رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تحاور المستفيدين من منظومة التأمين الصحي الشامل

جريدة الدستور

إعداد: هدى الأمير - مصطفى دياب - إسراء توفيق - رضا إدوار - شيماء رشاد

إشادات بحسن التنظيم فى عمليات التسجيل وتحمل الدولة اشتراكات غير القادرين
استكمال البنية التحتية اللازمة فى المحافظات وحل جميع المشكلات مع التشغيل الفعلى


مع انطلاق منظومة التأمين الصحى الشامل فى محافظات المرحلة الأولى، وهى: بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، والأقصر، وأسوان، وجنوب سيناء، تغيّرت انطباعات آلاف المواطنين عن القطاع الصحى، وبدأوا ينظرون إلى المستقبل نظرة إيجابية مختلفة تمامًا عن السابق، خاصة أن المنظومة الجديدة تضمن لهم حياة صحية آمنة، وتسهم كثيرًا فى التخفيف المادى عن كاهلهم.
وشهدت المحافظات الست إقبالًا ملحوظًا من المواطنين على الوحدات الصحية والمستشفيات، للبدء فى تسجيل بياناتهم الأسرية، وفتح ملفات خاصة بهم، وتوقيع الكشف الطبى المبدئى عليهم بالمجان، لإدراجهم ضمن المنظومة. وعبر مواطنو هذه المحافظات، خلال حديثهم مع «الدستور»، عن تفاؤلهم بالمنظومة وما تحمله لهم ولأبنائهم فى المستقبل القريب من خير، مشيرين إلى أنهم كانوا بحاجة إلى مثل هذه الخدمات الصحية، خاصة مع ارتفاع أسعار الخدمات الطبية فى العيادات الخاصة، وكذلك إجبارهم على الانتظار فى طوابير طويلة، سواء أثناء ذهابهم للكشف فى المستشفيات، أو حتى عند إجراء العمليات الجراحية. وتدعم المنظومة الجديدة المواطن بشكلٍ كاملٍ، ويُوفر له فيها كلُ شىء بالمجان، بداية من فتح ملف طبى له ولأسرته، حتى الحصول على العلاج، مرورًا بالفحص الطبى أو إجراء العمليات الجراحية.

