رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باسم شرف: لجان التحكيم سبب زهدى فى الجوائز الأدبية

جريدة الدستور

باسم شرف، كاتب روائي وقاص ومسرحي ومعد برامج تتعدد مواهبه ومساراته في السرد، مشغول بتلك التفاصيل الحياتية والمجتمعية بل والمعيشية المرتبطة بمفاهيم العدل والرحمة، متعمدا البحث عن بدائل فنية وجمالية في سرد يعوض قسوة الحياة وشظف العيش وتلك الهوات والهواجس التي تعوق بني البشر عن تحقيق ثمة توازن في الحياة، باسم شرف من مواليد الجيزة وحاصل على ليسانس الأداب لغة عربية، كان له مشاركات متفردة في الإعداد الدرامي بالتليفزيون المصري في مسلسلات " تامر وشوقية "، رجل وست ستات، عالم سمسم"، وصدر له من الاعمال الإبداعية منها مجموعة مسرحية عن دار ميريت للنشر كفيف لثلاثة أيام.. مجموعة قصصية عدار العين يا سلمي أنا الآن وحيد.. رسائل جرسون.. رواية.. عن دار " دون"، صدر له منذ أيام روايته الجديدة " لو قابلتك من زمان"، سألته عن، غيابه عن الكتابة، وماذا تحمل هذه الرواية فى هذا الحوار.

- أين انت في جديدك الإبداعي ؟

نشرت مؤخرا روايتي الجديدة ( لو قابلتك من زمان ) عن دار دون للنشر.. وهي مشغولة بمفهوم الرحمة الذي غاب في العلاقات بأنواعها.. كلما زادت القسوة في الشارع كانت رغبتي في كتابة هذه الرواية ملحة.. وبالفعل تشكلت هذه الرواية من الحياة.. وجاءت بعد رواية جرسون التي صدرت ٢٠١٧ عن نفس دار النشر.. فلم يكن هناك غياب كبير عن كتابة الأدب.. كنت مشغولا بكتابته لكن الكتابة لها وقتها.. قد تأخذ وقتا طويلا وقد تنجز في وقت قصير.. قبل الثورة كان الفرق بين كل كتاب خمس سنوات بسبب الانشغال بكتابة الدراما والسيناريو..وانا اعتبرها جزء من مشروعي غير منفصل.. فأنا مشغول بالكتابة بشكل عام.. فهناك موضوعات صالحة لكتاب وموضوعات صالحة لمسلسل أو فيلم.

- أين تجد نفسك بطموحاتك وتفرد مفاهيمك فيما يخص دور الإبداع في الحياة والعيش ؟

بالفعل كتبت اول كتاب مسرح، والثاني مجموعة قصصية، والثالث كتاب رسائل، والرابع رواية، والخامس رواية.. لكن كلها داخل مشروع كتابتي التي تعبر عني وعن هواجسي ومخاوفي ونزقي وسكوني.. لا اهتم بتنصيفي قصاص أو مسرحي أو روائي أو سينارست..لكني مشغول بكوني كاتب اكتب في مجتمع فقير يكره المعرفة.. اكتب عن أسئلة تشغلني في مجتمع لديه يقين.. اكتب عن شخوص مهمشة عادية ليست لديها صفات الأبطال في مجتمع يفضل البطولات الذائفة.. انا اكتب من واقع البحث وراء كل شخصية تسير أمامي بالشارع.. فكل إنسان وراءه حكاية صالحة للحكي.. هناك ما يستفز خيالي فاكتب عنه..وهناك ما يدخل الذاكرة كمخزن تجتمع فيه الشخصيات.. الكاتب دماغه مثل أي معمل كميائي به تركيبات وعناصر عند اختيار رواية معينة تجتمع الشخصيات وحدها في عقلي وتتصارع لكي تظهر للنور.. عملية معقدة عندما أتأملها عقلي يكاد ينفجر.. وأسأل نفسي كيف اختار شخوصي ولا اعرف كيف تظهر

- ألم ترى ان هناك تقصير تجاه الإبداع خاصة وانت منفتح على تيارات عدة في ماهيات النشر وطرح الفنون ؟

