رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القوصى: «طيبة 1» يغطى جميع الأنحاء وينهى عصر «الشبكة واقعة»

القوصى
القوصى

قال الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إن القمر الصناعى «طيبة ١» سيسهم فى تطوير خدمات الاتصالات والإنترنت فى مصر، وينهى عصر «الشبكة واقعة»، تلك العبارة التى تدل على ضعف الخدمة وتأثرها.

وكشف «القوصى» عن أن الوكالة تخطط لإرسال مركبة فضائية إلى القمر، وإرسال رائد فضاء مصرى إلى المحطة الدولية، خلال السنوات المقبلة.

■ بداية.. ما الفارق بين القمر الصناعى الجديد «طيبة ١» وأقمار «نايل سات»؟
- «نايل سات» قمر صناعى أطلق عام ١٩٩٨ وانتهى، ثم أطلق القمر الثانى من «نايل سات» عام ٢٠٠٠، والثالث فى ٢٠١٠، وهو الذى يعمل حاليًا، وهذه السلسلة من الأقمار تختص بالبث التليفزيونى فقط لا غير، ووظيفتها تتعلق بإيصال القنوات التليفزيونية إلى المشاهدين.
أما القمر الصناعى «طيبة ١» فيتعلق بالاتصالات والإنترنت، ووظيفته تسهم فى تطور هذه الخدمة فى مصر، فيمكن القول إن هذا القمر سينهى عصر «الشبكة واقعة»، لأنه سيغطى مصر كلها بالاتصالات والإنترنت، ويسهم فى وصول التغطية إلى الأماكن النائية فى سيناء وسيوة والوادى الجديد، بما يسهم فى تطوير منظومة التعليم الجديدة التى تستخدم الشاشات التفاعلية «التابلت».
■ هل يعنى ذلك الاستغناء عن الشبكات الأرضية؟
- لا، فالشبكة الأرضية هى الأساس ولا يمكن التخلص منها أو الابتعاد عنها بأى شكل من الأشكال، بل ستكون هناك شبكتان تعملان جنبًا إلى جنب.
■ ما أهم مواصفات القمر الجديد؟
- مواصفات القمر الصناعى تختص بالاتصالات وخدمة الإنترنت فى جميع أنحاء مصر، ووزنه نحو ٥.٦ طن، وعمره فى الفضاء الخارجى يصل إلى ١٥ عامًا، ومن المقرر أن يدور حول الكرة الأرضية على بعد ٣٦ ألف كيلومتر، بسرعة تساوى سرعة دوران الأرض تمامًا، ووفقًا لذلك سيظهر كأنه ثابت، لأنه يدور مع الأرض بنفس التزامن.
■ أين يوجد القمر الآن؟
- القمر وصل حاليًا إلى محطة الإطلاق فى منطقة «جويانا الفرنسية» بأمريكا الجنوبية، وهو مستقر الآن فى غرفة نظيفة وبعيدة عن أى نوع من أنواع التلوث البيئى، وسيظل هناك حتى اليوم الأخير قبل تحميله على صاروخ الإطلاق «أريان ٥».
■ لماذا لا تمتلك مصر قاعدة لإطلاق الصواريخ الفضائية؟
- هذا أحد أهداف وكالة الفضاء المصرية التى بدأت بالفعل دراسة كيفية تصنيع الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضى المصرية إلى الفضاء الخارجى، ونعمل، حاليًا، على سن القوانين الخاصة بذلك.
■ ما الموقع الذى يمكن فيه تدشين مثل هذه القاعدة؟
- على الأغلب ستقام أولى القواعد المصرية لإطلاق الصواريخ الفضائية فى إحدى المدن الساحلية، بما يسمح بسقوط الصاروخ فى البحر حال فشل الإطلاق دون أن يسبب أذى فى الأشخاص والممتلكات.
■ هل يعنى ذلك أن خطة تطوير وكالة الفضاء المصرية بدأت بالفعل؟
- نعم، فوكالة الفضاء المصرية تعمل فى الوقت الحالى على تصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة، التى تسمى «كيوب سات»، كما نعمل على الأقمار صغيرة الوزن، ولدينا العديد من المشروعات المتعلقة بالأقمار الخاصة بالاستشعار عن بعد وتصوير طبقات الأرض.
وخطة الوكالة المقرر تنفيذها على مدار ١٠ سنوات تتضمن عدة أقسام، منها ما يتعلق بالمهام الفضائية، ومنها ما يختص بالقدرات البشرية، إلى جانب طرح قانون الفضاء المصرى على مجلس الدولة للحصول على موافقته، بما يتيح التعاون فى هذا المجال مع الدول الأجنبية.
