رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشوهات عظمية.. مدارس حكومية لا تلتزم بمعايير الحقيبة المدرسية

الحقيبة المدرسية
الحقيبة المدرسية

مع بداية كل عام دراسي، تضع وزارة التربية والتعليم، مواصفات خاصة للحقيبة المدرسية من حيث الحجم والثقل، حتى لا تكون بمثابة عبء ضخم على الطلاب لاسيما الصغار في المراحل الابتدائية والإعدادية وتحذر من عدم التزام المدارس بها.

إلا أن المدارس تضرب بتلك المواصفات عرض الحائط، ولا تقوم بتنفيذها أو الرقابة عليها داخل الفصول، لاسيما أن جميع المدرسين يجبرون الطلاب على الحضور بالكتب المدرسية كافة، إلى جانب قائمة طويلة من الكراسات والأدوات المدرسية.

«الدستور» في السطور التالية، عرضت وقائع خاصة لطلاب تضرروا من ثقل الحقيبة المدرسية، سواء بتشوهات عظمية أو كسور في بعض الأحيان، إلى جانب شكاوى أولياء الأمور من ضغط المدرسين على أطفالهم بإحضار جميع الكتب بشكل يومي.

نجلاء وليد، 32 عامًا، أحد أولياء الأمور في مدرسة عباس العقاد، بمدينة 15 مايو، تقول أنه برغم تغيير الجدول المدرسي كل يوم بحسب المواد المُدرسة، إلا أن أغلب المدرسين يطلبون من الطلاب إحضار الكتب الدراسية كافة كل يوم حتى وإن لم يتم استخدامها.

تضيف: «ليه لازم شنطة المدرسة تكون تقيلة؟، فيه أوقات أنا نفسي مبكنش قادرة أشيل شنطة ابني من تقلها، والمدرسين بيطلبوا في كل مادة كتابين وتلاتة غير الكراريس والملازم».

توضح أنها وعدد من أولياء الأمور اشتكوا في مطلع العام الدراسي من ثقل الحقيبة المدرسية، وتلقوا وعدًا من المدرسة بحل تلك المشكلة والاستغناء عن بعض الكتب الدراسية، مشيرة إلى أن ابنها أصيب بعد انتهاء العام الدراسي الماضي بتقوس في العمود الفقري وبات ذلك ظاهرًا عليه بسبب الحقيبة.

منظمة الصحة العالمية، سبق وأوصت أن المعدل العالمي لحجم الحقيبة المدرسية لا يجب أن يتخطى 10% من وزن الطالب نفسه، وأن يكون ارتفاعها لطلاب المرحلة الابتدائية 40 سم، وعرضها 28 سم، وعمقها 12سم، أما لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية فيجب أن يكون ارتفاعها 45 سم، وعرضها 30 سم، وعمقها 12 سم.

وحددت وزارة التعليم المصرية حجم الحقيبة المدرسية بأن وزنها لا يزيد عن 2 كيلو جرام، وعدم حمل الكتب المدرسية كاملة كل يوم، ومن الممكن الاستعاضة عنها ببعض الملازم الخفيفة التي تقلل من حجم الحقيبة.

صفاء السيد، أحد أولياء أمور مدرسة داود باشا بمنطقة السيدة زينب، والتي أصيبت ابنتها طالبة بالمرحلة الرابعة الابتدائية، بالتهاب في الفقرات؛ نتيجة ثقل الحقيبة المدرسية الخاصة بها، وإصرار المدرسين على إحضار الكتب كافة.

تقول: «شنطة المدرسة بكل الكتب والكراسات الكتير لكل مادة صعب جدًا أن ظهر أي طفل يتحملها، لا إحنا ولا المدرسين نقدر نشلها، ما بالك الأطفال الصغيرين، وزن الشنطة أوقات بيعدي 15 كيلو وأكتر».

تضيف: «ياريت كل مدرس يخلي كشكول واحد كبير لمادته، حتى لو كان 300 ورقة بس نخف على الأطفال؛ أن الكتب تقيلة والشنطة نفسها تقيلة، وأحيانًا كتيرة الجدول نفسه بيكون مليان».

وبحسب الكتاب السنوي لآخر إحصاء صدر من وزارة التربية والتعليم في 2017 2018، فيوجد في مصر 9138 ألف حضانة مرخصة للتعليم ما قبل الابتدائي، بها 973223 ألف طفل وطفلة، و35452 ألف مُشرف ومُشرفة.

أما التعليم الابتدائي، فيوجد 16081 ألف مدرسة ابتدائية على مستوى الجمهورية، بها 10455265 ألف طالب وطالبة، و396107 ألف مُدرس ومُدرسة، والتعليم الإعدادي يوجد له 10157 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، بها 6676977 ألف طالب وطالبة، و247108 ألف مُدرس ومُدرسة.

الدكتور أيمن حسنين، استشاري جراحة العظام، يقول أن الطلاب في المرحلة قبل التعليم الجامعي، يكون جميعهم في مرحلة نمو والتي لا بد أن تتم بصورة صحيحة، مبينًا أن أي تشوهات تحدث في العظام أثناء البناء تترك أثر واضح في المستقبل على شكل الجسد.

يوضح أن الحقيبة المدرسية، تأثر بشكل سلبي على صحة الأطفال وتسبب لهم تشوهات في العمود الفقري والآم في الأكتاف والقدمين إذا كانت ثقيلة، مبينًا أن الأمر غير مقتصر على المدرسة ولكن هناك دور لأولياء الأمور.

يضيف: «عند الشراء، لا بد أن يراعي أولياء الأمور، أن تكون أذرع الحقيبة عريضة وليس رفيعة حتى لا تسبب لهم ألم، وتكون مبطنة والظهر مبطن، وأن تعود الطفل على حمل الحقيبة بواسطة الذراعين على الكتفين، حتى يتجنب أي مشكلات صحية».

يبين أن وزن الحقيبة لا بد أن يمثل من 10% - 15 % من وزن جسم الطفل، حتى تستطيع عظامه التي لا زالت في مرحلة النمو تحملها، موضحًا أن الحل في حال إصرار المدرسين على إحضار جميع الكتب أن يحمل حقيبة بعجلات حتى يستطيع جرها.

خالد محمود، أحد أولياء أمور مدرسة محمد فريد، بمنطقة حلوان، والذي اضطر بالفعل إلى شراء حقيبة ذات عجلات على الأرض بدلًا من حملها على ظهره، بعدما أصيب بانحناء في العمود الفقري رغمًا عنه.

يوضح أن هناك أيام يكون معظم الجدول المدرسي فيها به حصص ألعاب وأنشطة، ورغم ذلك يصّر المدرسين على إحضار كل الكتب المدرسية والكراسات، حتى وإن لم يتم استخدامها طوال اليوم الدراسي.