رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أسواق للمعلومات": العشوائية تحكم سوق الذرة.. تكدس بالمخازن و5 شركات تستحوذ على 60% من الواردات

جريدة الدستور

كشف أحدث تقرير لشركة "أسواق للمعلومات المالية والسلعية"، عن أن العملية الاستيرادية للذرة ما زالت تسيطر عليها حالة من العشوائية، والتى بدأت منذ نحو عام، خاصة مع استمرار عمليات الاستيراد رغم تكدس المخازن بالبضائع، ومن ثم البيع بخسائر واضحة وبأقل من تكلفتها الحقيقية.

وأضاف تقرير "أسواق" أن السنوات الثلاث الماضية كانت بمثابة أعوام المخاض لقطاع الذرة، في ظل غياب الاستراتيجيات الواضحة لشركات الأفراد بالسوق، خلاف الشركات الأجنبية المدعومة من الخارج باستراتيجيات وخطط مدروسة نظرا لامتلاكهم مقومات التجارة الحقيقية، التى تتجلى فى حرصهم على حساب المخاطر قبل الأرباح، على عكس شركات الأفراد باستثناء تلك الكبرى على شاكلة "كايرو ثرى إيه" و"فينوس إنترناشونال"، الذين ما زالوا فى صدارة المشهد رغم المتغيرات المتتالية فى السوق.

ولفت التقرير إلى اختفاء الشركات نهائيًا خلال الأعوام الثلاث، إما بفعل الخسائر الفادحة أو بفعل تراكم المديونيات لدى البنوك مع العلم أن الشركات التي خرجت من السوق لم تقم بتحصيل كامل مستحقاتها من قبل الشركات الأخرى أو من يمارس عليهم سبل التضييق، بهدف خفض حصصهم بالسوق، ما ساهم فى توسع التجار الصغار على حساب المتخارجين من السوق.

رصد التقرير زيادة واردات الذرة خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، والتى بلغت نحو 7.38 مليون طن مقابل 7.08 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، بفارق حوالي 291 ألف طن بما نسبته 4%، مشددا على استحواذ 5 شركات على 60% من إجمالي واردات الذرة من أصل 24 شركة خلال الـ9 أشهر الأولى من 2019.

وأشار إلى أن المتبصر بأحوال السوق يكتشف أنه بزيادة خمس شركات أخرى إلى تلك الشركات، لنجد أن 10 شركات استوردت نحو 84% من الذرة، منها 5 شركات أجنبية، مما يعكس ربحية الاستثمار الأجنبي في هذا السوق وفقًا لاتباع الأساليب العلمية بالتجارة وليس طرق "الفهلوة".

وأكد التقرير تصدر شركة "كايرو ثرى إيه" للقائمة بنسبة 20 % من إجمالي الواردات، حيث تعد اللاعب الأكبر فى سوق استيراد الذرة، خاصة بعد أن دخلت في العملية التصنيعية باستحواذها على شركات لتصنيع منتجات الذرة أو شركات دواجن وهذه العوامل ساعدت الذرة على الصمود خلال التسعة أشهر الأولى وإن لم يكن هناك الكثير من الأرباح فى الذرة.

وأظهر التقرير احتلال شركة "كارجيل" المركز الثاني لأول مرة خلال الخمس أعوام الماضية بنسبة 13% من إجمالي الواردات بزيادة قدرها 363،072 طن عن وارداتها العام الماضي، فيما جاءت شركة "ميدسوفتس" بالمركز الثالث بنسبة 12% من إجمالي الواردات وبزيادة نحو 116،338 طن عن وارداتها العام الماضي، ثم شركة الصوفي لأول مرة بالمركز الرابع بنسبة 8% وهو نفس المستوى لشركة إستيرا" لميتد" بنسبة 7% من إجمالي واردات الذرة.

وتوقع التقرير استمرار زيادة واردات الذرة ليتجاوز إجمالي الواردات حتى نهاية عام الحالي نحو 9.6 مليون طن بفارق حوالي 500 ألف طن عن واردات العام الماضي البالغة 9.19 مليون طن بالتزامن مع عودة دخول الذرة الأوكراني بعد توقف استيراده خلال أغسطس واستيراد كمية ضئيلة خلال سبتمبر بنحو 47 الف طن فقط، وذلك لتراجع أسعاره بالفترة الحالية في بلد المنشأ نتيجة لحصاد كميات غير مسبوقة.

وأضاف أن السوق لديه الكثير من السيولة النقدية فى الوقت الحالى، سواء بفعل تراجع سعر الصرف أو وجود بعض رؤوس الأموال المتروكة أو محاولات البعض تعويض الفراغ الذي خلفه بعض التجار، سواء من أجبر على الخروج أو ترك الملعب أو عودة بعض الأموال التي كانت مجمدة لدى البنوك فى صورة شهادات ادخار إلى الاستثمار المُباشر، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة هى فترة انكماش وإذا لم يتم التعامل مع الوضع على هذا الأساس فإن الوضع قد يسوء خاصة أن حالة الركود التضخمى ما زالت موجودة.