رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا قصد "بوتين "عندما قال : موسكو تساعد يهود سوريا في ترميم أماكنهم المقدسة ؟

بوتين
بوتين

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام :"موسكو تساعد اليهود السوريين على ترميم أماكنهم المقدسة في الدولة التي مزقتها الحرب."
حديثه كان رداً على سؤال أحد الصحفيين حول ما تفعله روسيا لتحسين وضع المسيحيين في الشرق الأوسط، خلال مؤتمر صحفي في بودابست، فصرح قائلاً: "نحن نساعد أيضا ممثلي اليهودية، نساعد اليهود أيضا في ترميم مزاراتهم في سوريا، ونحن في الحقيقة نتعاون معهم بشكل مستمر".
بحسب التقارير العبرية والعربية لايوجد يهود في سوريا، وليس معروفاً إذا كان هناك يهود في سوريا منذ الموجة الأخيرة من الهجرة في عام 1994، والتي بدأت بعد قرار الرئيس السوري حافظ الأسد بالسماح لليهود بمغادرة سوريا بعد مؤتمر مدريد للسلام .. عن أي يهود يتحدث "بوتين" إذن؟، فماذا كان وراء تصريحه الغريب رغم أن السؤال لم يكن يستدعي أن يقول هذه المعلومة؟
لم يكشف بوتين عن الجهات التي تتلقى المساعدة من حكومته، أو ما هي المعابد التي يساعد في استعادتها أو ترميمها.
رغم التعاون الروسي الإسرائيلي معلن ومعروف، فقبل أشهر، نقلت روسيا إلى إسرائيل رفات الجندي الإسرائيلي زاخاري باومل، حثي عادت رفاته بعد حوالي 37 عاما ً بعد فقدانه في معركة السلطان يعقوب خلال حرب لبنان الأولى عام 1982.
في شهر يونيو 2016، استقبل نتنياهو، أثناء زيارته لموسكو، رسميا نيابة عن إسرائيل دبابة من نوع "مجاخ-3" تابعة للجيش الإسرائيلي استولت عليها سوريا في نفس المعركة التي سقط فيها باومل.. هذه كانت نماذج من التعاون الروسي الإسرائيلي المعلن أما تصريح بوتين فيبدو أنه في سياق آخر لكنه ليس الأول من نوعه.
في ديسمبر 2017، كشف فلاديمير بوتين، عن تواصل بلاده مع ممثلي المنظمات اليهودية في سوريا، بما في ذلك الأمريكية، ووقتها تم تفسير تصريحه إنه مغازلة للأقليات في سوريا.
يمكن قراءة تصريح بوتين في ضوء عدة متغيرات حالية، وهو ما يجعل لتصريح أكثر من مغزى ...
ليهود سوريا ممتلكات كبيرة مثل المتاجر والفيلات التي لا يمكن التصرف بها من قبل مالكيها الأصليين، هل يقصد "بوتين" إعادتها لأصحابها بعد ترميمها ؟وهل هذا يفتح مجدداً ملف "أملاك اليهود في الشرق المتوسط"؟، وهل هذا التصريح يعني إعلان "بوتين" التدخل في هذا الملف الشائك؟
منذ عام ونصف، وبين الشائعات الكثيرة التي طالت صفقة القرن، ازداد الحديث أن الصفقة ستتضمن تعويضات ماليّة عن الممتلكات التي تركها اليهود في الدول العربية قبل هجرتهم إلى إسرائيل، حيث زعمت إسرائيل أن الممتلكات اليهوديّة في ليبيا وتونس بخمسين مليار دولار، بينما تصل "ممتلكات اليهود" في الدول العربية كلها إلى 250 مليار دولار.
فهل يمكن قراءة تصريح بوتين كأنه تشويشاً على صفقة القرن؟ خاصة أن بوتين تحدث كثيراً عن مبادرة سلام أكثر عدلاً تجاه الفلسطينيين من الخطة الأمريكية، أم الرئيس الروسي أراد أن يلقي حجراً في البئر، ويقدم نفسه كلاعب في ملف جديد وشائك في الشرق الأوسط ؟