رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب مينا الأورشليمي: أغلب مسيحيي العراق من أصول مصرية "حوار"

الأب مينا الأورشليمي
الأب مينا الأورشليمي

البابا تواضروس يرغب في زيارتنا.. والأنبا أنطونيوس ينوب عنه في رعايتنا

الإمارات تتولى بناء كاتدرائية جديدة.. والمهاجرون بسبب الحرب بدأوا في العودة

كشف الأب مينا الأورشليمي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعراق، أن أغلب المسيحيين في بلاد الرافدين، ذوو أصول مصرية، مشيرا إلى أن المسيحيين الذي هاجروا من البلاد بسبب الحرب والإرهاب، بدأوا في العودة بعد استقرار الأوضاع.

وقال "الأورشيليمي" في حواره مع "الدستور" إن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يرغب في زيارة العراق في أقرب فرصة، لكن الزيارة تحتاج إلى ترتيبات أمينة خاصة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تتولى بناء كاتدرائية جديدة في بلاد الرافدين لاستيعاب المسيحيين العائدين.

ما كواليس زيارة شباب العراق للكنيسة القبطية في مصر؟
أغلب أقباط العراق من أصول مصرية، حيث شهدت البلاد حالات زواج كثيرة بين مسيحي العراق وأقباط مصر، خلال رحلات عمل المصريين في بلاد الرافدين قبل فترة الحرب وتكوين الجماعات الإرهابية خاصة داعش، ولهذا تحرص الكنيسة المصرية بالتعاون مع وزارة الهجرة على تعريف أبنائها الشباب العراقيين على أصولهم الممتدة إلى الحضارة المصرية القديمة، وأبرز الأماكن السياحية التي تشهد على عظمة وتاريخ المصريين وأجدادهم.

ولذلك استضافت الكنيسة وفدًا من شباب العراق الشهر الماضي، وشهدت الزيارة تعريفهم بتاريخ حضارتنا المصرية، وتاريخ كنسيتنا، حيث زاروا بعض الأديرة القبطية التابعة للكنيسة المصرية، والتقوا البابا تواضروس الثاني، الذي رحب بزيارتهم إلى الأديرة والكنائس والمناطق الأثرية المصرية.
ونظرًا للأوضاع المالية غير المستقرة لأقباط العراق، تحملت وزارة الهجرة وشركات طيران مصرية تكاليف هذه الزيارة، لتربطهم بأسرهم ذوي الأصول المصرية، وحضارتهم القديمة، خاصة أن ظروف الحروب أثرت عليهم سلبيا بشكل كبير.

هناك أنباء عن نية البابا تواضروس الثاني زيارة العراق قريبًا.. ما مدى صحة ذلك؟
البابا تواضروس الثاني يرغب اليوم قبل غد في زيارة العراق والكنيسة القبطية هناك، كما أنه وعد شباب بلاد الرافدين، الذين زاروا مصر مؤخرًا بزيارة كنيستهم.

هل هناك أسباب معينة تعرقل الزيارة؟
ما زالت الأوضاع غير مستقرة بدولة العراق على المستوى الأمني، على الرغم من انتهاء الصراعات بها، وزيارة البابا يجب أن تشهد تشديدات أمنية وترتيبات خاصة.
والزيارة يجب أن يعد لها جيدًا على كافة المستويات، سواء من قبل الكنسية أو قبل الدولة، ولذلك سيتم تأجيلها في الوقت الراهن، مع العلم أن البابا يحرص دائمًا على متابعة الشئون الروحية بكنائس العراق، ويعقد اجتماعا شبه دوري معي والأنبا أنطونيوس مطران الشرق الأدني، للاطمئنان على الشئون الروحية للمسيحيين وكذلك على الكنسية والخدمات التي تقدم بها.

من ينوب عن البابا في الرعاية الروحية لمسيحيّي بلاد الرافدين؟
العراق ضمن الكنائس التي يرعاها الأنبا أنطونيوس مطران القدس وكنائس الشرق الأدنى، ولذلك يقع على عاتقه متابعة الشئون الكنيسة الخاصة بمسيحيي بلاد الرافدين.

هل هناك تخوفات من زيارة مطران الشرق الأدنى لكنيستكم؟
الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى، يتابع كنائس العراق وشئونها لحظة بلحظة مع رعاة كنائسها، ولم يتخوف من زيارة دولة وكنائس العراق إطلاقًا، وبالفعل أجرى زيارتين لبلاد الرافدين، ويجري أخرى قريبًا دون أية تخوفات.. والعراق في الوقت الراهن تشهد عملية إعادة إعمار، والبلاد في طريقها للأفضل.

