رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يومه العالمي.. حكايات ضحايا أمراض سوء التغذية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جسم ضئيل لا يحصل على كمية كافية من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، لعدم تناوله أحد العناصر الحيوية المطلوبة أو كلها للقيام بوظائفه على أكمل وجه، أو أن يكون السبب سوء امتصاص المواد الغذائية الموجودة في جزء من الطعام، ما قرأته سابقًا هو أعراض مرض سوء التغذية، الذي يعاني منه كثير من الأشخاص على مستوى العالم.

ولذلك أطلقت منظمة الفاو (الأغذية والزراعة التابعة للأم المتحدة) احتفالاً بيوم التغذية، الذي يأتي يوم 16 أكتوبر من كل عام، منذ 1981م، ويتم مناقشة كل عام مخاطر سوء التغذية وإلقاء الضوء على المناطق التي تعاني من نقص الغذاء.

وفيما يلي، تحدثت "الدستور" مع عدد من الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، والذي أدى في النهاية إلى وفاة البعض منهم.

إبراهيم: قلة اللحوم والفاكهة أضعفت مناعة ابنتي
إبراهيم سالم، رجل ستيني، يحكي بأسي بالغ ما حدث لابنته "نجلاء" المتوفاة جراء سوء التغذية، وقال إنها كانت لا تحب تناول اللحوم نهائيًا، ومنذ أن كانت بعمر العشرين أصبحت كذلك لا تناول الفاكهه إلا فيما ندر، على الرغم من أن سبب كرهها لهذه الأطعمة ظل مبهمًا لهم حتى هذه اللحظة، وعانت من نقص حاد في الحديد أثناء فترة مراهقتها، ومع بلوغها العشرين كثيرًا ما كانت تواجه حالة من الإغماءات المتكررة، وبعد تعليق المحاليل لها تعود لممارسة حياتها الطبيعية.

والدموع تخالط عينيه، يتابع: كثيرًا ما حذرها الأطباء من خطورة سوء التغذية، والتي نتج عنها إصابتها الدائمة بنزلات البرد التي سببت لها ضعف المناعة، ولم يتوقعوا أن يتطور الأمر، إلى أن جاءت الساعة المشئومة وأصيبت الفتاة بإعياء شديد ولم تفلح معها المحاليل هذه المرة، وأفصحت التحاليل عن معاناتها من الذئبة الحمراء، وبدأ هذا المرض يأكلها تدريجيا وبسبب ضعف مناعتها نتيجة لسوء التغذية لم يستطع جسدها مقاومة المرض وتوفيت وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها.

نهلة: هوس الريجيم أفقدني حياتي
"نجلاء" لم تكن الوحيدة التي وقعت ضحية سوء التغذية، فنهلة علي، سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها، بدأ هوسها بالرجيم وهي في سن العشرين، بالإضافة إلى كرهها لتناول الألبان ومشتقاتها، ولم تكن تتخيل يومًا أنها ستصاب بهشاشة العظام في هذه السن المبكرة، فتقول، في حديثها مع "الدستور": وأصبحت لا أستطيع الوقوف ولا المشي لساعات كثيرة وتدمرت حياتي المهنية والزوجية بالكامل.

أخصائي باطني: سوء التغذية يضعف من مقاومة الجسم للأمراض
الدكتور عبد الله كامل، أخصائي أمراض الباطنة، يقول، في صريحاته لـ"الدستور": إن سوء التغذية يمكن أن يؤدي لمضاعفات خطيرة مثل الهبوط في عضلة القلب، بالإضافة لضعف مقاومة الجسم وتعرضه للأمراض البكتيرية والفيروسية وهي أمراض مزمنة ومميتة في نهاية المطاف.

علي: بسبب سوء التغذية أصبت بالفشل الكلوي
علي حامد، رجل أربعيني، كان يعمل خارج مصر منذ ما يزيد عن 15 عامًا، وأجبرته ظروف عمله على التواجد فيه لدوامين، ما جعل اليوم بالنسبة له يقتصر على تناول النواشف والأطعمة الجاهزة –الديلفري- وذلك بحكم مكوثه وحيدًا، ما نتج عنه إصابته المتكررة بنقص حاد في الحديد، فكان يتم نقل كثير من الدماء له، وبعد فترة اكتشف إصابته بالفشل الكلوي الذي نُقل إليه من أحد المتبرعين.

أخصائي تغذية: إهمال علاج سوء التغذية يؤدي للهشاشة وضمور العضلات
ويعلق الدكتور وليد رياض، أخصائي التغذية، بأن مخاطر سوء التغذية يتخذ أشكال عدة كالنحافة المرضية ونقص الفيتامينات ونقص الحديد أو الكالسيوم ويؤدي لضعف البصر وسقوط الشعر والإرهاق العام، كذلك الإجهاد وضعف التركيز، وإذا لم يتم الاهتمام بعلاجه يؤدي هشاشة العظام وضمور العضلات، وأحيانًا ضمور الكلى.

وأكد "رياض"، في تصريحاته لـ"الدستور"، أنه من الضروري نشر الوعي بالتغذية، مضيفًا أن كل مرحلة عمرية تستلزم عناية معينة، ويتطلب هذا الوعي أخصائيون تغذية لنشر الحد الأدنى من المعلومات.

  • جدير بالذكر أن سوء التغذية له نوعان هما: فرط في التغذية وقلة التغذية، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن 45% من وفيات الأطفال تحت سن الخامسة مرتبط بنقص التغذية، ويعاني 52 مليون طفل تحت سن الخامسة من الهزال و17 مليون طفل من الهُزال الشديد، ويحدث معظمها في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل.

عضو لجنة الصجة: التوعية الغذائية أمر لا بد منه
وكان لنا حديث آخر مع الدكتورة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، التي أكدت أن عادات المواطنين المصريين في تناول الطعام تتنافي مع العادات الغذائية الصحية، والتوعية الغذائية أمر لا بد منه، على أن تتم هذه التوعية منذ مراحل مبكرة للأطفال في المدارس.

وطالبت "شاكر"، في تصريحاتها لـ"الدستور"، بتفعيل الرقابة الصحية على الأغذية التي تتواجد في السوق، مشيرة إلى وجود إدارات تسمى إدارات الثقافة الصحية في مديريات الصحة لا بد من تفعيل دورها في سبيل نشر التغذية الصحية، فالتوعية بأهمية التغذية السليمة أفضل بكثير من العلاج من سوء التغذية.