رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الطاعون".. رواية البير كامى عن الفيروس اللعين

جريدة الدستور

فوجئ الدكتور (ريو ) طبيب مدينة وهران الفرنسية القريبة من الحدود الجزائرية ببعض الفئران النافقة.. على درج سلم بيته فاستدعى البواب فأزاحها بعيدًا.

واعتقد ريو أن السبب وراء ذلك بعض الشبان اللاهين وتوعد بإمساكهم ومعاقبتهم إلا أن المشهد تكرر فى اليوم الثانى، لكن مع زيادة فى عدد الفئران النافقة، اغتاظ الرجل لكنه توجه إلى صديقه (جران) وهناك كان الحدث عظيمًا فالشاب (كوثار) يحاول الانتحار وكان ريو هو المنقذ.

فى نفس اليوم أدار الصحفى (لاميير) حوارًا مع الدكتور ريو، الذى عاد إلى منزله ففوجئ بعدد كبير من الفئران النافقة فى شوارع المدينة.

إنه شىء غريب ومقزز فى الوقت نفسه. بدأت الجموع تتوافد على الطبيب طلبًا فى العلاج، كان المرض واحدًا هى الأعراض نفسها. سخونة وانتفاخ ودمامل. ثم مساحة من الوقت وإذا بالموت يتجول فى أنحاء المدينة، ليتحول المرضى إلى أعداد من الوفيات تزداد يومًا بعد يوم.

مازالت الصحف صامتة لا تكتب شيئًا بل إنها أصرت على ألا تكتب شيئًا فهو خرس متعمد بحجة عدم إثارة الفوضى.

اجتمع ريو وعدد من الأطباء بأنه الطاعون. لكن من يستطيع إعلان ذلك إنها كارثة كبرى، ودومًا مايتوارى الناس عن الاعتراف بالكوارث الكبرى، ليشغلوا أنفسهم فى الدوران من حولها.
لكن الأعداد تتزايد ووحش الموت الشرس يلتهم العشرات يوميًا فله فى كل يوم وليمة كبرى دون مقاومة من أحد.

ولما ضاق الأطباء ذرعا اعترفوا بالطاعون، قامت السلطات بعزل مدينة وهران عن المدن الأخرى، ليس هناك ممرات مفتوحة للدخول أو الخروج.ثم بدأت مرحلة أخرى وهى مرحلة العزل الداخلى.
ضاقت المستشفيات بالمرضى، فلجأت السلطات إلى استخدام المدارس، ومازال مؤشر الموتى فى ارتفاع، ضاقت القبور بوافديها الجدد المبعوثين من قبل الطاعون، ضجت المدينة وأصابها الذعر فلا راحة للأحياء ولا راحة للأموات.

وزلزل الصحفى لاميير زلزالًا شديدًا فكل حلمه هو الخروج من مدينة الوباء، فلا شىء يربطه بها فهو ليس أحد أبنائها، كما أنه مازال معافى ويخشى مواجهة الطاعون الذى لا قبل له به، لكن تعليمات الدكتور ريو أجبرته على البقاء فى مدينة الموت خشية أن يكون حاملًا للفيروس لكن الأعراض لم تظهر بعد.
فكر الدكتور كاستل فى صنع مصل للقضاء على الطاعون، أجريت التجربة الأولى على ابن القاضى الذى نال بسبب هذا المصل قسطا من العذاب منعه من أن يهنأ بموت هادئ كأقرانه.

مازال سيل الموت يتقدم فيدهس كل شىء أمامه، تيبست المدينة لكن كوثار -نعم هو الشاب الذى رغب فى الانتحار وأنقذه ريو-انتابه إحساس غريب أن من هو مريض بالسرطان أو الفشل الكلوى أو الكبد لا يزوره الطاعون، فالجسم لا يحتمل أكثر من فيروس لذا يجب العمل والتشبث بالحياة فأغلبهم مرضى بغير الطاعون، ثم أعادوا مصل الدكتور كاستل فحقق نجاحًا كبيرًا.دبت الحياة فى المدينة إلا أنها حياة ينتابها الخوف من فيروس ينام فى الفراش ينتوى الخروج مرة أخرى قد تكون أكثر وحشية وشراسة.
تمت