رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: مقتل البغدادي فضح أردوغان.. وواشنطن لن تمنحه شيكًا على بياض

جريدة الدستور

سلطت مجلة"أمريكان انترست" الأمريكي، الضوء على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبيت الأبيض، ولقائه غير المثمر مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

ووصفت المجلة الأمريكية الزيارة بأنها لم تكن مستقرة، في ظل موجات غضب كبيرة لهذه الزيارة في البيت الأبيض والكونجرس ودعوات كثيرة لإلغائها.

وقالت إنه يجب على الكونجرس والإدارة الأمريكية اتخاذ موقف مع أردوغان، فالولايات المتحدة لن تمنح أردوغان شيكًا على بياض للعمل في الشرق الأوسط.

وأضافت أن ترامب حاول الثناء كثيرًا على أردوغان خلال المؤتمر الصحفي ولم يتطرق لأي من القضايا الخلافية، ولكن الوضع في الكونجرس كان مختلفًا تمامًا، فالجميع يرفض الزعيم التركي، وكان كلا الحزبين قد طالب ترامب بإلغاء الزيارة، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال: "أشاطر زملائي عدم ارتياح لرؤية الرئيس أردوغان يتم تكريمه في البيت الأبيض".

وتعرض ترامب لتوبيخ شديد من الكونجرس بسبب الزيارة، وخصوصًا من إليوت إنجل رئيس لجنة الشئون الخارجية، لأن ترامب لم يلم أردوغان على غزو شمال سوريا وشراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "إس 400".

وأكدت المجلة أن العداء تجاه أردوغان في الكونجرس يتزايد منذ فترة، ففي الشهر الماضي، أصدر مجلس النواب قرارًا وصف أعمال القتل الجماعي لنحو 1.5 مليون أرمني قبل قرن من قبل الإمبراطورية العثمانية بأنها عملية إبادة جماعية، كما أقر مجلس النواب أيضًا مشروع قانون يهدد بفرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها العسكري الوحشي الأخير في شمال سوريا، ووفقًا لتقييم داخلي لوزارة الخارجية تورطت تركيا في "جرائم حرب وتطهير عرقي"، ومع انتهاء زيارة أردوغان قال مكونيل، الذي كان يحجب تشريعا مماثلا في مجلس الشيوخ إنه يجب السماح بإجراء التصويت.

وأوضحت أن اعتماد أردوغان على وكلائه في سوريا المكونين من مجموعة من الجهاديين المعاد توظيفهم، من شأنه توليد الفوضى وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والمجندين الجدد لداعش، ومما يثير القلق بنفس القدر التقارير الأخيرة التي تفيد بأن زعيم داعش أبو بكر البغدادي قد سافر إلى تركيا قبل العملية الأمريكية التي قتله وسط تكهنات بأنه ربما كان يحاول نقل عائلته إلى تركيا.

وإذا كان هذا صحيحًا، فإن هذه التطورات تثير تساؤلات حول كفاءة وموثوقية وكالات الاستخبارات التركية - مما يشير إلى المخاوف بشأن إعلان أردوغان الأخير بأن القوات التركية قد ألقت القبض على زوجة البغدادي وشقيقته وصهره ويعمل على تعميق الشكوك حول ما تعرفه المخابرات التركية عن البغدادي، من الواضح أن أردوغان يدرك هذا الضعف، وهو ما يفسر بلا شك إعلانه عن احتجاز العديد من أقارب البغدادي في تركيا، تم اتخاذ هذه الخطوات بلا شك لتحصين الرئيس التركي من اللوم المحتمل في الولايات المتحدة بسبب الكسل الذي تعاملت معه تركيا مع داعش على مر السنين، ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذه الاعتقالات لم تتم إلا بعد القضاء على البغدادي على يد القوات الخاصة الأمريكية.

ويأتي التقرير الأمريكي وسط ضغوط واشنطن مساء الخميس، على الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم "داعش" للموافقة على استقبال مواطنيها المرحلين من مقاتلي تنظيم، داعش بعد تهديد أردوغان بإعادتهم إلى بلادهم.

واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف العالمي ضد "داعش" في واشنطن الخميس لمناقشة الخطوة المقبلة في مواجهة التنظيم، الذي قُتل زعيمه أبو بكر البغدادي، الشهر الماضي، بغارة أمريكية شمال غرب سوريا.