رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

102 عام على مقاومة المشروع الاستعمارى


جاءتنى دعوة كريمة من الأستاذ سيد عبدالغنى، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب رئيس لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع بالاتحاد، وكانت الدعوة للحضور والمشاركة فى ندوة بعنوان «وعد بلفور مخطط استعمارى مستمر».
استمر النقاش والحوار حول مرور ١٠٢ عام على وعد بلفور المشئوم «٢ نوفمبر١٩١٧»، ١٠٢ عام على المشروع الصهيونى الاستيطانى المحتل لأرض فلسطين العربية، ١٠٢ عام على مقاومة وصمود الشعب الفلسطينى البطل ضد مخططات العدو الصهيونى والرأسمالية المتوحشة المعسكرة المساندة والداعمة لهذا الكيان العنصرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
تناولت الجلسة الافتتاحية الحديث عن المشروع الصهيونى الاستعمارى منذ عقد مؤتمر بازل فى سويسرا عام ١٨٩٧ وحتى صفقة القرن فى عصرنا الحالى ومدى تهديد ذلك للأمن القومى العربى.
تناولت الندوة فى جلستها الثانية مناقشة عدد من المحاور منها «من وعد بلفور إلى صفقة القرن مشروع استعمارى مستمر» ومحور عن مخطط الكيان الصهيونى لتكريس وتوسيع التطبيع فى الوطن العربى ووضع برنامج عمل لمقاومة التطبيع.
ركز الدكتور رفعت سيد أحمد «رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث»، فى حديثه عن التطبيع ومخاطره على «أن الصراع بيننا وبين الكيان الصهيونى صراع وجود وليس صراعًا على حدود فقط، ويشهد على ذلك الدم العربى النازف فى فلسطين وخارجها، وأضاف أنه لا بد من وضع برنامج عمل لمقاومة التطبيع يبدأ بالكلمة ويمر بالمقاطعة للسلع وينتهى بالمقاومة المسلحة، وأنه لا بد من التركيز على الأسلحة الثقافية والفنية المقاومة بالفن والأدب مع مواصلة الشعوب العربية للمقاطعة الاقتصادية للدول والمؤسسات والشركات الداعمة للكيان الصهيونى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية».
وإننى أحب أن أوضح للسادة القراء الأعزاء والقارئات العزيزات، أن رفض التطبيع مع الكيان الصهيونى هو نهج الشعوب العربية، وأن المقاطعة تتم بأشكال كثيرة، وأنه منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠ التى هبت عقب اقتحام شارون وجنوده الصهاينة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين- تأسست فى مصر لجان دعم الانتفاضة الفلسطينية فى كل محافظات مصر، ولجان المقاطعة الشعبية، ولجنة المقاطعة العربية بوجود عشر دول عربية ولعبت دورًا مهمًا فى مقاطعة البضائع الأمريكية فى مصر فى ذلك الوقت، وقامت النقابات المهنية بدور مهم فى المقاطعة على كل المستويات، اقتصاديًا وفنيًا ورياضيًا.
لقد آن الأوان لإحياء وتفعيل لجان المقاطعة الشعبية للبضائع الأمريكية، خاصة بعد اتخاذ دونالد ترامب الرئيس الأمريكى عدة قرارات منافية للشرعية والقرارات الدولية ومنها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتباره القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ودعم الكيان بضم أراضى الجولان السورية وضم أراضى الضفة الغربية التى تم احتلالها عام ١٩٦٧، وضم غور الأردن، والإعلان عن صفقة القرن والتى بمقتضاها تتم تصفية القضية الفلسطينية وعدم عودة اللاجئين.
إن ما ترتكبه أمريكا من جريمة استمرار دعم الكيان الصهيونى الذى تمت زراعته فى قلب وطننا العربى عام ١٩١٧ بمباركة الاستعمار البريطانى لهو استمرار لنفس المخطط الاستعمارى لتقسيم الوطن العربى وتفتيته وإضعافه، وهذا مضمون ما تناوله الدكتور محمد السعيد إدريس، الكاتب والمفكر بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، فى الجلسة الثانية تحت عنوان: «من وعد بلفور إلى صفقة القرن مشروع استعمارى مستمر»، حيث أكد أن وعد بلفور جاء مكملًا لمعاهدة (سايكس- بيكو) عام ١٩١٦، كما أن المشروع الصهيونى بدأ منذ مؤتمر بازل ١٨٩٧ الذى ربط بين إنشاء الكيان الصهيونى لحماية المشروع الاستعمارى البريطانى فى الشرق الأوسط. واستكمل الدكتور إدريس أنه فى الفترة من ١٩٠٥ إلى ١٩٠٧ تم عقد عدد من المؤتمرات للعمل على حماية هذا المشروع من خلال الحديث عن أن هناك ثلاث حضارات الأولى هى الحضارة الأوروبية والتى عليها أن تنهض، والثانية الحضارة الصينية الهندية وتعتبر حضارة منافسة تدير أوروبا معها الصراع على أساس المنافسة، أما الحضارة الثالثة فهى الحضارة العربية الإسلامية، وهى العدو ويجب أن تدير أوروبا معها الصراع بمنطق العداوة، حيث إن أخطر منطقة على المشروع الاستعمارى هى شرق البحر المتوسط وأُطلِق عليه بر الشام «سوريا ولبنان والأردن ومن خلفه العراق» وبر مصر ويكمن الخطر فى أن هذه المنطقة يسكنها شعب واحد يتحدث بلسان واحد وله ثقافة ودين مشترك، فلا بد من مواجهته عن طريق الحيلولة دون توحد هذه المنطقة والإمعان فى تقسيمها، وهذا لن يحدث إلا بإقامة كيان لشعب غريب عن شعب هذه المنطقة وهو الشعب اليهودى.
أى أن هذا الكيان الشيطانى تم تأسيسه بغرض تقسيم الأمة العربية جميعها، وبدأت بريطانيا فى تمكين الوكالة اليهودية من احتلال فلسطين والإحلال التدريجى للصهاينة داخل دولة فلسطين العربية. ويستمر المشروع الاستعمارى ويبرز فى بداية القرن الواحد والعشرين المشروع الاستعمارى الأمريكى بإعادة تقسيم الدول العربية عرقيًا وطائفيًا مع محاولة تصفية القضية الفلسطينية بإقامة الدولة اليهودية. وفى نهاية اليوم أجمع الحضور على أنه فى ذكرى مرور ١٠٢ عام على وعد بلفور ينبغى التأكيد على:
مواجهة الحلف الصهيونى الأمريكى لتفتيت الأمة والعمل على الحفاظ على الدولة الوطنية.
الصراع مع العدو صراع بين مشروع نهضوى عربى ومشروع صهيونى استعمارى.
العمل على إنهاء الانقسام الفلسطينى- الفلسطينى.
قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
رفض صفقة القرن ورفض التطبيع مع العدو الصهيونى واستمرار المقاطعة الشعبية.
مقاضاة الكيان الصهيونى أمام المحاكم الدولية على جرائمه اليومية ضد الشعب الفلسطينى.
المجد للشهداء والتحية للشعب الفلسطينى الصامد وتحية للأسرى والأسيرات فى سجون الاحتلال.