رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يا عزيزى كلنا لصوص" لـ إحسان عبدالقدوس تعرّى الكذب

جريدة الدستور

لم يكن يتخيل مرتضى السلامونى أن يصبح يومًا عالة على خادمه عبدالرازق.. الذى اشتراه والده قديمًا مع الأرض وقطع الأثاث.. فلاحًا بالنهار وخادمًا بالليل.

الحقيقة رغم دوران الزمن ما زال عبدالرازق حافظًا لعهد السلامونى بيه.. الذى كان أحد رجال ثورة يوليو إلا أن النظام قد تغير وصودرت أمواله بعدما فرضت عليه الحراسة.

رحل الرجل وذهبت زوجته لتعيش مع ابنتها ولم يبق إلا هذه الفيلا التى يعيش بها مرتضى دون أن يفعل شيئًا.. غير الانغماس فى ماضيه يتذكر أيام العز.. وقت أن كان يعيش دور الأمير ابن الملك.. كل شىء بالنسبة له سهل حتى الدرجة العلمية.. فلقد اشترى الدكتوراه من موسكو.. رغبة فى الوجاهة وتزوج من "نسيلار " ابنة العائلة العريقة، لكنها تركته بعد فرض الحراسة.

وبينما مرتضى فى الفيلا التى يلقبونها فى كفر الجبل بالسرايا.. فوجئ بثلاثة يحملون السلاح ويحاولون التسلل للداخل.. وهم لا يعرفون أن الفيلا مجرد هيكل فارغ.. مجرد ماض ميت لا تدب فيه أنفاس الحياة .. قبض عليهم ثم عقد معهم اتفاقًا بأن يسرقوا فيلا عبدالله بهنس.. وهو رجل أعمال يلعب على كل الحبال.. كان صديقًا لوالده كسب منه الكثير وتخلى عنه وقت سقوطه.

ذهب اللص محروس ورجاله إلى فيلا بهنس فى اليوم المحدد الذى لا يكون فيه إلا الخفير الذى خطط مرتضى لأن يحل ضيفًا على الخفير عبد المحسن التابع له.

تمت عملية السرقه بنجاح وحصل مرتضى على أوراق مهمة.. تدين بهنس وألفى جنيه.. تزوج بها من فهيمة ابنة عبدالرازق.. لتتحول من خادمة إلى زوجة.. وبعد فترة اتصل ببهنس وأعطاه الأوراق مقابل ثلاثين ألف جنيه بحجة أنه وسيط.

وبعد أيام خطط مرتضى لسرقة بيت "راجى معتز " زوج طليقته "نسيلار"، كان كل هدف مرتضى هو الحصول على مشبك ذهبى مرصع بالماس.. سرقه والده من بيت الملك.. نجحت أيضًا الخطة وحصل مرتضى على المشبك وعشرة آلاف جنيه.. اغتنى مرتضى ودخل مع بهنس فى صفقة معدات للحفر.. بناء على رغبة بهنس الذى طلب منه السفر لشراء المعدات.

سافر مرتضى إلى سويسرا وهناك باع المشبك المسروق.. ووضع كل ما يملك فى حساب الشركة.. ولما عاد لم تأت المعدات.. فأخبره بهنس أنه نصب عليه ليستعيد حقه، فهدده مرتضى بالأوراق.. لكن بهنس قال له ساخرًا: إن محروس جلب لى الأوراق.. فلما اشتاط مرتضى غيظا قال له بهنس: يا عزيزى كلنا لصوص.
تمت