رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استشاري "نفسية" يجيب: كيف نتصدى لمرض " الاكتئاب"؟

ريمون ميشيل
ريمون ميشيل

انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من الحوادث، التي علمنا أن أسبابها هي الاكتئاب، والتي يدخل البعض من مصابيه في حالة لا يستطيعوا الخروج منها إلا بالأذى النفسي، الذي قد يصل للانتحار أو التخلص من الحياة بطرق مختلفة، لذا كان لـ"الدستور" هذا الحوار مع دكتور "ريمون ميشيل" استشاري الصحة النفسية، وباحث في العلوم الإنسانية.

ما هو الاكتئاب ؟
الاكتئاب هو عدَّة أعراض متلازمة في مدَّة لا تقلُّ عن أسبوعين على الأقل، وفي هذه الفترة يعاني المريضُ من نَّظرةَ سلبيَّة لنفسه ولماضِيه ومستقبله، كما أنَّها يشعِر بالعجزِ عن تغيير حالِه واليأس من ذلك، وكذلك قلَّة قِيمته، وربَّما يصل الأمر إلى الانتحار أو التفكير فيه، ويعد الاكتئاب من الإضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، وهو في تزايد مستمر.

ماهي اعراضه؟
هناك أعراض كثيرة، لكن أهمها فقدان الرغبة في ممارسة الفعاليات اليومية الاعتيادية، الإحساس بالعصبية والكآبة، الإحساس بانعدام الأمل، ونوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر، اضطرابات في النوم،
صعوبات في التركيز، صعوبات في اتخاذ القرارات، زيادة أو نقصان الوزن بدون قصد.

ما هي أهم النصائح للتصدي لهذا المرض؟
هناك بعض الأسس الهامة التي يجب اتباعها للتصدي لهذا المرض وهي:
الصلاة وأداء العقل:
بعد إجراء عدة دراسات عن تأثير المداومة على الصلاة، اكتشف الباحثون أن طاقة الصلاة لها القدرة على تحفيز الجزء الأمامي من الدماغ "الفص الجبهي"، وهو المسئول عن التفكير؛ مما يتيح للجسم الشعور بالسكينة والسلام، والوصول إلى مرحلة الاتزان العقلي؛ بعد طرد الشعور بالإجهاد والتوتر والمشاعر السلبية، وهذا الأمر لا ينطبق إطلاقًا على الصلاة، التي يرددها الإنسان من شفتيه كروتين يومى خالٍ من روح العبادة بالحق.

_تعلم الاستمتاع:
الغالبية من الناس لا يهتمون أبدًا بالنظر إلى الجوانب الإيجابية في أي أمر، ولكنهم يسعون دائمًا للتحدث فى السلبيات والتركيز عليها؛ ذلك لأن معظم تصرفات وسلوكيات الإنسان، وهي النسبة الأكثر منها (حوالى 80%) هي تصرفات لا شعورية تنبع مما قد تغذى به عقلنا الباطن سابقًا، فالراحة هنا تأتي لمن يستطيع الخروج عن ثقافة القطيع؛ لتغيير النظرة المعتادة للأشياء، ليرى في الأمور ما لا يستطيع الأخرين رؤيته، فالاستمتاع ولو بالقليل هو أحد الأسس الضرورية؛ للتصدى للحزن والإكتئاب، لاتنسي ذلك أبدًا.

_نظف محيطك:
الجميع يشكو والقليل يعى هذا هو حالنا، فالشكوى حق لتغيير الأوضاع ولكن غياب الوعى يعرضنا للكثير من المتاعب والإحباط، فمشاعر اليأس لن تجدي، ما لم نفعل شيئًا تجاه الأمر، وتنظيف المحيط هو مصطلح عام يشمل الأشياء والأشخاص، فمن ناحية أولى فإن التنظيم الدوري لأغراضك ولغرفتك ولمكتبك وكل ما تقع عليه عيناك، هو أمر ضروري لسكينة النفس، والابتعاد عن التوتر ومصادر الفوضى والإزعاج، وهي أفضل كثيرًا من كثرة الشكوى منها، ومن ناحية أخرى فإن "فلترة العلاقات" هو أمر ضرورى جدًا للتأمل فيه، فالبعض اعتاد على التعلق حتى بمن يؤذيه، وليس المقصود من هذا هو الإستغناء عن العلاقات السلبية أو المؤذية فقط، ولكن التمسك أيضًا بالعلاقات الإيجابية، ومحاولة تنميتها والمداومة على ذلك.