رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كويت إنرجي": استثماراتنا بمصر ستصل لـ2 مليار دولار (حوار)

جريدة الدستور

شهد قطاع البترول المصري طفرة هائلة خلال السنوات القليلة الماضية، وحقق الكثير من الإنجازات، على رأسها الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وزيادة إنتاج الزيت الخام، وعمل مزايدات عالمية وتوقيع أكثر من 64 اتفاقية بترولية خلال خمس سنوات، إضافة إلى مشروعات التكرير والبتروكيماويات الجديدة، وضخ 10 مليارات من الدولارات، بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة السياسية.

ومن بين الشركات التي استطاعت خلال فترة قصيرة، ترك بصمة واضحة في سوق البترول بمصر، وضخت استثمارات تقدر بملياري دولار، شركة «كويت إنرجي» مصر، التابعة للعملاق الصيني «يونايتد إنرجي»، التي تعتزم ضخ المزيد من الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.

وأكد المهندس كامل الصاوي، رئيس «كويت إنرجي»، لـ«الدستور»، أن الشركة الأم (UEG Renewable Energy Group Limited)، عازمة على توجيه أكبر قدر ممكن من استثماراتها لقطاع الطاقة في مصر، خاصة إنتاج الزيت الخام وتنمية وتطوير الحقول التابعة لها، إضافة تقيم شامل لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، لتحديد أنسب الفرصة الاستثمارية، في ضوء الخطوات التي تتخذها مصر لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة.

- متى بدأت الشركة نشاطها في مصر؟ والمواقع التي تعمل خلالها؟ وحجم الإنتاج؟
بدأت شركة «كويت إنرجي» أعمالها فى مصر منذ عام 2006، من خلال حقل برج العرب بالصحراء الغربية، الذي كان ينتج نحو 130 برميلًا فقط، ثم نجحت الشركة في الحصول على حقل «أبو سنان» عام 2007، من شركة شرق أبو سنان بالمشاركة، وكانت نسبة «كويت إنرجي» في الحقل نحو 72%.
يعد 2008 البداية الحقيقية للشركة، بعد شراء جميع أصول إحدى الشركات الأسترالية في مصر واليمن، التي كانت تعمل في حقل بتروشهد، حاليًا شرق رأس القطارة، إضافة إلى حقل تابع للشركة العامة للبترول، وحقل آخر في اليمن.
حتى عام 2008 كان إنتاج الشركة من حقلي «برج العرب»، و«أبو سنان»، والحقول الأخرى التي تم الاستحوذ عليها من الشركة الأسترالية «أوﻳﻞ ﺳﻴﺮش» بلغ نحو 2000 برميل يوميًا.
كما نجحت الشركة منذ عام 2008 حتى وقتنًا الحالي، في الوصول بإنتاجها من الحقول المصرية إلى ما يقرب من 30 ألف برميل يوميًا، من خلال خطة تطوير شاملة لتنمية الحقول المملوكة للشركة، ومنها حقل «برج العرب» الذي كان ينتج 130 برميلًا، وأصبح ينتج في مرحلة من المراحل نحو 2500 برميل يوميًا.
أما حقل «أبو سنان» فكان حقلًا استكشافيًا لم يكن به أي إنتاج من الزيت، ونجحت الشركة في تحقيق عدة اكتشافات بالحقل وتم وضعه على خط الإنتاج في عام 2012، وحاليًا ينتج نحو 5 آلاف برميل يوميًا.
أما بالنسبة للحقول التابعة للشركة العامة فبدأت بإنتاج نحو 1200 برميل، أما الآن وصل حجم إنتاجها لنحو 8500 برميل، أما إنتاج حقل بتروشهد فبدأ بنحو 1500 برميل، وبلغ الآن نحو 15 ألف برميل، ووصل في مرحلة من المراحل إلى 27 ألف برميل.
وصل إنتاجنا في مرحلة لنحو 35 ألف برميل، أما الآن فالشركة مستقرة على إنتاج نحو 30 ألف برميل يوميًا، كما جرى زيادة احتياطيات الشركة من الحقول للمحافظة على حجم الإنتاج الحالي لفترة زمنية أطول.

- هل لديكم أي حقول بحرية أو أخرى لإنتاج الغاز الطبيعي؟
حاليًا نركز نشاطنا على إنتاج النفط الخام، ووفق تقارير وزارة البترول، تحتل «كويت إنرجي» المرتبة الخامسة بين الشركات المنتجة للخام في مصر، بعد «أباتشي» الأمريكية، و«إيني» الإيطالية، و«بي بي» البريطانية، و«شل» الهولندية، وهو إنجاز للشركة تسعى للحفاظ عليه وتحسينه.

- ما خططكم للاستثمار في المستقبل القريب، خاصة البحث والاستكشاف؟
تتطلع «كويت إنرجي» لضخ مزيد من الاستثمارات البترولية في مصر خلال الفترة المقبلة، في ظل استحواذ شركة «يونايتد إنرجي» على أسهم الشركة.
ويبلغ حجم الاستثمارات الحالي نحو مليار دولار، ولدينا خطة طموحة لمضاعفة الإنتاجية ثلاثة مرات، وزيادة الاستثمارات فى مصر خلال الخمس سنوات القادمة لتصل الى أكثر من ملياري دولار وذلك يتطلب من الشركة تكثيف العمل خلال الفترة المقبلة.