وهذا القانون يغطى جميع النواحى المرتبطة بمجال الفضاء فى مصر، بما فيها تراخيص العمل فى هذا المجال، وتنظيم العلاقة بين الجهات المختلفة المشاركة فى مشروعاته، وكذلك ما يسمى «أخلاقيات الفضاء».
■ ماذا تتضمن خطة التطوير كذلك؟
- تتضمن خطة العمل مشروعات بناء المهام المرتبطة بإطلاق أقمار لإنجاز مهام بعينها، ومشروعًا لاستكشاف الفضاء نخطط خلاله لإرسال عربة صغيرة يطلق عليها اسم «الباحث» إلى سطح القمر، للتصوير وبحث إمكانية وجود الحياة على القمر والحصول على بعض المعلومات الفضائية.
وكذلك مشروعات البنية التحتية التى تضم مركزًا لتجميع واختبار الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى مشروعات بناء القدرات البشرية التى تتضمن التعاون مع الجامعات المتخصصة فى المجال، والتى شهدت توقيع بروتوكولات مع نحو ١٣ جامعة لتدريب الطلاب.
وإلى جانب ذلك، لدينا أيضًا مشروع إرسال مواطن أو مواطنة مصرية إلى المحطة الفضائية الدولية على ارتفاع ٤٠٠ كيلومتر، وسيجرى اختباره بعد مسابقة واختبارات، على أن يذهب من يجرى اختياره إلى روسيا لمدة عامين للتدرب على كيفية التعايش فى الفضاء قبل إرساله فى مهمته.
■ ما تفاصيل هذه الاختبارات؟
- ستكون أشبه باختبارات الكليات العسكرية وتتضمن اختبارات بدنية ونفسية بالتعاون مع كلية التربية الرياضية، إلى جانب اختبارات نفسية، وأيضًا اختبارات علمية بسيطة من إعداد متخصصين فى الوكالة.
■ إلى جانب «طيبة ١» ستطلق مصر القمر الصناعى «كيوب سات».. ما المختلف فيه؟
- القمر «كيوب سات» هو أحد الأقمار التى تتبع مشروع «تحالف المعرفة» فى مجال تكنولوجيا الفضاء، الممول بالكامل من أكاديمية البحث العلمى، ويتبع ١٣ جهة بحثية وأكاديمية وصناعية والقطاع الخاص.
ويضم المشروع ٣ أقمار صغيرة من نوعية «كيوب»، تم إطلاق الأول منها فى ١٧ سبتمبر الماضى، والثانى سيطلق فى ٢٠ نوفمبر الجارى، أما الثالث فسيجرى إطلاقه فى يونيو ٢٠٢٠، تحت اسم «next ١»، وهو من تصميم مصرى خالص، ومهمته تختص بالتصوير الفضائى الذى يستخدم فى مجالات البحث عن المياه والكشف عن التعديات الزراعية واكتشاف الآثار وغيرها.
وقد تعاقدنا مع ألمانيا بالفعل على تصنيع أجزاء القمر التى صممها المصريون، على أن يجرى اختباره وتجميعه فى الوكالة المصرية، ليكون جاهزًا للإطلاق فى موعده، ونتفاوض حاليًا مع عدة دول منها روسيا والصين واليابان والولايات المتحدة من أجل عملية الإطلاق.
■ لماذا لم يتم تصنيع هذا القمر فى مصر؟
- لأن هذا القمر سيكون الأول من نوعه مصريًا، لذا أردنا ألا نخاطر فى ظل التكلفة العالية، وفضلنا أن تنجح التجربة عبر الاعتماد فى التصنيع على الشركة الألمانية، بمشاركة مصرية بنسبة ٤٥٪، مع زيادة نسبة التصنيع المحلى فى المشروعات المستقبلية.
■ هل تسهم هذه الأقمار فى الكشف عن الجماعات الإرهابية؟
- الأقمار الموجودة حاليًا غير مؤهلة لذلك، خاصة أن تحديد أماكن وجود الجماعات الإرهابية يحتاج للاعتماد على أكثر من قمر. ووكالة الفضاء المصرية تخطط خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا خلال ٣ سنوات، لبدء صناعة مجموعة من الأقمار، بما يسهم فى إجراءات حماية الحدود والقضاء على الإرهاب فى مصر والشرق الأوسط.
■ ماذا عن مجال الأقمار التجارية؟
- الأقمار التجارية هى أقمار تسهم فى تقديم الخدمات للناس لكن مقابل دفع مبلغ من المال، وليس لدينا حاليًا هذا النوع من الأقمار، كما أننا لا نخطط لدخول هذا المجال فى وقت قريب، لأننا لسنا شركة تجارية.