كيف واجه مسيحيو العراق "إرهاب داعش"؟
في الحقيقة هم حاولوا الصمود كثيرًا أمام إرهاب الجماعات التكفيرية مثل داعش وغيرها، لكنهم كانوا يواجهون عنفًا كبيرا، أدى إلى هجرة غالبيتهم، خاصة أن أغلبهم مصريون ومن جنسيات أخرى أقاموا في العراق من أجل العمل وكسب الرزق في فترات ما قبل الحرب، ومعظمهم عادوا إلى بلادهم، وبقي القليل من ذوي الأصول العراقية، ولكن يسكنون في المناطق البعيدة عن الصراعات، ولهذا أُغلقت بعض الكنائس الأرثوذكسية بالعراق، نظرًا لهجرة عدد كبيرة من رُوادها.

هل هناك حصر لأعداد من هاجروا؟
للأسف لا يوجد حصر لعدد المسيحيين الذين هاجروا من العراق وقت حروب الجماعات الإرهابية، ولكن هناك مؤسسات دولية كثيرة رصدت العنف الذي واجهوه في هذه الفترة، والذى أدى إلى هجرة غالبيتهم.

هل فكرت في الهجرة وقت الحرب والإرهاب؟
كنيستنا لم تعلمنا الخوف من الموت أو الحروب، لذلك سنظل نخدمها حتى النفس الأخير، ولن يخيفنا عنف الجماعات الإرهابية أو غيرها، والكنيسة القبطية ستظل دائمًا في يد الله مهما واجهت من حروب أو إرهاب.

ألم يعد المهاجرون بعد استقرار الأوضاع؟
تشهد العراق منذ نحو عامين عودة قوية للمسيحيين من مختلف الكنائس والطوائف نظرًا لاستقرار الاوضاع في البلاد مجددا.

* ما أعداد من ترعاهم الكنيسة القبطية بالعراق؟
تخدم الكنيسة القبطية بالعراق نحو 150 عائلة مسيحية أرثوذكسية، بعد استقرار الأوضاع، وهم يصلُّون بانتظام في كنائسنا القبطية، التي تمارس جميع شعائرها بشكل متكامل بعد الهدوء الذي تشهده الدولة حاليًا، حيث تقيم الكنائس هناك قداسات شبه يومية وخدمات للشباب والأطفال والمسنين بكل حرية، بعد رحيل جماعات الإرهاب من المناطق القريبة من كنائسنا.

هل عاد بعض الأقباط المصريون للعمل حاليا؟
يحدث ذلك بالفعل خاصة خلال العام الحالي، وهناك بعض الشركات التي تعمل على إعمار العراق، تضم عددا كبير من المصريين، بينهم أقباط كثيرون ترعاهم كنيستنا العراقية، وتتابع أمورهم الروحية وحضورهم للقداسات والاجتماعات الدينية هناك، ولا يوجد حصر لعددهم حاليًا لكنهم في تزايد مستمر، واستقرار الأوضاع بالعراق سيعيد المسيحيين المهاجرين بكل دول العالم إليها مجددًا.

ما عدد الكنائس التابعة لكم؟
كانت هناك كنائس قبطية أرثوذكسية كثيرة، قبل أن تشهد العراق مرحلة الحرب والصراعات، لكن أُغلقت بسبب الإرهاب وأحداث العنف، وهناك 4 كنائس تابعين لنا حاليا، موزعة في منطقة السلمانية بشمال البلاد وأخرى في نطاق بغداد، كما نبني في الوقت الحالي كاتدرائية كبيرة بوسط العراق، لاستيعاب الأقباط العائدين إلى البلاد من جديد.

نعلم أن الأوضاع المالية بالعراق لا تسمح ببناء كنائس جديدة.. كيف تحصلون على الدعم؟
كثير من الدول العربية تسعى إلى إعادة إعمار العراق، بينها دولة الإمارات التي تبرعت ببناء كاتدرائية الأباء الرسل الجديدة بالبلاد، وتنفذها شركات المقاولات الإماراتية، كما تعمل الجهات المسئولة والسلطات بالعراق حاليًا على فتح الكنائس التي أغلقت على يد الجماعات الإرهابية، وإعادة تجديدها وتطويرها وبناء بعضها من جديد، وإزالة ما تسبب فيه الإرهاب من خراب بتراث الكنائس والحضارة التي كانت من أعظم حضارات الشرق.