رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقاوم.. أول معيد من أصحاب «متلازمة داون»: والدتى سر نجاحى.. وحلمى أقابل الرئيس

جريدة الدستور

أطالب بتفعيل دمج طلاب «القدرات الخاصة» وقبولهم بجميع المدارس

كان ١ أكتوبر الماضى يومًا تاريخيًا فى حياة إبراهيم الخولى، لأنه اليوم الذى صدر فيه قرار تعيينه أول معيد من أصحاب «متلازمة داون» بقسم الإعلام فى الجامعة الكندية.
قصة كفاح وإصرار كبير وراء ما وصل إليه «الخولى»، الذى لم يكتف بالتفوق الدراسى، وأصر على إثبات تفوقه الرياضى، فحصد عدة ميداليات محلية وعالمية فى رياضة التنس الأرضى، ووقع الاختيار عليه لحمل الشعلة الأوليمبية خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم للأوليمبياد الخاص فى التنس الأرضى، التى أقيمت فى نوفمبر من عام ٢٠١٨ بجمهورية الدومينيكان، بمشاركة مصر ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
«الدستور» التقت «الخولى» للحديث عن حياته، وكيف وصل إلى تعيينه معيدًا بالجامعة، وغيرهما من المحاور.

■ كيف كانت نشأة إبراهيم الخولى؟
- نشأتى كانت صعبة وتختلف كثيرًا عن الأصحاء، وذلك نتيجة ما يعانيه المصابون بمتلازمة داون من تأخر فى النمو مقارنة بغيرنا، لكننا نعوض هذا التأخر بالتدريب المكثف لتنمية المهارات، وكل ما نحتاجه هو التدريب والتأهيل لنتساوى مع غيرنا من الأشخاص.
■ ما الصعوبات التى واجهتها فى حياتك؟ وكيف تغلبت عليها؟
- أبرزها فكرة قبولى فى مدارس الدمج، فالجميع يرفض تحمل مسئولية قبول طالب لديه تأخر ذهنى.
جميع أبناء متلازمة داون يعانون من هذا الأمر، وذلك نتيجة عدم تفعيل القوانين التى أقرت منذ عام ٢٠١٤ بدمجنا مع غيرنا من الطلاب فى جميع المدارس، لذا أطالب بفرض عقوبة على المدارس التى ترفض قبول أى طالب من أبناء القدرات الخاصة. لكن والدتى تغلبت على هذه الصعوبة بالصدفة، إذ كانت على معرفة قوية بمديرة إحدى المدارس وأقنعتها بقبولى بعد الخضوع لجميع الاختبارات التى تثبت أننى لا أقل مهارة أو ذكاءً عن الطالب العادى.
■ لماذا اخترت كلية الإعلام دون غيرها من التخصصات الأخرى؟
- فى الحقيقة كلية الإعلام هى من اختارتنى، فبعد نجاحى فى الثانوية العامة توجهت مع والدتى إلى الجامعة الكندية، والتنسيق كان السبب فى دخولى قسم الإعلام «عربى»، وهى الجامعة الوحيدة التى لديها قسم لذوى الاحتياجات الخاصة منذ ٨ أعوام، وفى الوقت ذاته هناك مستشفى تابع للجامعة توجهت إليه لإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة قبل أن يتم قبولى.
الدراسة بكلية الإعلام «عادية جدًا، وأنا زيى زى الطالب العادى فى كل حاجة»، الاختلاف الوحيد إن امتحاناتى تكون على هيئة اختيارات.
■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك أثناء الدراسة؟
- التحاقى بكلية الإعلام كان نقلة كبيرة جدًا بالنسبة إلىّ، ووالدتى كانت «مرعوبة»، وأول سنة كانت صعبة للغاية، ولكن حب الناس من حولى ومساعدة الجميع لى ورغبتهم فى استمراريتى فى الدراسة ساعدتنى على المواصلة.
■ كيف ترى دور والدتك إيمان والى فى حياتك؟
