إسراء يوسف.. مصورة كفيفة البصر تلتقط الصور ببصيرتها

تقف إسراء أمام المجموعة التى تريد تصويرها صورة جماعية، تسأل عن عدد الموجودين بالصف الأول والمنتصف، ثم تطلب من الواقف فى المنتصف الحديث لتحدد مكانه بالضبط، وبالتالى تنجح فى التقاط صورة معتمدة على تقنيات البصيرة والسمع.

إسراء يوسف، تبلغ من العمر20 عامًا، نجحت فى تعلم التصوير الفوتوغرافى رغم أنها كفيفة، إلا أنها اعتمدت على تقنيات حديثة وعلى حاسة السمع، فلم تمنع إسراء الإعاقة البصرية، من تحقيق حلمها فى أن تكون مصورة.

البداية كانت عند المصور الصحفى المحترف خالد فريد، الذي نظم ورشة تحت عنوان: "قد التحدى" علًم فيها خمسة مكفوفين فن التصوير، ونُشرت صورهم التى التقطوها فى وكالة الأنباء المصرية، مستعينًا ببعض التقنيات التى تعينهم على التصوير دون الحاجة إلى الإبصار.

وعن التجربة يقول خالد: أعتمد فى تعليمي لهم على الصوت والبصيرة وتحديد مساحة المكان ومعرفة حدوده، ولم أشعر بأن الموضوع معجزة، فهم ليس لديهم ما يعوقهم فى التجربة، فقط كانت تنقصهم الجرأة، وبدأ الأمر بإمكانيات بسيطة ومع الوقت استطاعوا التعامل مع التقنيات الخاصة بالتصوير.

ولفتت إسراء الأنظار فى مكتبة الإسكندرية، من خلال تصوير مجموعة من الزائرين، بل وطلبت التقاط صورة لطفل سمعته يبكي، فاقتربت منه وقبلته، ثم طلبت من والده الحديث، حتى تستطيع تحديد المسافة التى تقف عندها، وبالفعل ابتعدت لتلتقط له صورة مضبوطة تمامًا، صفق لها الحاضرون بعدما رأوها على الكاميرا، وكتب أحدهم قصتها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الكثيرون مع تفاصيلها، مبدين إعجابهم بإرادة إسراء وعزيمتها.

يقول وليد خميس الذي رصد التجربة وحكى عنها: "تقريبا كلنا واقفين مذهولين إننا هنتصور صورة جماعية من كفيفة، أنا بجد مش متخيل الحكاية، لولا إني عايشتها والله ما كنت هصدق".