رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يقرأ أبناء الأدباء أعمال آبائهم؟

جريدة الدستور

قد لا يعلم أبناء الأدباء قيمة آبائهم الأدبية لسنوات عمرية بعينها لدرجة تجعل بعضهم لا يقرأ أعمال والده أو والدته من الأدباء، والبعض يرجع ذلك لكون هذا الأديب يعيش معه لسنوات طويلة تحت سقف منزل واحد ويستمع لنصائحه يوميًا لعشرات المرات، وهذا سبب العزوف عن أعمال أيًا منهما، فما الدافع لقراءة ما يكتبونه؟

هل يحدث ذلك في الواقع؟ الإجابة نعم؛ ليس هذا وحسب بل يقرأ بعضهم أعمال والدهم أو والدتهم من الأدباء مجبرًا أما بسبب وفاة أيًا منهما، أو لسبب قد تفرضه الظروف عليهم؛ تعالوا معًا نستعرض أبرز مواقف أبناء الأدباء نحو قرأت أعمال آبائهم.

وقالت أم كلثوم نجيب محفوظ: "لم أقرأ أعمال والدي حتى دخولي الجامعة، كان لدي تحفظ عليها، وعندما دخلت الجامعة للدراسة فرض عليا دراسة أعمال نجيب محفوظ الأدبية.. وعندما علمت بذلك وعند ذهابي إلى المنزل علم والدي ذلك وهو ما جعله يضحك وقال لي وقتها "أهو مكنتيش بتقري أعمالي أهي الجامعة فرضتها عليكي بالعافية".

موقف طريف روته أمينة ثروت أباظة عن ذلك، وأكدت أنها لم تكن تقرأ أيضًا أعمال والدها الأدبية بحجة أنه أباها، ولكن وعند وفاته شعرت بأن الوقت حان لقراءة أعماله الأدبية، واكتشفت عند قرأتي لها ولمقالاته شعرت أنه كاتب استشرافي وما قاله منذ سنوات بعيدة يتناسب مع قضايا عصرنا الحالي.

ريم خيرى شلبي، ابنة صاحب "وكالة عطية"؛ وغيرها من الأعمال الأدبية التي أثرت المكتبة المصرية على نحو خاص، والعربية بشكل عام، قالت إن والدها كان عندما تصدر له رواية جديد يطبع نسخ منها لكل أبنائه على أن تحمل كل نسخة إهداء لهم بأسمائهم، وكان لا يجبر أحد من أبنائه على قراءة أعماله تمامًا.

وروت ريم خيرى شلبي خلال حديثها لـ"الدستور" أنه عندما صدرت روايته "وكالة عطية" طلب منها تأجيل قرأتها لوقت آخر، وقد يكون السبب وراء طلبه أن الرواية قد تحمل بعض الكلمات والجمل الجريئة التي لا يفضل أن تقرأها ابنته في هذا السن.