رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الروم الأرثوذكس" تُحرم وتجرم احتفالات الهالوين

جريدة الدستور

يحتفل كثيرون، منذ الساعات الأولى من صباح، اليوم السبت، بعيد تذكار الموتى بحسب المصطلح الكاثوليكي، إلا أن ذلك المصطلح تحور فيما بعد إلى ما سُمى بـ"عيد الهالوين" هو ما يعني "عيد الهلع".

تاريخه:
قالت بطريركية أنطاكية وسار المشرق للروم الأرثوذكس، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر، إن الهالوين هو احتفال وثني، مفاده أن أرواح الموتى، في عشيّة هذا العيد، تجوب الأرض ويجب استرضاؤها؛ لكي لا تصنع شرًّا.

وأضافت في بيان لها أن الممارسات الغامضة والغريبة فيه تعود للشعب السلتي Celtic People الذي عاش في الجزر البريطانية، كان يُحتفل به كعيدٍ للرعب في بريطانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة وبعض الدول التي تنحدر شعوبها من أصول وثقافة بريطانيّة، ومن هذه البلدان انتشرت التقاليد المتعلقة بالهالوين، من أشباح وسحرة وشعوذة وممارسات شاذة أخرى.

وعن رؤية المسيحية للهالوين، قالت البطريركية إنه عندما وصلت المسيحية إلى بريطانيا قامت بمحاربة هذه العبادات الشيطانية وممارساتها الدمويّة، ممّا دفع أتباع تلك المعتقدات إلى التعنّت عبر المبالغة في احتفالاتهم بإضفاء المزيد من الرعب في النفوس، فكانوا يهدّدون كلّ من لا يعطيهم المال، ويسخرون من الممارسات المسيحية بتزيين الهياكل العظمية وبوضع اليقطين المنحوت على شكل جمجمة للسخرية من تكريم المسيحيين لذخائر القدّيسين أي رفاتهم وبخاصةٍ أن قطاف اليقطين يكون في هذه الفترة.


أزمات اجتماعية
عن الضرر الاجتماعي للهالوين، أوضحت البطريركية أنه قد يقول البعض: حسنًا هذا صحيح، ولكن، الهالوين حاليًّا هو مجرّد وقت يفرح فيه الأطفال ويتمتّعون فيه بالحلوى وبالأزياء المضحكة والمخيفة معًا، ولكن الحقيقة ليست كذلك فرموز الاحتفال بالهالوين بما تتضمّنه من سحرة وشياطين ومشعوذين ليست بريئة، لأنّها ضمنيًا عملية تطبيع للرموز الشيطانيّة، أي تجعلها تبدو طبيعية لتصبح مألوفة».

وأشارت إلى أنه لا ينبغي تصويّر هذه الرموز على أنها غير مؤذية، بل على العكس تمامًا، فهي تعلّم الأطفال والأولاد خلاف ما يجب أن يتعلّموه ويعيشوه وتكسبهم عادات سيئة ومضرّة، تجعلهم يكتسبون في لا وعيهم حبًا بمشاهد الدماء والقتل والظلمة والممارسات الشاذة التي لا يسمح بها المجتمع علانية، كما أن هذه الممارسة تجعلهم ينغمسون في جو تلك الرموز الغامضة المرافقة لحفلات الهالوين، فتصبح جزءًا من حياتهم ومن طريقة تفكيرهم.

تحريم المشاركة
وعن حرمانية المشاركة في الهالوين، أكدت البطريركية أنه تقيم كنائس الشيطان وغيرها من البدع في الولايات المتحدة الأمريكيّة، احتفالات كبرى في هذه الليلة بالذات، فتتراوح طقوسها بين الاحتفال بتلك الرموز والممارسات وبين عبادات وطقوس شيطانية، لذا من الواجب أن لا يُخلط بين الهوية المسيحيّة الحقيقيّة وتلك المفاهيم المعادية لها، والتي قامت أصلًا للتشّهير بالمسيحيّة والسخرية منها.

وتابعت نصًا: "الاشتراك في تلك الاحتفالات الشيطانية يجعلنا مساهمين في عملية الارتداد عن المسيحيّة التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكيّة وأوروبا، بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد الذين ينتظرون الهالوين في الولايات المتحدة تفوّق بشكل كبير عن عدد الذين يترقّبون عيد الميلاد المجيد، فهل نريد كمسيحيين أن نصير من هذه المجموعة؟
الهالوين ليس مجرد احتفال لا خطر فيه، بل السلوك الذي نسلكه في الاحتفال به قد يترك فرصة للشيطان لكي يعمل في حياتنا بطريقة لا نعلمها، فلماذا نمنح الشرير، عدو الله والإنسان، تلك الفرصة لكي يتغلغل في نفوسنا؟".

وعن ليلة الهالوين، وكيفية قضاؤها،قالت: يمكن إقامة صلوات الغروب وتلاوة المزامير والتسابيح وقراءة الكتاب المقدّس، كما يمكن أن تنظّيم نشاطات لا تتصل بالهالوين، سواء في الكنيسة أو في المنزل أو خارجهما.