون من أجل زيادة معدلات النمو والاستفادة من الشراكات الجديدة بين المستثمرين والمؤسسات التنموية فى القارة.

مبادرة "الشراكة من أجل إفريقيا"

وفقًا لتقرير هيئة الاستعلامات، تبنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ عام 2017 مبادرة "الشراكة من أجل إفريقيا CWA" من خلال رئاستها مجموعة العشرين، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والاستقرار بالقارة.

وتشارك فى المبادرة حاليا 12 دولة بعد أن انضمت إليها توجو في أبريل 2018 وبوركينا فاسو في أكتوبر 2019، حيث كان الانعقاد الأول للقمة فى يونيو 2017 فى ألمانيا، وحضرها عدد من قادة الدول الإفريقية، فى مقدمتهم الرئيس السيسى الذى أكد على أهمية هذه المبادرة للقارة، بهدف خلق مناخ موات لجذب الاستثمارات لإفريقيا بشكل مستدام.

وفى أكتوبر 2018 شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرة الثانية فى أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين، حيث أعلنت خلالها المستشارة ميركل عن حزمة من التدابير لتعزيز هذه الشراكة من خلال إنشاء صندوق استثماري تنموي للشركات الصغيرة والمتوسطة من أوروبا وإفريقيا، وتأمين صادرات واستثمارات الشركات الألمانية في بلدان "الشراكة مع إفريقيا" ضد المخاطر السياسية ومخاطر التعثر في السداد، والتفاوض بشأن اتفاقية الازدواج الضريبي مع بلدان إفريقية أخرى، وإبرام شراكات جديدة في مجال التوظيف والتدريب مع شركات ومؤسسات بإفريقيا، والتفاوض حول شراكات إصلاح ثنائية جديدة مع السنغال والمغرب وإثيوبيا.

علاقات ثنائية متنامية
إلى جانب قمة الشراكة مع إفريقيا، تسهم زيارة الرئيس إلى ألمانيا في تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر وألمانيا، ويقول تقرير هيئة الاستعلامات إن العلاقات الألمانية - المصرية شهدت تطورات كبيرة خلال السنوات الست الماضية، وقد قام الرئيس السيسى بزيارة إلى ألمانيا فى الثانى من يونيو 2015، جرى خلالها بحث تعزيز التعاون فى مختلف المجالات، خصوصًا الاقتصادية والعسكرية والأمنية، ثم كانت قمة الرئيس السيسى مع المستشارة ميركل فى نيويورك فى سبتمبر 2015، حيث أكد الرئيس على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها المتميزة مع ألمانيا، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي قامت به الشركات الألمانية للمساهمة في دفع عملية التنمية في مصر.

ومن جانبها، أشادت المستشارة الألمانية بمستوى الاتصالات الجارية والتنسيق المستمر بين الجانبين المصري والألماني في شتى المجالات السياسية والاقتصادية لمتابعة الموضوعات المشتركة، وما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، كما أعربت المستشارة الألمانية عن توافقها مع الرؤية المصرية الداعية إلى المواجهة الشاملة للإرهاب.

وقامت ميركل أيضًا بزيارة للقاهرة فى مارس2017، وتناولت المباحثات المصرية - الألمانية العلاقات الثنائية والتطورات التى شهدتها على جميع الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والثقافية، ثم كانت زيارة الرئيس السيسى الثانية لألمانيا فى يونيو 2017، فى إطار استمرار تطوير التعاون بين البلدين على جميع المستويات والعمل المشترك على النطاق الإقليمى والدولي، وللمشاركة في قمة الشراكة مع إفريقيا.

تلى ذلك الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى ألمانيا فى منتصف فبراير 2019 للمشاركة فى مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية، ويعد الرئيس السيسي أول رئيس لدولة غير أوروبية يتحدث في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، بمشاركة المستشارة الألمانية ميركل، منذ تأسيس المؤتمر عام 1963، مما يؤكد مكانته لدى الدوائر السياسية الألمانية والدولية.

