رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس لقاء الرئيس السيسي بوفد المستثمرين في الخارج

السيسي
السيسي

أشاد المصريون بالخارج المشاركين في النسخة الخامسة من سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع"، بنتائج لقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أول أمس الثلاثاء، الذي امتد لأكثر من ساعتين، تناول خلالها كافة الأطراف الحديث عن الفرص الاستثمارية المتاحة والتحديات، في أجواء اتسمت بقدر كبير من الإيجابية والشفافية.

وقال دكتور عادل بولس رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات استيراد وتصدير وتوريدات وصناعات غذائية AMIRA GROUP، إن لقاء وفد المستثمرين المصريين بالخارج بالرئيس عبد الفتاح السيسي امتد لأكثر من ساعتين اتسم خلالها بقدر كبير من الصراحة والشفافية، وتطرق للعديد من المعوقات والتحديات التي تواجه المستثمرين، وتنوعت بين مشكلات إدارية وأخرى فنية وتقنية.

ولفت "بولس" في تصريح لـ "الدستور"، إلى أن اللقاء تضمن طرح عدد من القضايا من بينها أزمة توطين بعض الصناعات في مصر وفي مقدمتها صناعة القطن التي اشتكى عدد من المستثمرين من صعوبة إنشاء مصانع متخصصة في التصنيع داخل مصر، بسبب مشكلات تتعلق بالجودة والأسعار والمواد الخام، كما تطرق البعض إلى تحديات قطاع السياحة في ظل انخفاض متوسط عدد السائحين المترددين على مصر سنويًا لـ 10 مليون سائح مقارنة بـ 25 مليون في اليونان و60 مليون في إيطاليا، وهو عدد منخفض في ظل ما تتمتع به مصر من مقاصد سياحية هائلة.

وأضاف "بولس" أن الرئيس السيسي أبدي تعاونًا وحرصًا شديدًا علي تذليل كافة المعوقات التي تواجه المستثمرين المصريين ورغبته في الاستفادة من خبراء أبناء مصر بالخارج في دعم الصناعات الوطنية والعمل على توطينها، وتوجيه الحكومة على التدخل سريعًا وبشكل مباشر لحل تلك الأزمات.

وتابع: "الرئيس أكد خلال اللقاء أن مصر لن تتردد أبدًا عن تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لأبنائها في الخارج، وترحب بأي فرصة للشراكة الاستثمارية داخل وطنهم مصر، حيث أن الإرهاب كان ولايزال التهديد الأول الذي يواجه مصر، وهو ما أدي إلي تراجع حركة السياحة إلى حد كبير السنوات الماضية، لكن حاليًا الأجهزة الأمنية سخرت كافة إمكاناتها لتأمين المدن السياحية والطرق المؤدية إليها وتعزيز الارتكازات الأمنية لاستعادة نشاط السياحة لما كان عليه قبل 2011، باعتباره أحد أهم دعائم الاقتصاد الوطني".

وأضاف كرم خليل رئيس مجموعة فنادق عالمية بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيس مجلس إدارة شركة REVIVAL لخدمات الفندقة بنيويورك، أن وفد المستثمرين المصريين بالخارج لمس خلال لقائه بالرئيس السيسي، رغبة جادة في تعميق الشراكة وجسور التواصل بين أبناء مصر في الخارج ووطنهم الأمن، مشيرًا إلي أن جهود الإصلاح التي قامت بها الدولة المصرية علي مختلف الأصعدة فاقت كافة التوقعات وتوفر مناخ جاذب للاستثمار بشكل كبير.

وتابع خليل في تصريح لـ"الدستور"، أنه بدأ في عمله في إعادة تدوير وصناعة القطن في مصر منذ عام 2002 وحتى عام 2011، حيث دفعته الإضطرابات الأمنية والاقتصادية آنذاك إلي نقل جزء كبير من أعماله إلي الهند والصين والبرتغال خاصة بعد أن واجهت مشكلات كبيرة بسبب أزمة الدولار وسعر العملة وضعف جودة المواد الخام والعمالة الماهرة، لكن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد أعطي ضوء أخضر للعودة إلي مصر واستئناف ما بدأته قبل سنوات.

