رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حُرق حيًا".. مأساة طفل سورى استهدفه أردوغان بـ"الفسفور الأبيض" (فيديو)

الطفل السوري المصاب
الطفل السوري المصاب

لا يصرخ من أجل لعبة يريدها، ولا من أجل اللهو لبضع دقائق إضافية، بل يصرخ لفرط ما به من آلام تنهش جسده، فهو لم يُكسر أو يُجرح بالخطأ، بل حُرق بشكل وحشي جراء إصابته بـ"الفسفور الأبيض"، من قبل قوات الاحتلال التركي، التي تهاجم شمال سوريا، خلال عملية عسكرية أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ التاسع من أكتوبر الجاري.

ويهاب الطفل السوري "محمد"، 13 عاما، أن ينظر إلى جسده المهترئ، فهو يشعر بأن النار تسري عبر طبقات جلده، الذي تفتت من شدة ما تعرض له، بداية من رقبته، وحتى نهاية منطقة البطن بأكملها، يصرخ مناديا على والديه: "ماما.. بابا"، أملا في أن يجد من يهون عنه معاناته، أو حتى يطمئنه من "الكابوس" الذي واجهه "حقيقة، لا حلم"، بعد تعرضه لحرق جراء انفجار ذخيرة أمام منزله في غارة جوية من قبل العدوان الغاشم.

طفلٌ يفزع لسماع أصوات الغارات والقصف العنيف من حوله، يحاول أن يحتمي بمنزله، رفقة والديه.. أقرب ما يمكن تخيله، هو أنه اعتقد بأن الغارة أصابت بيتهم الصغير فلجأ للفرار خارجه قبل أن تدفنه أنقاضه، ليواجه فاجعة انفجار تلك الذخيرة الملعونة، ضده، وينتهي الحال به لحرق نحو 70% من جسده، بشكل بشع، غيّر من لون جسده بعد بضع دقائق فقط.

ولم يكن النظر لجسده فقط بمثابة أمر مفزع، ولكن لم يستطع ذو الـ13 عاما بأن يتحرك، فأي محاولة لتحريك جسده أشبه بزيادة النيران في جسد الضعيف، لم يقوى سوى على الصراخ، وتحريك عينيه المليئتين بالدموع استجداء لمن حوله بأن يخمدوا حرائقه، ويخففوا من آلامه.

وسلطت صحيفة "تايمز" البريطانية الضوء على حادث الطفل السوري، قائلة إن جروحه خطيرة واخترقت بعمق جسده، ما يشير إلى أن إصاباته نجمت عن شىء أسوأ بكثير من الانفجار وحده.

وقالت الصحيفة: "هذه الحالة تقدم دليلًا إضافيًا على مجموعة من الأدلة التى تشير إلى أن تركيا، العضو فى حلف (ناتو)، تستخدم الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد فى هجومها الذى استمر 8 أيام على شمال سوريا".