علاقات اقتصادية
تحتل مصر ترتيبًا مُتقدمًا من بين أكبر 10 دول متلقية لضمانات الاستثمار، كما أنها تتصدر بهذا الترتيب دول المنطقة، وتولي الشركات الألمانية اهتمامًا كبيرًا بفرص الاستثمار المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاعات الأدوية وصناعة السيارات وقطع غيار السيارات واللوجستيات والبنية التحتية ومشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، خاصة بعد إقرار تعريفة التغذية Feed in Tariff.

وشهد العام الحالى 2019 إنجازًا اقتصاديًا مهمًا على صعيد العلاقات الثنائية مع ألمانيا، تمثل فى فك التجميد الذي كان مفروضًا منذ عام 2012 على الشريحة الثانية من برنامج مبادلة الديون بإجمالي 170 مليون يورو لإنفاقها على مشروعات تنموية داخل مصر، وإقرار برامج التعاون المالي والفني بين البلدين لعامي 2015 و2016 وبرامج التعاون المالي والفني بين البلدين لعامي 2017 و2018 والتي تتضمن تمويلًا جيدًا لتطوير قطاع التعليم الفني والأساسي في مصر.

الاتفاقات الاقتصادية

فى 31-10-2019 جرى بحث سبل التعاون بين البلدين لتنمية الشراكة والتعاون في مجال تدوير المخلفات والطاقة والبنية التحتية والتعليم والزراعة، والعمل على مشروعات مشتركة في مجال المدن الذكية، وغيرها، وفى 27-6-2019 جرى توقيع 7 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين مصر وألمانيا، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال من الجانبين فى مجال إمدادات ومعالجة المياه والسياحة العلاجية وتدريب الكوادر البشرية.

وفى 7-3-2019 وقعت هيئة البترول والثروة المعدنية مع شركة ديا الألمانية اتفاقية بترولية جديدة للبحث عن البترول والغاز بمنطقتي رأس بدران وخليج الزيت في خليج السويس، كما وقع الجانبان فى 23-12-2018 اتفاقيتين للتعاون الفني والمالي بقيمة إجمالية 150.5 مليون يورو في قطاعات التعليم والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة وكفاءة الطاقة والزراعة، وأيضًا المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

1200 شركة ألمانية في مصر

بلغ حجم الاستثمارات الالمانية المباشرة فى مصر نحو 7.4 مليار دولار حنى نهاية شهر يونيو 2018، ومن المتوقع أن تصل إلى 11 مليار دولار بنهاية عام 2019، وفقًا لتصريحات رئيس الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة، كما توجد فى مصر حوالى 1215 شركة ألمانية تعمل فى قطاعات البترول والمواد الكيماوية وصناعة السيارات والاتصالات والحديد والصلب والغاز.

كما بلغ حجم التعاون التنموى بين مصر وألمانيا ما يقدر بـ2.4 مليار دولار، فيما تأتى كل من شركة مرسيدس وشركة سيمنس على رأس الشركات الألمانية المستثمرة فى مصر، ويحظى القطاع الصناعى بنصيب الأسد من الاستثمارت، حيث ارتفعت بنسبة 61%.

كما شهدت الصادرات المصرية لألمانيا زيادة بنسبة 10.6% لتصل إلى 361.3 مليون يورو خلال الفترة من يناير حتى مارس 2019، مقارنة بـ326.5 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2018، فضلًا عن ارتفاع نسبة الصادرات المصرية البترولية إلى ألمانيا بنسبة 23.5% لتصل إلى 168.3 مليون يورو خلال الفترة من يناير حتى مارس 2019، مقارنة بـ136.3 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2018.

التعاون العسكري
استمرارًا لجهودها فى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات البحرية المصرية، وتطويرها وفقًا لأحدث النظم القتالية العالمية، احتفلت القوات البحرية المصرية في 04 مايو 2019 بتدشين ثالث غواصة حديثة من طراز «209 –  140 في ف0»، تحمل اسم "إس 43"، التي تم بناؤها بترسانة شركة «تيسين جروب» الألمانية، فيما تسلمت القوات المسلحة المصرية في 8-8-2017، ثانى غواصة حديثة من طراز "تايب "209 إيذانًا بدخولها الخدمة، وذلك في إطار قيام القوات المسلحة بتعزيز جهودها فى تحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية بالبحرين الأحمر والمتوسط.

