رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنبوذة.. علاقات باترسون مع الإخوان تقضى عليها سياسيًا

جريدة الدستور

مرة أخرى تدفع "آن باترسون" السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة، ثمن دعمها جماعة الإخوان، فما زالت تتلقى موجات الغضب العارمة من مختلف الأطياف السياسية في الولايات المتحدة، حتى إن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس تراجع عن فكرة تعيينها معه في وقت خدمته بسبب هذا الأمر.

وكشف راديو"إن بي آر" الأمريكي الشهير، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، اليوم الجمعة، تفاصيل ما واجهته "باترسون" بعد انتهاء خدمتها في مصر.

وأوضح أن المرأة التي تبلغ من العمر 43 عامًا، حصلت على عرض عمل رائع في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، واعتقدت وقتها أن هذه الفرصة ستكون وسيلة لتكريمها وتقليص مهماتها في العمل بالسياسة الخارجية، ولكن ما حدث لم يكن متوقعًل، حيث اشتعلت وسائل الإعلام المحافظة غضبًا، بسبب العلاقات السرية بين باترسون وجماعة الإخوان، وبعد وقت قصير تراجع ماتيس عن عرضه له، ما دفعها لترك العمل الحكومي.

وتابع أن قضية باترسون تعكس الاتجاه المتنامي في عهد ترامب، بعدم الاعتماد على الموظفين الذين يواجهون انتقادات من الرأي العام، خصوصًا وسائل الإعلام المحافظة، وغالبًا ما يطلق على هؤلاء الموظفين أنهم جزء من "دولة عميقة" تحاول تخريب إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وأضافت أن "باترسون" حافظت على مستوى منخفض من علاقاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة، وكانت مستعدة للعمل في إدارة ترامب، حيث حاول ماتيس استغلالها لتكون شخصية سياسية، ولكن ما فعلته في مصر حال دون تقدمها في أي وظيفة كبرى أخرى.

وأشار إلى أنه تماشيًا مع سياسة الولايات المتحدة في هذا الوقت، دعمت باترسون الانتخابات الرئاسية في مصر التي جرت عام 2012، ووصفتها بأنها شفافة ومهمة للغاية، وأسفرت هذه الانتخابات عن فوز الإخوان ومحمد مرسي، وهو اختيار كان مثيرًا للجدل في الشارع المصري، إلا أنها دعمت الجماعة بصورة كبيرة، وبالنسبة لإدارة ترامب، فهناك دراسات لإدراج الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية.

وأوضح أن النقاد اعتبروا دعم باترسون لم يكن للانتخابات المصرية ولكن للإخوان، وبعد أقل من عام في الحكم اشتعل غضب المصريين من الجماعة وتظاهروا بأعداد ضخمة للتنديد بحكم الإخوان، وتظاهر الآلاف أمام مقر السفارة الأمريكية في مصر رافعين صور مرسي والسفيرة الأمريكية التي كانت تدعمه وهي "آن باترسون"، ووصل الغضب إلى ميدان التحرير وصور باترسون في أيدي المتظاهرين.

وأشار إلى أن السمعة السيئة ما زالت تلاحق باترسون وجعلتها غير قادرة على تولي أي منصب حكومي بعد انتهاء عملها في مصر، خصوصًا في عهد ترامب، وتخشى أن تتولى أي منصب قيادي حتى لا تتعرض لهجوم جديد.