فى ذكرى وفاته.. "أحلام شهرزاد" قصة طه حسين الأسطورية

الملك شهريار حائر ثائر طيب غادر هو رجل التناقضات.. هو يحب شهرزاد، هو يكرهها.. هى تحبه، هى تكرهه بل لا تكرهه ولكن تتقى شره.. تحكى له من كتب الحواديت، تقربه منها حينًا وتبعده حينًا لا تهديه إلى الحب أو اللا حب.. حين يثور تخمد ثورته وحين يهدأ تغضبه.

الليلة هى التاسعة بعد الألف.. تحكى شهرزاد لشهريار حكاية فاتنة ابن ملك الجن، وفاتنة هى جميلة الجميلات.. تقدم لخطبتها كل ملوك الجن.. إلا أنها رفضتهم جميعا.. رغم إصرار والدها الذى أتم ستة عشر قرنًا.. مما يعنى دنو الأجل وكان يخشى أن يبيد ملكه.. ويتفرق سلطانه.. إذا لم تتزوج ابنته الوحيدة أثناء حياته من ملك قوى يحفظ هذا الملك.

وهنا أدرك شهريار الصباح ثم جاءت الليلة العاشرة بعد الألف.. لتكمل شهرزاد قصة الفاتنة التى طمأنت والدها بأن ملكه لن يزول بعد موته.. فهى بألف ملك إلا أن ملوك الجن اغتاظوا من رفض الفاتنة للزواج من أيهم.. فقاموا بكتابة وثيقة حملت اتفاقًا على إنهاء ملك والد فاتنة.. ثم وقَّع جميعهم ودفنوا الوثيقة فى قعر المحيط.. إلا أن فاتنة استطاعت أن تأتى بالوثيقة.. مما طمأن والدها، وفى الليلة التالية أكملت شهرزاد لشهريار أن الأمر ليس على ما يرام فى مملكة الجن.. والأزمة فى أشدها، حيث اجتمع ملوك الجن واتفقوا على الحرب، لا بد من هزيمة ملك الجن لكسر أنف ابنته.. فرحت فاتنة بالحرب أيضًا لكسر أنف كل هؤلاء الملوك، دقت طبول الحرب وحمى الوطيس واستطاعت فاتنة بحيلها وذكائها أن تهزمهم.

انتهت الحرب وتنازل لها أبوها عن كرسى الحكم.. وأرسل الملوك سفراءهم إلى فاتنة يطلبون السلام..إلا أنها رفضت مقابلة السفراء.. وأمرت أن يأتى الملوك بأنفسهم.. فأتوا إليها صاغرين.. لكنها لم تقابلهم.. وأمرت بأسرهم.. وكلفت جنودها بأن يذهبوا بهم إلى ممالكهم مقيدين.. وتركت الحرية لشعوبهم إما أن يفكوا قيودهم أو يتخلصوا منهم.. واستقرت فاتنة على كرسى الحكم.. واستقر شهريار فى قلب شهرزاد، كما استقرت شهرزاد فى قلب شهريار.. وتصبحون على خير.


عن رواية لـ طه حسين