بورسعيد مروة: المستشفيات تغيرت للأفضل 180 درجة.. والحاجة فاطمة: كل الأشعة موجودة

عبّر مواطنو محافظة بورسعيد عن سعادتهم البالغة بتطبيق المنظومة الجديدة، خاصة أنها وفرت عليهم عناء الجهد والوقت، وخففت من تكلفة علاجهم، نظرًا لأن جميع الخدمات الصحية التى يحصلون عليها ستكون بالمجان.
وشهدت بورسعيد تجهيز عدة وحدات صحية ومستشفيات لبدء تطبيق المنظومة، مع إعداد ملف خاص لكل مواطن لدى «طبيب الأسرة» مدونًا عليه تاريخه المرضى، وملفات أخرى مماثلة لكل أفراد أسرته، بعد إجراء الفحوصات الطبية لهم، وحسب الأرقام الصادرة عن المحافظة، فقد تم تسجيل نحو ٧٠٪ من المواطنين.
وقالت مروة الإمام، موظفة، إن هناك طفرة فى مستشفيات محافظة بورسعيد، منذ تطبيق المنظومة، موضحة أن: «الخدمة تغيرت بنسبة ١٨٠ درجة، والآن أصبحت أعرف الطبيب من الممرض من رجل الأمن، فهناك ملابس محددة لكل منهم، لتستطيع بسهولة معرفة مقدم الخدمة». وأضافت: «قبل تطبيق المنظومة كان الجميع يرتدون ملابس عادية ويصعب تمييز الطبيب من فرد الأمن، أما الآن فهناك ترتيب فى كل شىء، الأمر الذى جعلنى أشعر بأن المنظومة سوف تحقق إنجازًا كبيرًا».
ووصفت بسمة كريم، ربة منزل، الخدمات المقدمة للمواطنين ضمن المنظومة بالجيدة جدًا، وتسهم فى تحسين الحالة الصحية للمواطنين، ومواجهة الخطر الذى قد يتعرضون له فى أى وقت، وقالت «بسمة» إنها فور علمها ببدء تطبيق التأمين الصحى الشامل فى المحافظة، توجهت مع زوجها وأطفالها إلى الوحدة الصحية القريبة منهم لفتح ملف طبى للأسرة، وبالفعل تم توقيع الكشف الطبى عليهم وتسجيل بياناتهم داخل الوحدة.
وأوضحت: «تم تدوين التاريخ المرضى لى على الملف، خاصة أننى مريضة بالسكرى، كما تم قياس السكر وتسجيل العلاج الخاص بى، وبالتالى فى حالة الطوارئ أو الخطر، فإنه يمكن الرجوع للملف لمعرفة كل ما يخص مرضى والأدوية التى أتلقاها، ما يسهل علاجى».
وقالت الحاجة فاطمة عبده، ٦١ سنة، إحدى المترددات على وحدة صحة الكويت فى بورسعيد، إنها كانت من أوائل الذين سجلوا فى المنظومة الجديدة بعد إعلانها، مضيفة: «أتردد على الوحدة منذ الثمانينيات، وجميع أولادى حصلوا على التطعيمات الخاصة بهم فى الوحدة منذ ولادتهم، وحاليًا أتابع الضغط والسكرى باستمرار فيها، وأشعر بأن هناك تطورًا كبيرًا فى تقديم الخدمات حاليًا، فكل شىء أصبح موجودًا، ولا حاجة للذهاب إلى العيادات الخاصة».
وتابعت: «كل الوحدات الصحية استفادت من المنظومة الجديدة، فهناك نظافة فى المكان، مع توافر جميع أنواع التحاليل والأشعة، فضلًا عن وجود مديرة الوحدة طوال الوقت مع الحالات»، مختتمة: «التأمين الصحى هيكون مفيدًا جدًا للأجيال القادمة، وكل أولادى سجلوا أسرهم فى المنظومة، من غير ما ندفع ولا مليم».
وذكر فهمى شنشن، ٧٢ سنة، أحد المترددين على وحدة المناخ «١»، أن ابنته سجلت له فى المنظومة الجديدة، وأجرى فحصًا شاملًا للتأكد من سلامته الصحية، مشيرًا إلى وجود اهتمام كبير بالمرضى على عكس ما كان يحدث سابقًا.
فى المقابل، قال خالد عبدالسلام، موظف فى منطقة الاستثمار، إن المنطومة ما زالت تجريبية، لذا هناك بعض الأزمات البسيطة فيها، مثل الحصول على طلب تحويل من الوحدة الصحية للمستشفى، واستغراقه جهدًا ووقتًا، وهو ما يزيد الأمور سوءًا إذا كان هناك مريض يحتاج إلى علاج فورًا.
ورأى «عبدالسلام» ضرورة وجود ربط إلكترونى يعفى المواطن من الذهاب إلى الوحدات الصحية للتسهيل عليه، خاصة أن بعض تلك الوحدات ما زال غير مكتمل وقيد التشغيل التجريبى، فضلًا عن عدم توافر كل أنواع الأدوية ونقص الكوادر البشرية.
وأضاف: «المنظومة ما زالت فى بدايتها، وأتوقع أنه مع التشغيل الفعلى سيتم احتواء كل المشاكل، خاصة أن وزيرة الصحة تتواجد بشكل أسبوعى؛ لتتابع المنظومة عن قرب وترصد الأخطاء وتعالجها بنفسها».



الإسماعيلية نور إبراهيم: إدخال البيانات دون تعقيدات

تستقبل ٢٢ وحدة صحية فى جميع مراكز ومدن الإسماعيلية مواطنى المحافظة للتسجيل فى التأمين الصحى الشامل، بالتزامن مع انتهاء الأجهزة التنفيذية المعنية من التطوير الكامل لـ٦٧ وحدة صحية، و٧ مستشفيات، بدأ جميعها فى استقبال المواطنين بالفعل.
وقالت نور إبراهيم، من مواطنى الإسماعيلية، إن التسجيل فى التأمين الصحى الشامل يتم فى الوحدات الصحية بصورة سهلة وبسيطة دون أى تعقيدات، موضحة أن «العاملين فى الوحدات الصحية يُدخلون بيانات المواطنين سريعًا، دون أى تأخير ما يسهل عملية التسجيل».
وأشادت «نور» بالمنظومة ككل، قائلة: «التأمين الصحى الشامل جاء لإنصاف المواطنين الفقراء والبسطاء، خاصة أن أغلبهم ليس لديهم تأمين صحى».
واتفق معها فهمى أحمد، من مواطنى الإسماعيلية، بقوله: «منظومة التأمين الصحى الشامل، التى تأتى ضمن خطط واستراتيجيات الرئيس للحفاظ على صحة المواطنين، تخدم المواطنين البسطاء، وتوفر لهم خدمة طبية غير مسبوقة»، مشيرًا إلى أن عملية التسجيل تتم بسهولة دون أى عوائق.
وقال الدكتور أحمد حسن أبوهاشم، وكيل مديرية الصحة بالإسماعيلية، إن المديرية وجهت بتسهيل عملية تسجيل للمواطنين فى منظومة التأمين الصحى الشامل.
وعن آخر تطورات تحديث البنية التحتية اللازمة لتطبيق المنظومة، كشف «أبوهاشم» عن انتهاء وزارة الصحة والسكان من تطوير مستشفى «أبوخليفة» بتكلفة ٢٧٣ مليون جنيه، وجار حاليًا الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة مستشفى الإسماعيلية العام بتكلفة ٣١٦ مليون جنيه، فضلًا عن رفع كفاءة مستشفى «القصاصين» المركزى، وتطوير مستشفى حميات التل الكبير، وتحويله إلى مركز لعلاج أمراض الجهاز الهضمى والكبد، بتكلفة تقدر بحوالى ٥٢٩ مليون جنيه.