- أدين لها بالفضل فيما وصلت له، وفيما سأصل له مستقبلًا، أثناء دراستى فى كلية الإعلام كانت هى الداعم الأساسى لى، وكانت تساعدنى فى تلخيص الكتب، وساعدتنى كثيرًا فى نجاحى وتجاوزى امتحانات الـ«ميد ترم»، كما ساعدتنى فى تقسيم المواد، وتجاوز مرحلة «السمر كورس» نتيجة عدم قدرتى على دراسة جميع المواد فى ترم واحد، حتى تفوقت والحمد لله.
والدتى زرعت الثقة بداخلى منذ صغرى، وكانت دائمًا تشجعنى على عدم الالتفات للوراء والاعتماد على الذات.
■ ما تفاصيل قرار تعيينك معيدًا فى الجامعة؟
- فى الحقيقة أنا من أراد أن يكون معيدًا فى الجامعة لأثبت للعالم أننا أصحاب قدرات خاصة وليست احتياجات، ووقتها توجهت لنائب العميد الدكتور ممدوح القاضى، وأخبرته بأننى أرغب فى أن أصبح معيدًا فى الجامعة، ولكن القرار قوبل بالرفض فى البداية، ومع إصرارى سمحوا لى بتجربة فى شهر سبتمبر الماضى، ودرّست للطلاب مادة النقد السينمائى ونجحت بالفعل، ثم عُينت كأول معيد من أبناء متلازمة داون فى الجامعة.
■ كيف استقبل الطلاب قرار تعيينك معيدًا؟
- كانوا فى منتهى السعادة لسابق معرفتى بهم، واستوعبوا شرحى، وكانوا سعداء، ومنبهرين بطريقتى.
■ ماذا عن رد فعل عائلتك بعد أن علمت بهذا القرار؟
- عائلتى تفاجأت بالأمر، خاصًة والدتى، لأننى لم أخبر أى شخص برغبتى فى التعيين معيدًا بالجامعة، ولكن الجميع كانوا سعداء للغاية بالخبر، لأن الخطوة ستكون بداية لكسر الصورة النمطية عن ذوى الاحتياجات الخاصة. والدتى فخورة بى وطلبت منى أن أعمل بجد واجتهاد، وألا تكون هذه الخطوة «شو وخلاص».
■ ما إنجازاتك فى عالم رياضة التنس الأرضى؟
- كانت البطولة الدولية الأولى لى فى عام ٢٠٠٨ فى دولة إيطاليا، وحصلت خلالها على ميداليتين إحداهما فضية والأخرى برونزية، وفى عام ٢٠١٤ شاركت فى البطولة العربية الإقليمية فى عمان وحصلت على الميدالية الذهبية، وشاركت فى البطولة العربية الإقليمية هنا فى مصر وحصلت على الميدالية الفضية. كما وقع الاختيار علىّ لحمل الشعلة الأوليمبية خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم للأوليمبياد الخاص فى التنس الأرضى التى أقيمت فى نوفمبر من عام ٢٠١٨ بجمهورية الدومينيكان، بمشاركة مصر ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحصلت فيها على المركز الرابع.
وشاركت فى بطولة العالم فى شهر أكتوبر لهذا العام وحصلت على المركز الثالث فى الـفردى والمركز الأول فى الزوجى، وشعرت بسعادة بالغة لرفعى علم مصر عاليًا.
■ هل لديك طقوس محددة قبل المشاركة فى أى بطولة؟
- كل بطولة يكون لها استعدادها الخاص، ولكننى فى الغالب أكثف من تدريباتى، وأجلس بمفردى كثيرًا للاسترخاء، وإلى جانب التنس أهوى السباحة، وأحب الموسيقى، ولى بعض المحاولات فى العزف على الآلات لكن لم أنجح فيها، ومطربى المفضل هو الفنان تامر حسنى.
■ ما تقييمك لتعامل الدولة مع أصحاب القدرات الخاصة فى عهد الرئيس السيسى؟
- هناك فرق كبير فالرئيس عبدالفتاح السيسى يبدى اهتمامًا كبيرًا بذوى القدرات الخاصة مقارنة بمن سبقوه، فقد حصلنا على حقوق كثيرة فى عهده، وأصبحت لدينا فرص كبيرة فى الظهور فى مختلف المجالات. دعم الرئيس لنا كبير وواضح، ونحن سعداء بهذا، كما أننى أتمنى أن ألتقيه، وأن أشارك فى منتدى شباب العالم ٢٠١٩.