رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مدرسة القاهرة فى نقد التراث والأشعرية" جديد دار الثقافة

جريدة الدستور

تحت عنوان "مدرسة القاهرة في نقد التراث والأشعرية - دراسة علائقية" طرحت دار الثقافة الجديدة إصدارها الأحدث من تأليف جمال عمر.

يذهب المؤلف في الكتاب إلى أن مشروع الإصلاح الديني ومن بعده مشروع التجديد الديني، قد عاني٬ في فكرنا الحديث، من أنه لفق بين جوانب من التراث، ليمرر مُنجزات الحداثة. فعند رائده الأكبر محمد عبده، الذي جاور في مشروعه الفكري بين، التوحيد الأشعري، مذهب أهل السنة والجماعة - حتى لا يُتهم في دينه - وبين مفهوم العدل المعتزلي؛ بأن الله عادل، ولا يمكن أن يُحاسِب البشر على أفعال ليس لهم إرادة في فعلها. إذا فللإنسان إرادة على الفعل، وللكون قوانين ثابتة يسير عليها، ولظواهره أسباب تنتج عنها، فبمفهوم العدل عند المعتزلة يمكن تمرير منجزات العلم الحديث التي تهب علينا من الشمال. هذا التجاور بين متباينين ظل ساريا في كل البذور التي بذرها محمد عبده. فكان التجديد الديني وتياره، يحاول التجديد على نفس الأساس اللاهوتي العقيدي التقليدي. فركز المجددون على مسائل الفقه، ومسائل التقاليد الاجتماعية. ولم يقترب أحد إلا نادرا من الأساس اللاهوتي.

ورغم أن الجامعة الأهلية في بدايات القرن كانت وسيلة لإنقاذ مشروع التحديث من أزمته. فظهرت وتحديدا في كلية الآداب بها بذور وإرهاصات نقدية للتراث ممثلة في طه حسين وتلامذته. لكن كانت الخطوة الأعمق، في نظري هي مدرسة الشيخ أمين الخولي الذي ارتدى القميص والبنطلون الإفرنجي وفوقهما الجبة الأزهرية والعمامة. ورفع شعاره الأثير: لابد من "قتل القديم فهما". وسعى لتأسيس درس حول القرآن يخرج به من كهف دراسة الدين دفاعا عن مذهب معين في العقيدة أو في الفقه، إلى أن يُدرَس درس علمي وأدبي كنص وبيان عربي. وحينما بدأت مدرسة الأمناء في الإنبات، من خلال تلاميذه؛ محمد أحمد خلف الله وعائشة عبد الرحمن وشكري عياد. قامت الحرب عليهم في نهاية الأربعينات لتُهدَم مدرسة الدرس العلمي الأدبي للقرآن بآداب القاهرة. ويعود تدريس الدراسات الإسلامية فيها بركة، بمجرد الإعادة بلا إفادة."