رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لوك سينما".. فريق سينمائي جديد بدعم من "الثقافة"

جريدة الدستور

وسط زحام أغاني المهرجانات والأفلام الخالية من أي محتوى، ظهرت بادرة أمل تدل على أن هناك شبابًا ما زالوا يفكرون بشكل راقٍ، ويدركون أن السينما أقوى قوى ناعمة ومؤثرة في المجتمع، ومن هنا بدأت في 20 يوليو 2018، فكرة فريق "لوك سينما" تتجسد في مخيلة خالد محجوب، الذي حوّل خياله إلى فريق على أرض الواقع، مكون من مجموعة من الهواة، لكن رغم صعوبة الفكرة استطاعوا فعل ذلك إطلاق فكرتهم، حتى تم توفرت لهم فرصة التقديم للمركز القومي للسينما، وكانت فرصتهم ليقدموا سادس أفلامهم بعنوان "التابون" بسينما الهناجر داخل دار الأوبرا المصرية، وذلك ضمن فعليات نادي السينما تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة.

"لوك سينما" أنتج 7 أعمال فنية؛ ما بين 6 أفلام قصيرة وطويلة، وهم بالترتيب (عيني عينك – أمل – القهوة –رامز كلب البحر – البذرة – كليب خليك لوكاوي) وآخرها كان فيلم "التابون" وهو عن الجاسوسية، يناقش قضايا المواطنة وعلاقة الشباب بأنفسهم.

"الدستور" تواصلت مع عدد من هؤلاء الفريق، الذي نجح في لفت الأنظار إليه، رغم إمكانياته المالية المحدودة، إلا أنهم تشبثوا بحلمهم حتى ظهر للنور.

خالد: نهدف لتطبيق قواعد "فاتن حمامة"
البداية كانت مع خالد محجوب مؤسس فريق "لوك سينما"، قال إن فريقهم يميل للسينما العالمية والسينما الأولى في مصر التي يسميها سينما فاتن حمامة وسينما هيرلي بركات، وهي السينما التي كانت تحتل مكانة كبيرة جدًا على المستوى العربي والعالمي، وتقوم هذه السينما على احترام كل عمل قائم بذاته، فالمخرج هو من يقوم بتحديد العمل، وكذلك رؤية ووجهة الفيلم، ولكن العصر الحالي للسينما المصرية يقوم على نجم الفيلم الذي أصبح هو المتحكم بالعمل، معتقدًا أن هذه مخالفة لقواعد السينما.

وأوضح "محجوب"، في حديثه مع "الدستور"، أن "لوك سينما" تضع نصب أعينها اختيار القضايا الهادفة في أفلامها، خاصة القضايا التي تمس جوهر المجتمع وتبعد كل البعد على أن يكون العمل السينمائي للتسلية فقط.

وانتقل للحديث عن دعم وزارة الثقافة لهم، فقال إنها تدعم الشباب من الهواة ليصبحوا محترفين، فقد أُنشئت المدرسة العربية للسينما والتليفزيون بدعم من وزارة الثقافة، وهي ما ساعدت الهواة لكي يصبحوا نقابيين، وعرضت وزارة الثقافة لهم فيلمين قصيرين في شهر أكتوبر 2018 في المهرجان القومي للسينما، وحاليًا يدعمهم المجلس الوطني للشباب لإنتاج فيلمهم القادم.

هيثم: سافرت إلى مصر لتعلم السينما الصحيحة
والتقط منه أطراف الحديث، هيثم خذير، تونسي الأصل وصاحب الـ18 عامًا، وهو أحد أعضاء الفريق، وشارك في المسابقة الأخيرة لاختيار أعضاء جدد، والتي أُقيمت قبل فيلم "التابون"، وتم اختياره للتمثيل في هذا الفيلم، ثم انضم للفريق ووجد أن طموحاته تتماشي مع روح الفريق، الذي أهم قواعده أن يكون الفرد قابلًا للتعلم، وهو الأساس الذي قدم إلى مصر من أجله، أن يتعلم السينما بطريقة صحيحة.

"أهم ما في لوك سينما هو روح الفريق"، هكذا استطرد "خذير"، في حديثه مع "الدستور"، موضحًا أنه لا يوجد بينهم من هو يعمل لحساب نفسه فقط، فجميعهم يعملون بجهد لكيان واحد، ولديهم هدف ورسالة واحدة واضحة يريدون إثباتها من خلال التحديات التي يمرون بها.

محمد: مشوارنا طويل وليس صعبًا
محمد سيد، عضو آخر في الفريق كان لنا حديث معه أيضًا، يبلغ من العمر ٤١ عامًا، وهو مدير تصوير في الفريق وممثل به، انخرط بين أعضائه منذ نشأته الأولى، وسر استمراره معهم أن جميع أعضائه يعملون بجهد كي يكونوا على قدر المسئولية المنوطة بهم، وهو يرى أن المشوار ما زال طويلًا ولكنه ليس صعبًا أو مستحيلًا أمام إصرارهم.

أعضاء الفريق: نطلع لأن نقدم محتوى هادف
وبحماس، حدثنا ثلاثتهم عن أن الأعمال التي سوف تطرح الفترة القادمة والجاري تصويرها حاليًا هو فيلم "لوتس مش لوتري"، وهو عمل يعرض الانتماء بشكل جديد، وقررت الجهة الداعمة للفيلم، وهي المجلس الوطني للشباب أنه سيتم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي وليس في دور عرض، لكونه سيكون أكثر انتشارًا بين الناس بهذه الطريقة.

يحاول فريق لوك سينما رغم قلة الإمكانيات الموجودة لديهم إنتاج صورة عالية في هذا الفيلم وهندسة صوتية عالية بحيث يكون عمل سينمائي يقبله المشاهد، مؤكدين أن ضعف الإمكانيات لم يكن عائقًا للتقدم في أي مجال.

وأكد أعضاء الفريق أنه ليس لهم عددًا ثابتًا، يلتزمون به، لكم ما يهمهم الالتزام بالقواعد وهي أن يكون المحتوى هادفًا، وأن يكون الممثل مبدعًا، وأيضًا أن تتماشي أفلامهم مع قواعد السينما العالمية، وأن تكون القضايا المتضمنة داخل الفيلم هادفة، مع استخدام عنصري الإمتاع والتشويق في عرض القضايا بطريقة واضحة وغير مباشرة.