السويس أشرف: الخدمة مجانية.. وعبدالناصر: التسجيل يجرى بسهولة


يحرص القائمون على تسجيل بيانات المواطنين فى المنظومة بالسويس، داخل الوحدات الصحية التى تم تطويرها وإعدادها لتطبيق الـتأمين الصحى، على شرح التفاصيل كافة للمواطنين، وتحديد مواعيد لفحص الأسرة بكاملها.
وقال أشرف مصطفى، عامل فى محل ملابس، إنه توجه إلى مركز طبى «المحروسة» التابع لإدارة الأربعين الصحية، وسلم الموظف صورتى بطاقته الشخصية والخاصة بزوجته، وشهادتى ميلاد ابنيه، «أحمد»،١١ سنة، و«سهير»، ٦ سنوات، فتم فتح ملف عائلى له مجانًا، مشيرًا إلى أن عملية التسجيل تتم بنظام، رغم الإقبال الكثيف من الأهالى الراغبين فى فتح ملفات لهم والتسجيل فى المنظومة الجديدة.
وذكر عبدالناصر حسن، مزارع، أنه تقدّم إلى وحدة «الشلوفة» الطبية، التابعة لإدارة الجناين، وتمكن من فتح ملف عائلى بسهولة ويسر، مؤكدًا أن الأوراق التى طلبت منه هى شهادة ميلاد ابنته الصغيرة، إضافة إلى صورة بطاقته هو وزوجته، مضيفًا: «الموظفة أخبرتنى بأنهم سيتواصلون معى لتحديد موعد للفحص الطبى الشامل؛ لكى يتم الاطمئنان على الأسرة بالكامل».
وأشاد المهندس فاروق راشد، أحد المواطنين المستفيدين من الخدمة، بسهولة الإجراءات أثناء عملية تسجيل البيانات، موضحًا: «أسلوب التعامل معى كان فى منتهى الاحترام والرقى، والموظفون المختصون باستقبال المواطنين لديهم تعليمات بشرح كل ما يتعلق بالمنظومة للمواطنين».
وأضاف: «منذ اللحظة الأولى يتم استقبال المواطن وشرح الخدمات له، ولا يغادر الوحدة أو المستشفى إلا بعد الانتهاء التام من التسجيل وفهم كل ما يتعلق بالتأمين الصحى الشامل».
وكشف محمد عبدالله، موظف فى مركز صحة «أسرة الصباح»، التابعة لإدارة فيصل الصحية، عن وجود إقبال كثيف من المواطنين لتسجيل بياناتهم، لافتًا إلى أن التأمين الصحى الشامل متاح لجميع المواطنين، سواء الخاضعين للتأمين الصحى أم لا.
وأوضح: «فور حصول المواطن على كارنيه التأمين الصحى الشامل، يُصبح من حقه التمتع بالخدمات العلاجية المتاحة داخل المستشفيات بالمجان، بما يشمله ذلك من الأشعة والتحاليل والفحوصات الطبية اللازمة لحالته الصحية».