لم أقصر في الكتابة.. فأنا دائما لدي ما اكتبه.. لكن هناك أعوام ندمت علي انها ضاعت بلا فائدة هي خمس سنين بعد الثورة.. انشغلت بالثورة وحلم لوطن سعيد ولكن هذا الحلم مات منذ مارس ٢٠١١ في استفتاء الدستور ولكني ظللت أقاوم هذا التفكير حتي ضاع مني خمس سنوات حتي أصدرت كتاب ياسلمي أنا الآن وحيد واعاد لي الحياة مرة أخري.. وبعدها بعام صدرت رواية جرسون وحاليا استعد لرواية جديدة..انا كنت اتمني الا تحدث هذه الثورة لاني تيقنت أن هذه الأرض لا تنبت ثورات..كان يجب أن أفهم هذا عند قيامها..لكنه الحلم وتحقيقه والشغف يجعلنا دائما عرضة للخسارات المتكررة بجدارة.. بعد الثورة لم أستطع الكتابة بشكل منتظم ولكني لجأت لتقديم البرامج التلفزيونية في التلفزيون المصري والإمارات ولم احب هذه التجارب وأكثر التجارب إثارة ومتعة التي قدمتها للإذاعة عندما قدمت برنامج( وبس ) في إذاعة ٩٠٩٠ كانت ممتعة..وايضا عملي في إذاعة هنا القاهرة التابعة لمؤسسة التحرير مع المذيعة بثينة كامل..التجارب الإذاعية كانت ملهمة بالنسبة لي.. لدرجة اني كتبت روايتي الحديدة عن مذيع راديو.

- رؤيتك للحالة الثقافية والإبداعية الآنية في مصر، كيف تقيمها وأبرز خصائصها من وجهة نظرك ؟.

الواقع الثقافي في مصر بائس.. لذلك ابتعدت عنه تماما.. وانشغلت بعملي ومنجزي الشخصي وفضلت الا اتابع الانسحاق الذي حدث للكتاب المصريين وراء الكتاب العرب حتي يحصلوا علي فتات ندوة في الخليج أو كتابة مقال بدولارات زهيدة.. رأيت رخصا لم يكن موجود من قبل بهذه الصورة.. والكتابة علي نمط الجوائز رغم ذلك لم يحصلوا عليها.. ضيق اليد يجعل كتاب مهمين منسحقين من أجل لقمة عيش رخيصة.. أما النقد فتحول لكتابة صحفية تحكي موضوعات الكتب.. تخيل مثلا تقرأ مقالا نقديا عن كتابك يحكي فيه الناقد قصة روايتك التي تعرفها جيدا.

- كيف ترى مستقبل النص الأدبي في ظل طغيان الصورة وعوالم السوشيال ميديا ؟

الكتابة عبر النوعية اصبحت سمة من سمات الادب الحديث نظرا لطبيعة العصر.. الادب اصبح لديه قماشة اوسع في استخدام تقنيات من كل الفنون.. من يقف عند المفاهيم القديمة سيموت.. العصر له ادواته يجب ان نتماشي معها.. استخدام السوشيال ميديا اصبح امرا هاما.. القراء تعرفهم من هذا المجتمع الموازي.. تعرف الاراء من خلاله وتعلق البعض بجملك وشخوصك.. النص الادبي سيظل له قداسته عند القارئ مهما تطور الزمن.. التعبير بالكلمة سيظل امرا اساسيا لاننا نتحدث بالكلمات الي نهاية العالم.. القراء عددهم ذاد ولم يقل كما يتصور البعض.

- الجوائز وتلك العتبات التي تنطلق من خلالها رؤى وتقييمات لجان التحكيم في المنح، حدثنا من خلال نصوصك بالحقل الثقافي والإبداعي ؟

لا أقدم في جوائز.. ليس لأني أكبر منها ولكن لأني أعرف كيف يحدث التحكيم.. فأنا اقدر ما اكتب وانأي به عن هذا التحكيم.. إذا جاءت جائزة دون تقديم فأهلا وسهلا.