رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جحيم أردوغان.. نزوح 300 ألف شخص.. وهروب داعشيات من سجون الأكراد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، عن أن الهجوم التركى على شمال شرق سوريا أسفر عن مقتل ٧٠ شخصًا، وتسبب فى نزوح نحو ٣٠٠ ألف شخص من مناطقهم فى أسبوع.
وقال المرصد، ومقره لندن: إن من هذه الحصيلة ٢١ شخصًا تم استهدافهم بالرصاص أو إعدامهم ميدانيًا من قبل الفصائل الموالية لتركيا، ومنهم طفل وامرأتان ومسئولة حزبية.
وأضاف أن ١٩ شخصًا أيضًا لقوا مصرعهم جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها، وقرية الريحانية، بينهم امرأة واثنان من طاقم صحفى محلى.
وذكر أن من ضمن القتلى ٧ من موظفى الإدارة الذاتية الكردية فى شمال تركيا قتلوا بالقصف البرى على محيط تل أبيض، مشيرًا إلى أن حصيلة القتلى شملت ٦ أشخاص، بينهم طفل وامرأة ورجلان، قتلوا جراء قصف صاروخى استهدف أحياء مدينة القامشلى، و٥ بينهم طفل، فى القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و٤ جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض.
وأشار إلى أن ٣ أشخاص لقوا حتفهم جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، فيما لقت طفلة مصرعها فى قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل آخر جراء استهدافه بقناص القوات التركية فى مدينة الدرباسية، وامرأة برصاص قناص تركى فى مدينة القامشلى، ورجل جراء قصف صاروخى تركى على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية، بالإضافة إلى مقتل ٢ فى قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج.
ورصد المرصد استمرار نزوح المدنيين من مناطقهم على خلفية المعارك المتواصلة بعنف بمحاور عدة، بالإضافة للقصفين الجوى والبرى، مشيرًا إلى أن عدد النازحين بلغ نحو ٣٠٠ ألف مدنى، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير فى أعداد النازحين، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات.
وأكد المرصد أن عدة مدن وبلدات وقرى باتت خالية من السكان تمامًا، فيما عادت المياه إلى مدينة الحسكة بعد انقطاعها لمدة ٥ أيام، فيما وصلت عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى المدينة التى تكتظ بالنازحين.
ميدانيًا، أعلن التليفزيون الروسى، أمس، أن الجيش السورى سيطر على قواعد عسكرية بشمال شرق سوريا تركتها القوات الأميركية، فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية أن «خروج القوات الأميركية من كوبانى سيسمح لقوات النظام بالدخول إليها بحسب اتفاقنا معه».
ودخل الجيش السورى، أمس، مدينة الرقة، للمرة الأولى منذ ٥ سنوات، وذلك خلال توجه إلى الشمال للرد على العدوان التركى.
واحتدمت المعارك فى مدينة رأس العين السورية الحدودية بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى.
وأظهرت لقطات الفيديو تصاعد أعمدة الدخان فى المدينة جراء القصف التركى على مركز المدينة وأطرافها، وسط اشتباكات هى الأعنف منذ بدء العملية العسكرية التركية.
ورأس العين مدينة سورية تقع ضمن حدود محافظة الحسكة، وتخضع منذ سنوات لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقرى وحدات حماية الشعب الكردية.
وفى محيط جرابلس ومنبج، سمع دوى انفجارات فى أطراف المنطقتين، فيما يبدو أنه ناجم عن قصف صاروخى للجيش التركى.
ويزداد الأمر خطورة فى منطقة منبج التى انتشر فيها الجيش السورى وعسكريون روس، فقد يؤدى الأمر إلى مواجهة بين الجيشين السورى والتركى.
وانتشر الجيش السورى فى المنطقة فى إطار اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية للتصدى للغزو التركى، ودخلت روسيا على خطة المواجهة، وقالت على لسان الموفد الروسى الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إنها لن تسمح بحدوث مواجهة بين الطرفين، مشيرًا إلى مفاوضات جارية لتجنب النزاع بينهما.
يأتى ذلك فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان، أن ٩ نساء فرنسيات منتميات لتنظيم داعش هربن من مخيم تسيطر عليه الوحدات الكردية شمال سوريا.
وقال مصدر سياسى عراقى: إن هناك ضغوطًا غربية بهدف نقل معتقلى «داعش» من سوريا إلى العراق، محذرًا من فرارهم حتى لا تكون الأراضى العراقية مقصدهم الأول.
وأضاف المصدر، وفقًا لما أوردته قناة السومرية الإخبارية، أن «دولًا غربية تضغط منذ يومين بهدف الموافقة على نقل معتقلى داعش إلى العراق»، مشيرًا إلى أن الحكومة ستنظر فى هذا الموضوع.
وذكر أن «هناك خطرًا من ناحية احتمالية فرارهم أو القيام بمنحهم الفرصة للفرار، حيث ستكون الأراضى العراقية هى مقصدهم الأول».
وأشار إلى أن هناك جوانب عدة منها سياسية، تتعلق بالرفض الحالى من قوى مختلفة لاستقبالهم وإيداعهم فى السجون العراقية، رغم أن الدول التى تمتلك سجناء من «داعش» لدى قوات سوريا الديمقراطية قدمت عروضًا للعراق مقابل موافقته، منها التكفل ببناء سجون محصنة بأسرع وقت ممكن.
وعلى صعيد متصل، نفى مستشار الرئيس العراقى، برهم صالح، موافقة الأخير على نقل ١٣ ألف داعشى إلى العراق، مشيرًا إلى أن «صالح» رفض أن تكون أرض العراق مكبًا لما تبقى من «داعش» تحت أى ذريعة.
من جانبه، أعلن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أمس، استمرار عدوانه على شمال سوريا، مستبعدًا إجراء أى محادثات مع الأكراد، فى تحدٍ واضح للجتمع الدولى، الذى أعلن رفضه هذا العدوان، ووقع العديد من العقوبات على أنقرة.
وأكد أنه «لا يمكن لأى قوة وقف العملية العسكرية»، مطالبًا جميع المسلحين بالانسحاب من «المنطقة الآمنة» بشمال سوريا.
وقال «أردوغان»: «العملية العسكرية ستنتهى عندما تكمل تركيا إقامة المنطقة الآمنة من منبج، حتى الحدود مع العراق».
وأضاف: «أسرع حل للقضية السورية هو أن يلقى جميع المسلحين أسلحتهم وينسحبوا خارج المنطقة الآمنة فى شمال سوريا الليلة».
وأكد عدم إجراء أى محادثات مع القوات الكردية السورية، قائلًا فى خطاب أمام البرلمان: «هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة. لم يحصل إطلاقا فى تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية».
ويلتقى مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، اليوم، مسئولين فى أنقرة، خلال محاولة للتفاوض بشأن وقف العدوان التركى فى سوريا، والتذكير بالعقوبات التى ستستمر لحين وقف إطلاق النار.