رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب الأهلية.. فصول من المأساة فى تاريخ لبنان

جريدة الدستور

يستمر اللبنانيون في التظاهر في عموم البلاد، مطالبين برحيل الحكومة والقضاء على الفساد، رغم حدوث إطلاق نار من قبل مسلحون تابعون لحزب القوات اللبنانية وتهديد أحزاب أخرى من الدخول في دوامة العنف، مذكرين بمصير الحرب الأهلية.

وبدأت "الحرب الأهلية اللبنانية" عام 1975 حتى عام 1990، وأسفرت عن مقتل حوالي 120 ألف شخص، ونزوح حوالي مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب بخلاف النازحين في الداخل وآلاف المصابين.

وجاءت الحرب الأهلية نتيجة لظروف سياسية واقتصادية وتدخلات خارجية نتيجة ضغط اللاجئين الفلسطينيين على لبنان وحدوث تغيرات ديمغرافية، ففي عام 1969، اشتبك الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين التي أدّت إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين بامتلاك السلاح على الأرض اللبنانية وفقا لاتفاق القاهرة.

وفي عام 1975، وقعت اضطرابات في لبنان نتيجة مناوشات بين المسيحيين والفلسطينيين في مناطق مخيم تل الزعتر والكحالة، بخلاف تنفيذ الفلسطينيون عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من الأراضي اللبنانية.

لكن بدأت شرارة الحرب الأهلية في 13 أبريل 1975 عندما أقدم مجهولون على اغتيال رئيس حزب الكتائب اللبناني بيار الجميل لكنه نجى من الحادث وقتل حراسه، ورد على ذلك بضرب حافلة تقل أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما أسفر عن مقتل 27 فلسطينيًا لتبدأ لبنان دوامة الحرب الأهلية التي دامت لأكثر من 15 عاما.

وبعد ذلك بدأت العمليات الانتقامية من قبل الجماعات المسلحة المسيحية ضد الفلسطينيينة ورد الآخرين فكان القتل يتم بناء على الهوية، ما أدى إلى تقسيم لبنان إلى منطقتين الأولى الشرقية وأغلبها مسيحيين، والثانية الغربية مختلطة مع أكثرية إسلامية.

وفي 18 يناير 1976 هاجمت الجماعات المسيحية منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر التي تحيط ببيروت الشرقية التي يقطنها فلسطينيون وسوريون تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية ما أسفر عن مقتل 1500 من سكان المنطقة، لتقتحم بعدها الميليشيات الفلسطينية بلدة الدامور المسيحية وقتل المئات من المسيحين فيما هرب الآلاف من السكان.

واستمر الأمر على هذا الحال سنوات هجمات وهجمات مضادة إلى أن تم التوصل إلى اتفاق الطائف في السعودية عام 1989 بدعم من جامعة الدول العربية، وفي مارس 1991، أصدر البرلمان اللبناني قانونا للعفو عن جميع الجرائم السياسية، وتم حل جميع الميليشيات، باستثناء حزب الله، وبدء إعادة تكوين القوات المسلحة اللبنانية على أساس غير طائفي.