رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وثيقة" وداد مترى تهدى أعمال عبدالله النديم لصديقها

جريدة الدستور

حصلت "الدستور" على وثيقة إهداء للناشطة وداد مترى من جامع الوثائق مراد سعيد، وفي هذه الوثيقة أهدت بخط يدها الأعداد الكاملة من مجلة الأستاذ لعبد الله النديم لصديقها عزيز ويعود تاريخ الاهداء لـ 1 إبريل 1985.

وقالت وداد مترى في اهداءها "عزيزي عزيز، أرجو أن تستمتع بصحبة عبد الله النديم أحد أهم رواد الأدب والفكاهة والوطنية من خلال الأعداد الكاملة لمجلته الشهيرة "الأستاذ" مع أحلي الأمنيات بعيد ميلادك الغالي علينا جميعا".

يعتبر النديم من أقطاب الحركة الوطنية التى نشأت قبل الإحتلال البريطانى وخطيب الثورة العرابية والذى أصدر جريدته التنكيت والتبكيت ثم إستبدل بها جريدة الطائف وكانت سياسيه محضة وبعد فشل الثورة ووقوع مصر تحت الإحتلال البريطانى إختفى عشر سنوات ثم قبض عليه وتم إبعاده للخارج وعندما تولى الخديوى عباس حلمى عاد للقاهرة وأصدر مجلة الأستاذ لمقاومة الإحتلال ورفع همة المصريين فنالت شهرة كبيرة ولعبت دورًا كبيرًا فى شحذ الشعور الوطنى للمصريين ولكنها ألغيت ونفى مرة أخرى خارج مصر وإستقر فى تركيا ونال الإهتمام من السلطان العثمانى وقد إستطاع النديم أن يعيش حياة حافلة بالنضال وإستطاع أن يؤثر فى شباب مصر مثل مصطفى كامل وغيره. وهذا الكتاب يتناول الأعداد الكاملة لهذه المجلة حيث أنها كانت تهتم بالتعليم واللغة العربية وقضايا العدالة الإجتماعية.

وداد مترى حصلت على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول عام 1952، دبلوم معهد التحرير والصحافة والترجمة 1956، أثناء دراستها للفلسفة، صارت أول امرأة تُنتخب لعضوية اتحاد الطلاب، كما حصلت على دبلوم صحافة معادل لرسالة الماجستير، وفي نفس العام انضمت للجنة المرأة في المقاومة الشعبية، التي أسستها الرائدة النسوية سيزا نبراوي.

عملت وداد مترى كمعلمة لكن لا يمكن الفصل بين دور وداد كناشطة وحياتها المهنية كمعلمة، ففي إطار عملها أولت اهتمامًا خاصًا للصحافة المدرسية، وأصبحت أول من يقدم برنامج تدريس في الصحافة المدرسية، وأصبحت عضو مجلس نقابة المعلمين 1976 لتفسح المجال أمام الطالبات للتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة، مثل ثورة الجزائر (في خمسينيات وستينيات القرن العشرين). تحدثت عن دعم مصر للجزائر أثناء الثورة الجزائرية، وعن نشاطها في المدارس مع طالباتها من خلال إقامة المؤتمرات والندوات، وإصدار مجلات حائط ومطبوعات وجمع تبرعات.


تمثل فترة السجن مرحلة أخرى في حياة وداد متري، ففي عام 1959 ألقي القبض عليها أثناء عملها في مدرسة التوفيقية القبطية بالقاهرة بسبب نشاطها في الحزب الشيوعي، لتقضي في السجن خمسة أشهر، لم تستطع فيهم أن تتخلي عن وداد الناشطة فأنشأت في محبسها فصولًا لمحو أمية النساء المحكوم عليهن بالسجن المؤبد.

وبعد الإفراج عنها مٌنعت من التدريس، مما اضطرها إلى العمل في العلاقات العامة، فقامت بتأسيس مجلة وتمكنت من الذهاب إلى مختلف مدارس المنطقة لرصد الأخبار، رغم أنها كانت ممنوعة من ذلك.

اهتمت وداد بالتوثيق الدقيق لحياتها، حيث كانت تحرص على الاحتفاظ بسجلات مفصلة لأسفارها كناشطة ولرحلاتها مع زوجها، سعد لوقا، ورغم عضويتها في العديد من المجموعات النسائية، لم تكن وداد تصف نفسها على أنها ناشطة في مجال قضايا حقوق المرأة، ولكن كانت تعتبر أنها “قدمت مثالًا عمليًا على ما تمثله هذه القضايا”.