رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مهب الحريق.. "الدستور" ترصد سبل الأمان فى الكنائس

جريدة الدستور

في الساعات الأخيرة من الليل، تطايرت شرارة ربما نتيجة ماس كهربائي، اشتعلت النيران في كل مكان وأكلت ما في طريقها، تحول المكان إلى كتلة لهب في لحظات، الحماية المدنية وصلت أخيرًا، كان هذا هو مشهد حريق كنيسة مارجرجس بدائرة قسم حلوان.

في بيان رسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قالت فيه إن الحريق، الذي اندلع بكنيسة مارجرجس، التابعة لإيبارشية حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس، لم يسفر عن إصابة أو وقوع خسائر بشرية، وتم الدفع بـ10 سيارات إطفاء و4 سيارات إسعاف، للسيطرة على الحريق.


وأضافت الكنيسة أن سيارات قوات الدفاع المدني، سيطرت على الحريق، كما احتشد أهالي حلوان للمساعدة في إخماد الحريق، ومعاونة رجال الإطفاء، وتم إخلاء منزلين بمحيط الكنيسة بسبب تصاعد الأدخنة وألسنة اللهب.

لم يكن حريق كنيسة مارجرجس هو الحريق الأول، فمن قبله في 10 يوليو الماضي، شب حريق في كنيسة الأنبا بولا بمنطقة حدائق القبة، والتي كشفت التحريات حينها أن الحادث وقع نتيجة ماس كهربائي.

ولم يمر يوم واحد حتى وقعت حادثة أخرى، هذه المرة في كنيسة مارجرجس بشارع بورسعيد في المنصورة، وتبين أن الحريق في غرفة من الخشب أعلى مبنى الكنيسة وأدى اشتعال الأخشاب إلى تزايد النيران والدخان، وأكدت مصادر أمنية أن سبب الحريق هو ماس كهربائي داخل الغرفة مما تسبب في اشتعال الجدران الخشبية، لكن تمكنت القوات والمطافئ من السيطرة على الحريق قبل امتداده إلى باقي أجزاء الكنيسة.

وبعد تلك الحرائق رصدت "الدستور" في السطور التالية عوامل وسبل الأمان في الكنائس والأسباب الحقيقية لنشوب حرائق داخلها، من خلال الحديث مع عدد من المترددين عليها من الإخوة المسيحين، أيضًا عدد من خدّامها.


في مدينة حلوان التقينا بيتر حنا، خادم إحدى الكنائس هناك، والذي أعرب عن حزنه الشديد للحرائق التي تشب في الكنائس، قائلًا: اندلاع حرائق الكنائس لا يحدث إلا لسببين ليس لهما ثالث؛ إما بسبب ماس كهربائي أو بسبب فعل فاعل، وفي حالة الماس الكهربي نستطيع السيطرة عليه في بعض الأحيان بمساعدات أهالي المنطقة وتكاتف المسلمون معنا، أما إذا كان بفعل فاعل فحينئذ يصعب السيطرة عليه؛ لأنه يكون حادثًا مقصودًا ومدبرًا من قبلها.


وتابع الخادم حديثه مع "الدستور"، أن غالبية الكنائس الكبرى تكون مزودة بأجهزة إنذار وحساسات في حال حدوث أي أمر غير طبيعي كالحرائق، كما أن هناك صنابير مياه معلقة في سقف الكنيسة تعمل تلقائيًا عندما يشب أي حرائق في المكان، ولكن هذه التقنيات تكون في الكنائس الكبرى مثلما في الكاتدرائية بالعباسية.

يوسف مينا، 31 عامًا، دائم التردد على كنيسة مارجرجس بمنطقة شبرا مصر، يقول إن سرعان ما تحترق جميع أجزاء الكنيسة؛ لأن جميع تجهيزاتها من الأخشاب، ما يساعد على اشتعال الحريق، فضلًا عن مكامير الفحم والشموع اللازمة للطقوس، وكل هذا يعمل على صعوبة السيطرة على الحريق.




واختتم مينا كلماته لـ"الدستور"، بأن العامل البشري في التصدي لهذه الكوارث من أهم ما يكون؛ لأن الإنقاذ والحماية المدنية لا تصل في الحال، وإنما المنقذ الأول في مثل هذه الحوادث هم أهالي المنطقة من المسحيين والمسلمين، ومنطقتنا معروفة بالود والترابط فيما بيننا، حتى أننا نعتبر مسلمي المنطقة جيشنا لمواجهة أي أزمات.

والتقطت منه أطراف الحديث، سارة جرجس، 25 عامًا، التي اعتادت هي وأسرتها زيارة كنيسة بجانب منزلهم، تقول: كنيسة منطقتهم صغيرة نسبيًا، أي ليست رئيسية أو مشهورة، فقط يرتادها أهالي المنطقة، ولم يصادف حدوث أي اندلاع حرائق أو أزمات من قبل؛ إذ إن الشرطة والأمن متواجدان باستمرار.

وتابعت الفتاة لـ"الدستور"، أن الكنيسة لا يوجد بها سوى خادم واحد فقط، ولا يوجد بها عدد كافٍ من طفايات الحريق، معلقة: أعتقد لو شب حريق داخل الكنيسة، فمن الممكن ألا يتم إنقاذه في الوقت المطلوب؛ بسبب قلة توافر طفايات الحريق، أو بسبب أن أهالي المنطقة والخادم غير مؤهلين للتعامل مع مثل تلك الحرائق.

بحسب المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، فإن نتائج أعمال اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس ‏قد أسفرت، عن توفيق أوضاع 512 كنيسة، فضلًا عن توفيق أوضاع 352 مبنى، بالإضافة إلى 30 كنيسة ومبنى تم تقنين أوضاعها بشرط استيفاء اشتراطات السلامة الإنشائية، ليبلغ بذلك إجمالى ما تم توفيق أوضاعه حتى الآن 894‏ كنيسة ومبنى على مستوى الجمهورية.

وبلغت توزيعها في محافظة المنيا (127) كنيسة ومبنى، ومحافظة الجيزة (109) كنيسة ومبنى، ومحافظة القليوبية (81) كنيسة ومبنى، ومحافظة الإسكندرية (77) كنيسة ومبنى.


وكان لنا حديث مع اللواء محمد نورالدين، مساعد وزير الدخلية السابق، قال إن هناك ترابط ووحدة بين أبناء الشعب المصري، مؤكدًا في حديثه مع "الدستور"، أنه في الحوداث من هذا النوع نكون في انتظار نتائج المعمل الجنائي، فهو الجهة الوحيدة القادرة على تحديد سبب الحادث، سواء أكان بفعل فاعل أو مجرد إهمال.