رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة حرب.. قصة طفل أحرقته قوات أردوغان بـ"الفسفور الأبيض"

جريدة الدستور

سلطت صحيفة «التايمز»، البريطانية، الضوء على قصة الطفل الكردى محمد، البالغ من العمر ١٣ عامًا، الذى احترق جسده بشدة بمادة الفسفور الأبيض، جراء قصف تركى طال رأس العين شمال سوريا، قبل أيام، مشيرة إلى أن إصابة «محمد» دليل قوى على استخدام تركيا أسلحة محرمة ضد الأكراد السوريين. وانتشرت مأساة الطفل الكردى على مواقع التواصل، وارتفعت الأصوات مناشدة بضرورة محاكمة الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، على جرائم الحرب المرتكبة فى شمال سوريا.

وقالت الصحيفة، نقلًا عن مراسلها أنتونى لويد، الذى غطى الواقعة: «كانت حروق الطفل المتألم الذى أُحضر إلى المستشفى السورى الكردى، فى تل تمر، كافية لجعل الطاقم الطبى يتصلب فزعًا مما شاهده، حيث تعرض الطفل لحروق مروّعة بعد غارة جوية تركية على بلدته، فجر الخميس الماضى، وفقًا لما قاله والده». وأضافت: «الجروح الرهيبة التى أصابت محمد حميد، البالغ من العمر ١٣ عامًا، من أكتافه واخترقت بعمق جسده تشير إلى أن إصاباته نجمت عن شىء أسوأ بكثير من الانفجار وحده».
وذكرت الصحيفة أن «هذه الحالة تقدم دليلًا إضافيًا على مجموعة من الأدلة التى تشير إلى أن تركيا، العضو فى حلف (ناتو)، تستخدم الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد فى هجومها الذى استمر ٨ أيام على شمال سوريا».
وتابعت: «لقد كانت صيحات محمد لا توصف بين جرحى الحرب، بسبب جسده المحترق من حلقه حتى وسطه، حتى إن أحد الرجال انفجر باكيًا عند رؤية الطفل». ولعل المشهد الأكثر تأثيرًا، حسب الصحيفة، كان حين راح «محمد» يصرخ «أبى، أبى.. أوقفوا الحرق، أتوسل إليكم، أوقفوا الحرق».
وكشفت عن أن الذخائر التى أحرقت جسد «محمد» انفجرت خارج منزل عائلته فى رأس العين وسط قصف تركى عنيف، يوم الأربعاء الماضى، محولة الشارع إلى بحر من اللهب والجثث المحترقة، مشيرة إلى أن الطفل يصارع الموت، خاصة أنه لا توجد أى وسيلة لنقله إلى مكان آخر لتلقى العلاج.
وقالت: «على الرغم من أن والد محمد نجح فى إخراجه من رأس العين ليلًا مع زوجته وثلاثة أطفال آخرين، إلا أن الأطباء يقولون إنه يعانى من حروق تزيد على ٧٠٪ من جسمه، ومن غير المرجح أن يعيش دون علاج متخصص».
وقال إبراهيم على، مساعد الجراح الذى عالج «محمد»: «ليست لدينا التسهيلات اللازمة لعلاج طفل يعانى من هذا المستوى من الحروق، وما لم يتم نقله إلى مستشفى فى دمشق، أو فى أى مكان آخر فى الخارج، فإن فرصه فى النجاة ضئيلة».
وقال هاميش دى بريتون جوردون، خبير الأسلحة الكيميائية البريطانى، بعد أن فحص صورًا لحروق الطفل «محمد»: «يبدو أن هذه الحروق العميقة سببها الفسفور الأبيض».
يذكر أن الفسفور الأبيض سلاح يمكن استخدامه عن طريق القصف الجوى أو المدفعى، ويتفاعل مع الرطوبة فى الجلد بطريقة تزيد من احتراقه، بحيث لا يستطيع الماء إخماده.
واتهم عدة مسئولين أكراد تركيا، باستخدام المادة الكيميائية المحظورة ضد الأهداف المدنية بموجب اتفاقيات جنيف.