رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فهمي.. من صنع هذا الشتام؟

أحمد فهمي
أحمد فهمي

المسألة لا علاقة لها بالموهبة أو الذكاء أو حتى الاجتهاد.. أحيانا تجري الأمور بالصدفة، وأحيانا أخرى بالفهلوة والمجاملات.. لكن الأزمة ليست هنا، لأنها في النهاية أرزاق، وسبحان من رزق الصراصير في شقوقها، والفئران في جحورها.

لكن متى يصبح الأمر أزمة؟

 عندما يتوهم الإنسان أنه صار شيئا حقيقيا له قيمة، فينتفخ ويحاكم البشرية ويشتم كل من يقف أمامه ويعترضه، بينما في الحقيقة، انتفاخه ليس سوى غازات بطن، ونعتقد أننا كبشر.. لسنا مطالبين أن نتحملها أو نقبلها كل مرة ونصمت، ونقول: "عيل وغلط". 

لكنها سُنة الحياة والزمان دائما، خاصة هذا الزمن، الذي ابتلينا فيه بموجة رفعت بعض هلافيت التمثيل إلى أعلى.. من لا شيء، بل وجعلتهم في المقدمة، بعد تصنيعهم وتعبئتهم وتغليفهم وتصديرهم إلى المجتمع كنجوم ووجوه فنية تمثل الفن المصري أمام الوطن العربي والعالم كله.

ومن ضمن هؤلاء.. الممثل أحمد فهمي.. الذي صدق نفسه، بعد أن رفعته الموجة في غفلة من الزمن، في ظل حالة اللامبالاة التي أصيب بها الجمهور المغلوب على أمره، الذي بات يقبل أي عمل ويتماهى مع أي شيء ويتذوق أي غثاء.. من يأسه وإحباطه وندرة الأعمال الفنية الحقيقية.

لكن يظل السؤال، من المسؤول عن نفخ هذه البلونة؟ نعم، نحن، كلنا مسؤولون، ونعترف أن كل ما حدث، كان بحسن نية، لأننا من واجبنا أن نصنع دائرة وهم يعيش بداخلها كل إنسان ليواصل الحياة ويكون قادرا على مواجهة صعابها.

وللأسف.. أحيانا.. يحوّل البعض هذا الوهم إلى سلاح في عنق من صنعوه لهم لينعموا بالحياة، لكن الحقيقة القاسية، أن هذا السلاح سيرتد إلى أعناقهم بالضرورة، والحقيقة هي أن الممثل الذي يحاكم الآخرين أخلاقيا، هو آخر من يتحدث عن ذلك، وهو يعلم ذلك جيدا، كما يعلم تماما أنه لا كوميديان، ولا يحزنون، أما الذين يحزنون.. هم زملاؤه الموهوبون، الذين يسندون أعماله مؤخرا مثل محمد ثروت وأحمد فتحي ومحمد عبد الرحمن وغيرهم من نجوم الظل الذين لا ينالون ما يناله ولا يجنون ما يجنيه. 
ومن ضمن الذين يحزنون أيضا.. هو نحن، أي الجمهور الذي يشاهد أفلامه كل مرة، ويخرج منها باكيا ثمن التذكرة.