الأقصر أحمد: تدعم الفقراء.. نفيسة: لم يُطلب منا سوى البطاقة الشخصية


أعرب عدد من أهالى محافظة الأقصر عن سعادتهم بما توفره المنظومة لهم من خدمات طبية على أعلى مستوى، ومساهمتها فى رفع الكثير من النفقات العلاجية عن كاهل الأسر الفقيرة، مشيرين إلى حرصهم على التسجيل فى المنظومة فور انطلاقها، بالتوافد على الوحدات الصحية المخصصة لذلك، حاملين الأوراق المطلوبة.
وقال أحمد العطيفى، أحد أهالى الأقصر، إنه توجه إلى مركز صحة الأسرة فى منطقة «المنشية» للتسجيل فى منظومة التأمين الصحى الشامل، كونه لا يعمل فى القطاع العام، ولديه الرغبة هو وأسرته فى الحصول على الرعاية الطبية، مضيفًا: «أحد القائمين على عملية تسجيل البيانات قال لى إن المنظومة الجديدة ستساوى جميع فئات المجتمع، وستعمل على دعم المواطنين كلهم، خاصة الفقراء منهم».
أما نفيسة عبدالهادى فقالت إنه رغم عدم تمكنها من القراءة والكتابة، استطاعت من خلال متابعة البرامج التليفزيونية التعرف على المنظومة الجديدة، ما دفعها إلى التوجه للتسجيل بها، هى وزوجها وأولادهما، مضيفة: «عملية التسجيل بسيطة للغاية، ولم تكلفنا سوى الرقم القومى وشهادات ميلاد الأطفال»، مشددة على وجود تعاون كبير من جانب القائمين على عملية التسجيل.
ورأت قمر عبادى أن المنظومة ستعمل على رفع العبء عن كاهل المواطنين، خاصة الفقراء منهم، لأن الدولة ستتكفل بدفع نفقات الاشتراك فى المنظومة نيابة عنهم، ما يعنى أن الفقير والغنى سيحصلان على الخدمات بشكل متساوٍ.

أسوان رشا: تحمينا من الطوابير.. وشاذلى: تنهى عصر علاج الموظفين فقط

قالت رشا إبراهيم، إحدى المواطنات المتقدمات للتسجيل، إن منظومة التأمين الصحى الشامل تخدم العديد من الأسر فى أسوان، خاصة أنها موجهة للجميع وليس العاملين فى القطاع الحكومى فقط، وتتيح تقديم خدمات علاجية ممتازة داخل المستشفيات لأفراد الأسرة كافة، وليس عددًا محددًا فقط.
وأضافت: «هذا ينهى معاناة الأهالى من الوقوف فى طوابير طويلة للحصول على الخدمات الطبية، فبعد تطبيق المنظومة الجديدة سيكون فى مقدورهم الحصول على ما يحصلون عليه فى العيادات الخاصة، وبالتالى حمايتهم من جشع تلك العيادات، والمساعدة فى تخفيف المعاناة المادية، خاصة مع إتاحتها الكثير من التخصصات».
واختتمت: «خطوة زى دى لازم نقول للدولة شكرًا عليها، لأنها خدمة مميزة دون مقابل، فكل شىء فيها سيكون بالمجان، وبعد تطبيقها سيشعر المواطن بأنه يحصل على خدمة حقيقية، وسيتوافر لدينا عنصرا الصحة والأمان، فى ظل أن الكثير من المواطنين بحاجة إلى الكشف والعلاج».
واتفق معها شاذلى السنى، أحد مواطنى أسوان، بقوله إن منظومة التأمين الصحى الشامل ستسهم كثيرًا فى تخفيف الأعباء المادية على المواطنين، خاصة فئة محدودى الدخل، لأنها لا تقصر تقديم الخدمة على موظفى الحكومة فقط، ضمن مبادرات رئيس الجمهورية الكثيرة التى تهدف لخدمة الفقراء والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، وبالتحديد الحفاظ على صحتهم.
وأوضح «السنى»: «التأمين الصحى يسهم فى تخفيف نفقات العلاج، لأن الخدمات العلاجية المميزة ستكون متاحة أيضًا داخل المستشفيات، وليس فى العيادات الخاصة فقط، ومن خلالها يستطيع المواطن التوجه إلى أقرب مستشفى له بدلًا من معاناة المسافات الطويلة التى يخوضها للحصول على الخدمات المميزة».
بدوره، قال الدكتور توفيق محمد عبدالوارث، مدير الرعاية الصحية فى مركز ومدينة كوم أمبو، إن العديد من المواطنين يتوافدون على التسجيل فى منظومة التأمين الصحى الشامل، خاصة العاملين فى القطاع الخاص، وغير المؤمن عليهم.
وأضاف: «المواطنون يشعرون بأن الخدمة مميزة للغاية، لأنهم يحصلون عليها بالمجان فى مقابل غلاء أسعار الكشوفات فى العيادات الخاصة، وموجهة للأسرة بأكملها وليس فردًا واحدًا فيها».
وأشار إلى أن الدولة لم تنس العاملين فى المجال الصحى، ووفرت لهم «كارت الخدمات المتكاملة»، الذى يمكن لهم من خلاله الحصول على الخدمات الطبية بالمجان على نفقة التأمين الصحى.