وفى 12-12-2016 تسلمت القوات المسلحة المصرية أول غواصة حديثة من طراز (2091400)، والتى تم بناؤها بترسانة شركة "تيسين كروب" بمدينة كيبل الألمانية.

العلاقات السياحية

وفقًا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات، فقد حدثت طفرة نوعية غير مسبوقة في التعاون في قطاع السياحة بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة، حيث أصبحت السياحة الألمانية تحتل المركز الأول بين السياحة الأجنبية الوافدة لمصر منذ عام 2016 وحتى عام 2019 على التوالي من حيث عدد السائحين، هذا وقد حقق عام 2018 رقمًا قياسيًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين تخطى بالفعل الرقم الذي سبق تحقيقه في عام الذروة عام 2010.

كما ستقوم ألمانيا بتحمل نفقات تأسيس متحف المنيا بملاوي، والمخصص لآثار الملك إخناتون من الداخل والخارج بتكلفة قد تتجاوز 10 ملايين يورو، بما يسهم في الترويج السياحي لصعيد مصر، كما أعلنت ألمانيا فى يونيو 2019 رفع الحظر عن سفر السياح الألمان إلى مدينة ومنتجع طابا السياحي، وهو الحظر الذي كان مفروضًا منذ عام 2014، كما زاد عدد رحلات شارتر المباشرة من المدن الألمانية إلى مدينة شرم الشيخ.

القمة الدولية الثامنة للرئيس السيسي من أجل إفريقيا
تضاف مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثالثة للمشاركة بين إفريقيا ومجموعة العشرين إلى نشاط الرئيس السيسي على المستوى الدولي من أجل قضايا ومصالح القارة الإفريقية منذ توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي في 10 فبراير 2019.

وشارك الرئيس السيسي في مؤتمر ميونخ للأمن في 15 فبراير 2019، حيث ألقى كلمة خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر بمشاركة المستشارة الألمانية، ليكون أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية منذ تأسيس المؤتمر عام 1963، حيث عرض الرئيس رؤية مصر لتعزيز العمل الإفريقي، في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي للعام الحالي 2019، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، في إطار أجندة إفريقيا 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلًا عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.

كما شارك الرئيس في قمة الحزام والطريق ببكين في 24 أبريل 2019 في العاصمة الصينية بكين، حيث تحدث الرئيس باسم إفريقيا، داعيًا إلى مزيد من التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.

وفي قمة مجموعة العشرين باليابان فى 27- 6- 2019، تحدث الرئيس، مطالبًا بتعزيز الدعم الدولي لجهود التنمية في إفريقيا، كما شارك في 28-6-2019 فى قمة إفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت كلًا من رئيس جنوب إفريقيا والرئيس السنغالي.
 
وشارك الرئيس السيسي في القمة 45 لمجموعة السبع الكبرى G7 التي استضافتها مدينة بياريتز الفرنسية يومي 25 و26 أغسطس الماضي، وألقى الرئيس السيسى كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وإفريقيا، قال فيها "إننا نعلم جميعًا جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الإفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف"،
ودعا الرئيس السيسي إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لإفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات.
كما شارك الرئيس في القمة السابعة لمؤتمر «تيكاد 7» فى الفترة من 28إالى 30 أغسطس 2019 التي استضافتها العاصمة اليابانية طوكيو، وفى خطابه أمام المؤتمر قال الرئيس السيسى إن عملية التكامل في أفريقيا انطلقت بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين منذ إنشاء الاتحاد الإفريقى، مضيفًا أن تبني أجندة إفريقيا "2063" وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يعد بمثابة حجر الزاوية الهام للمساعي الإفريقية الرامية إلى تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.

وأكد الرئيس السيسي في بيان مصر أمام الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 24-9-2019 على أن التزام مصر بموضوعات الصحة امتد إلى القارة الإفريقية ضمن أولويات رئاستها للاتحاد الإفريقي، حيث تسعى حاليًا لتعميم مبادرة "مائة مليون صحة" على الدول الإفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

كما شارك الرئيس السيسي في القمة الروسية الأفريقية في سوتشي في أكتوبر الماضي حيث تولى السيسي رئاسة القمة بالمشاركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.