رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إسكندرية الطليان" فيلم وثائقى يسلط الضوء على العمارة الإيطالية بالثغر

جريدة الدستور

في ٧٥ دقيقة، استطاع فريق عمل فيلم "اسكندرية الطليان" توثيق مرحلة هامة في تاريخ عروس البحر المتوسط الإسكندرية، في حقبة عهد محمد علي باشا والي مصر ومؤسس مصر الحديثة، ويأتي الفيلم توثيقًا للأعمال الفنية والمعمارية للإيطاليين بالمدينة.

ففي اليوم الأول من انطلاق أسبوع التراث السكندري تضمن البرنامج عرض لفيلم الإسكندرية الطليان بمركز الحرية للإبداع وسط حضور كبير من الجاليات الإيطالية والمهتمين من المواطنين السكندريين.

يحكي نديم قنواتي، 30 سنة أحد صناع الفيلم وهو من أصول مصرية يونانية، "كنت مع أحد أصدقائي من أصول يونانية وأرمنية، وأخذهم الحديث عن أهم الشخصيات التي عاشت في الإسكندرية مثل الشاعر اليوناني كفافيس ووجدت نفسي على غير دراية بتاريخ الجالية الإيطالية في الإسكندرية".

ومن هنا كان هذا الموقف الدافع لنديم بالبحث عن جذور جاليته في الإسكندرية والتعرف على المحطات التي مروا بها، مشيرًا إلى أن الجاليات قدمت أهم المعماريين الذين أسسوا أهم المباني والمساجد والعقارات في الإسكندرية، معلقًا بقوله: "اتضايقت جدًا لعدم علم الكثير بأهمية الجالية الإيطالية في الإسكندرية"، وهو ما جعله حريص على توثيق تاريخ الجاليات الإيطالية في محافظة الإسكندرية.

وبالمشاركة مع صديقه أسامة محرم، اعتمد الصديقان على المراجع التاريخية والكتب التي حصلوا عليها من أبحاث منشورة في إيطاليا وأمريكا، مكتبة الإسكندرية، ومراجعة الكليات، لتحقيق رغبته في توثيق هذا التاريخ.

فعام ونصف هي مدة صناعة الفيلم الوثائقي بحسب ما قاله أسامة محرم، ٣٣ سنة، مخرج الفيلم، فمنذ وقت عرض الفكرة من رشا الطنبولي، مرشدة سياحية لرغبتها في رؤية عن دراساتها عن تاريخ الإيطالبين في الإسكندرية، لتبدأ مرحلة الإعداد بين فريق العمل في فترة استغرقت ٩ أشهر لتنفيذ الفيلم، علاوة على جمع البيانات والمعلومات وتدقيقها ومراجعتها اللغوية حتى مرحلة التنفيذ، ليكمل "محرم" أن هذا أول فيلم وثائقي طويل عن الإسكندرية يصدر منها.

وبدأت رحلة تنفيذ الفيلم وكانت أكثر النقاط زخما وهي كنيسة سانت كاترين والتي شهدت تصوير الفيلم الوثائقي كاملة، علاوة عن كونها مرجع عام للحصول على أرشيف الجالية الإيطالية نظرا لكونها تحتفظ بأرشيف كامل عن تاريخ العائلات الإيطالية بأكملها، وغير هذا فكان هناك تعامل مباشرة مع الإيطالببن المترددين على الكنيسة والذين يحتفظون بكثير من أحداث وقصص زمنية قديمة، هذا بالإضافة إلى أرشيف مكتبة البلدية والصحف والمجلات القديمة.

وتابع محرم، أن الحصول على المعلومات ليس باليسير، فهناك بعد الوثائق الأرشيفية لا توجد منها سوى نسخة واحدة وحسب وأيضا من الصعب الحصول عليها، مرورا بمرحلة التأكد من مدى صحة المعلومات والوثائق وهذا من خلال المراجعين التاريخيين.

فهدفنا من "إسكندرية الطليان" هو إنعاش التراث الايطالي، وإظهار تواجد الجالية الايطالية، بمناطقهم ومبانيهم التي احتفظت بتاريخهم، ووثقت ذكراهم.