مسئولو تدريب طلاب الجامعات: يستغرق 75 يومًا.. وبروتوكولات تعاون مع «القاهرة وبنها وسوهاج»

قالت المهندسة شيماء محمد، إحدى المشرفات على تدريب الطلاب الجدد فى وكالة الفضاء، إن الوكالة تمتلك عددًا من خبراء التدريب والتدريس فى هذا المجال، ويتميزون بالتعاون الكبير، ومحاولة مساعدة جميع الملتحقين، لرفع مستوى هؤلاء الطلاب إلى أعلى درجة.
«شيماء» كانت إحدى الطالبات المتدربات فى الوكالة، ضمن أول دفعة عام ٢٠١٧، وأصبحت الآن مشرفة على تدريب الطلاب الجدد.
وأوضحت: «فترة تدريب الطالب تصل إلى ٧٥ يومًا كاملة، وتتضمن تنفيذ أجزاء من القمر الصناعى، ثم تتيح الوكالة لكل طالب المشاركة فى مسابقة تابعة لها بمشروع تخرج، لمعرفة مستوى الطلاب جيدًا، واختيار المتفوقين للعمل فى الوكالة»، مضيفة: «تم اختيارى، رفقة ٨ آخرين من الدفعة الأولى، للعمل فى الوكالة، من ضمن ٣٠٠ طالب متدرب».
واختتمت بأنها تطمح فى العمل بوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، بعد تلقيها تدريبًا مكثفًا على يد المهندسين والخبراء المصريين فى وكالة الفضاء المصرية. بدوره، قال المهندس مصطفى أحمد، المسئول عن تدريب طلاب الجامعات فى الوكالة: «ندرب طلاب ١٣ جامعة فى مختلف أنحاء الجمهورية، ويمتد التدريب لمدة تزيد على الشهرين».
وأوضح أن التدريب يتضمن منح كل جامعة «نموذجًا» يمثل جزءًا من أجزاء القمر الصناعى، ويكون طلابها مسئولين عن تجميعه وإنجازه، سواء كان غرفة التحكم فى القمر، أو النموذج المسئول عن الطيران، بما يسهم فى التعرف على مستوى وقدرة استيعاب الطالب للمعلومات التى يتلقاها فى الوكالة.
وقالت المهندسة منال عبدالعظيم، مسئول «الكنترول» فى وكالة الفضاء المصرية، إن الوكالة تنفذ ما يعرف بمشروع «قمر الجامعات»، الذى يستهدف تخريج عدد كبير من الطلاب المتميزين فى علوم الفضاء، بجانب استحداث ونقل علوم وتكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضى المصرية بما يخدم استراتيجية الدولة فى مجالات التنمية، وتحقيق الأمن القومى.

وأضافت: «تعمل وكالة الفضاء على تنفيذ بروتوكول تعاون مع جامعات القاهرة وبنها وسوهاج، والجامعة الروسية، لإنشاء عدد من نماذج الأقمار الصناعية وتدريب الطلاب عليها»، مشيرة إلى أن الوكالة تتكفل بنحو ٧٠٪ من تكلفة تصنيع النموذج، وذلك بهدف نشر ثقافة دراسة علوم الفضاء وسط الطلبة المصريين.