وأكد خليل أهمية العمل على تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر بما يتوافق مع الرؤى العالمية في هذا المجال، ومواكبة السوق العالمي في الأسعار من خلال تحرير سعر صرف العملة وعدم التدخل في تحديد قيمتها، مضيفًا أن مصر أمامها فرصة ذهبية في جذب الاستثمارات وتشجيع الصناعة الوطنية في ظل الأزمة الاقتصادية بين الصين وأمريكا ورفع الجمارك على الصادرات الصينية من 7% لـ 32% بسبب قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكشف الدكتور مايكل اسطفانوس عضو مؤسس بالجمعية الكندية المصرية، أن المستثمرين المصريين بالخارج بصدد إعداد قائمة بأهم الفرص الاستثمارية التي يرغبون في استغلالها خلال الفترة المقبلة، وأبرز التحديات والمعوقات التي تواجهه، وخطة العمل على المدى القصير والمتوسط، لعرضها على وزارتي التخطيط والهجرة بنهاية الأسبوع الجاري، لدراستها وطرحها للنقاش مجددًا بين ممثلي الحكومة ووفد المستثمرين، ومن ثم عرضها على الرئيس السيسي.

وأكد المهندس ماجد فهمى، نائب الرئيس لشؤون التطوير في مجموعة «العثيم» السعودية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصر على استقبال المستثمرين المصريين بالخارج، والمشاركين في النسخة الخامسة من سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع" على الرغم من انشغاله.

وأضاف "فهمي" في تصريح خاص للدستور أن الرئيس أكد لهم أن كافة الامور تسير في اتجاهها الصحيح نحو تحقيق مسار التنمية المنشود، وقام بتوضيح الفرص الاستثمارية المتاحة لمصر لهم مثل الموانئ التي تم إنشاؤها حديثًا والجامعات التي تم بناؤها مؤخرًا في المدن الجديدة وتحتاج إلى ممثلي جامعات مرموقة عالمية تنهض بمستوى التعليم بمصر.

ولفت إلى أن الرئيس أكد أن جميع المصريين بالخارج هم سفراء لمصر يجب أن يقوموا بنقل الصورة الحقيقية عن مصر ودعمها في كافة جهود التنمية، مشيرًا إلى أن الرئيس كلف الوزراء بمتابعة التنسيق لإرسال الخريطة الاستثمارية لمصر والفرص المتاحة لجميع المستثمرين المصريين بالخارج لنشرها بالخارج.

وتحدث الرئيس عن التحديات التي تواجه الدولة خلال الفترة الحالية وتحاول عرقلة مسيرة التنمية مؤكدًا أننا نسير على الطريق الصحيح وأنه لا يستطيع أحد إيقافها.

وأشار إلى أن المستثمرين المصريين بالخارج انبهرو جميعًا خلال لقائهم بالرئيس السيسي، لشدة صراحته واخلاصة واستيعابه الكامل لكافة التحديات التي تواجه مصر مؤكدًا أنه يسعى لتذليلها، مشيرًا إلى أنهم عبروا للرئيس عن مدى حبهم للدولة واستعدادهم التام للمشاركة في مسيرة التنمية للنهوض بالوطن.

وأشاد الدكتور أنس خليفة، المدير الإقليمي وشريك مساهم بشركة SAFETY Horizon، بجهود الحكومة بتذليل العقبات أمام المستثمرين المصريين، وإتاحة فرصة استثمارية عديدة بتسهيلات غير مسبوقة في عدة مجالات، مشيرًا إلى أن من بين التسهيلات التي تقدمها الحكومة لصغار المستثمرين، يتمثل في الإعفاءات الضريبية وتخفيف جزء كبير من التكاليف المفروضة على استيراد المواد الأولية الداخلة في الإنتاج لمدة محددة، يعقبها رفع تدريجي لقيمة الضرائب، مع بدء المستثمرين في تحقيق هوامش ربح.

ولفت إلى أن هناك فرص استثمارية صناعية في عدة مجالات أغلبها في المنطقة الصناعية ما بين الصناعات الزراعية والكيميائية والصيدلانية، مضيفًا أن المعوقات يتعلق أغلبها ببطء بعض الإجراءات، لاسيما فيما يخص نقل البضائع والمواد الأولية والخام من الموانئ والجمارك وهو ما تم التغلب عليه من خلال مد شبكات الطرق والمطارات.