رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة "روسيا - إفريقيا".. نقطة انطلاق نحو آفاق جديدة للتعاون

جريدة الدستور

تعتبر قمة "روسيا - إفريقيا" التي تنطلق غدًا الأربعاء من مدينة سوتشي المطلة علي البحر الأسود، نقطة انطلاق نحو فتح آفاق جديدة للتعاون الروسي - الإفريقي، في خطوة للتأكيد علي تعزيز تواجد موسكو في القارة الإفريقية بعد عقود من انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات.
وتري روسيا أن هناك قوى من بينها الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، تتنافس للاستفادة من إمكانيات القارة السمراء غير المستغلة حتى الآن، ولكنها تدرك مواطن القوة التي تقدر أن تنافس بها علي الساحة الإفريقية، حيث تسعى موسكو إلي تعزيز تعاونها مع الدول الإفريقية في مجالات محددة، وهي مشروعات البنية التحتية خاصة الطاقة النووية، وتوفير التكنولوجيا المتقدمة خاصة في مجال الأقمار الصناعية، واكتشاف والتنقيب عن الموارد الطبيعية، فضلًا عن دعم التعاون في مجالات الصحة والتعليم والقضاء على الفقر.
وبدأت روسيا نشاطًا دبلوماسيًا في إفريقيا منذ العام الماضي، حيث قام وزير الخارجية سيرجي لافروف بزيارة لكل من أنجولا وموزمبيق وإثيوبيا وزيمبابوي وناميبيا، وزار نفس الدول في مارس الماضي، وكلا من المغرب وتونس والجزائر في يناير الماضي، وذلك في إطار الجهود التي تستهدف التأكيد على أواصر الصداقة القوية مع الدول الإفريقية.
ويرى الخبراء أن روسيا من المؤكد أنها سوف تستفيد في هذا الصدد من عضويتها في تجمع البريكس ( البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا )، خاصة بنك البريكس للتنمية الذي يقدم التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات في الدول الإفريقية، والتأكيد علي دعم الدول الإفريقية نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2063.
وقد بدأت التحضيرات لقمة "سوتشي" باستضافة عدة فعاليات عقدت في يونيو ويوليو الماضيين، أبرزها منتدى بمدينة "سان بطرسبرج" للتعاون الاقتصادي، ثم الاجتماع السنوي لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي الذي أصبحت روسيا أحد المساهمين فيه منذ عامين، فضلًا عن اجتماع للبرلمانيين الروس والأفارقة في موسكو.
وتناقش قمة "روسيا - إفريقيا" عدة قضايا هامة، من بينها سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني بين الجانبين، مع التأكيد علي إيجاد الطرق لتطوير التعاون الروسي - الإفريقي بطريقة منهجية، فضلًا عن تبادل الآراء بشكل متعمق حول تطوير الإجراءات المنسقة لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وغيرها من التحديات والتهديدات للأمن الإقليمي والعالمي.
ومن المنتظر أن يفتتح الرئيسان عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، الجلسة العامة لمنتدى روسيا - إفريقيا الاقتصادي، الذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية هي: تعزيز التعاون الاقتصادي، وإقامة مشروعات مشتركة، وتعاون في القطاع الإنساني والاجتماعي، وذلك بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخص من رجال الأعمال والوزراء والخبراء الأفارقة والروس.