- هل تستحوذ شركتكم على أصول فى الدول العربية الشقيقة؟
بالفعل نستحوذ على عدد من المواقع في البلدان العربية، في مصر، والعراق، وعمان، واليمن، وجميع تلك المواقع استحوذت عليها الشركة الأم، وهى شركة عالمية تعمل في مجال الطاقة، ومسجلة لدى بورصة هونج كونج.

- كيف ترى الشركة الأم الصينية مستقبل العمل في مصر؟
العمل في مصر في مجال البترول وإنتاج الزيت الخام، هو أفضل بكثير من أي دولة أخرى في ظل الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي تحظى به البلاد، كما أن ربحية برميل الزيت في مصر أعلى ربحية على مستوى الدول التي تعمل بها «كويت إنرجي»، وهو ما يشجعنا على ضخ مزيد من الاستثمارات.
وبالفعل تتجه الشركة الصينية بشكل كبير إلى الاستثمار في مصر خاصة والدول الأفريقية بشكل عام، وهي فرصة كبيرة للسوق المصري، خاصة أن المجموعة استحوذت على العديد من مواقع النفط في الدول الأفريقية، وكذلك باكستان.
بلغ إنتاج حقولها في باكستان نحو 99 ألف برميل زيت يوميًا، وضخت استثمارات بنحو ملياري دولار خلال 6 سنوات، وتعد المجموعة أكبر مستثمر أجنبي في باكستان، وبالتالي يوجد فرصة للقطاع المصري للتوسع الخارجي، خاصة في ظل الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي تشهده مصر حاليًا.

- ما خطتكم للاستحواذات الجديدة خلال الفترة المقبلة؟
ندرس الاستحواذ على بعض مناطق الامتياز من شركات أخرى قريبًا، إضافة إلى أن «كويت إنرجي» ستتقدم للاستحواذ على مناطق امتياز شركة «دانة غاز» في مصر، خلال نوفمبر المقبل.
ننتظر أي فرصة سانحة للتوسع لنستغلها، كما أن الشركة ستركز أيضًا خلال الفترة المقبلة على تنمية وتطوير الحقول التابعة لها في مصر، إضافة إلى الدخول في المزايدات التي ستطرحها الهيئة قريبًا، وأيضا تنسيق العمل مع الشركات الموجودة في السوق المحلية.

- هل ترى أن مصر نجحت في جذب شركات البترول العالمية للاستثمار في حقولها خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل حكم الرئيس السيسي؟
بالفعل مصر أصبحت الآن كما قلت قبلة للاستثمار البترولي على المستوى العالمي، كما أن المنافسة في قطاع البترول باتت شرسة وصعبة وتستدعي الشركات العالمية والجادة فقط، إضافة إلى أنه وبحكم عملي لي خبرة سابقة في العمل بمعظم دول العالم، وأوكد لك أن قطاع البترول المصري من أكثر القطاعات شفافية ونزاهة في العالم من حيث التعامل، وهذه هي الميزة التي شجعت المستثمر الأجنبي الجاد على الدخول في المنافسة وضخ الاستثمارات.

- ما طبيعة عمل «كويت إنرجي» في حقول الشركة العامة للبترول؟
لدينا شراكة قوية مع الشركة العامة للبترول والهيئة، وهي شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والالتزام بضوابط العمل، وهذا سبب نجاح «كويت إنرجي» في العمل مع القطاع الحكومي في مصر مثل الشركة العامة.
نحن كـ«كويت إنرجي» ملتزمون بالضوابط والقوانين المنظمة للعمل، ولذلك وقع الاختيار على شركتنا لتشارك الهيئة العامة للبترول في حقول بالعراق، وكان هذا أول خروج للهيئة خارج قطاع البترول المصري، في عام 2015 2016، في حقلي «سيبا» و«فيحا»، وهو دليل على الثقة المتبادلة والشفافية في التعامل.

- كم يبلغ إجمالي إنتاج الشركة الأم من الزيت الخام في الدول العربية؟
إنتاج الشركة الأم في باكستان يبلغ حوالى 98 ألف برميل يوميًا، وفي مصر نحو 30 ألف برميل، والعراق حوالى 45 ألف برميل، ومن المتوقع أن يصل إلى 250 ألف برميل بالمشاركة مع الهيئة العامة للبترول في مصر، وتقريبًا يصل إجمالي إنتاج الشركة الأم لنحو 175 ألف برميل، بخلاف أن الأعمال في اليمن متوقفة حاليًا وكانت تنتج حوالى 28 ألف برميل.

- ما عدد العمالة المصرية بالشركة في مصر؟ وعدد العمال الصينين؟
يبلغ نحو أكثر من 1000 عامل كعمالة مباشرة وغير مباشرة، منهم 70 عاملًا بالشركة و100 آخرين كفنيين ومهندسي حقول، والباقي عمالة غير مباشرة.
أما بالنسبة للعمالة الصينية لا يوجد أي عامل صيني بالشركة وهذا يعكس ثقة المستثمرين الصينيين في القدرات المصرية في مجال العمل، والدليل على ذلك ترشيح مكتب مصر ليتولى العمل في اليمن، إضافة إلى العمل في مصر، وهذا يدل على نجاح المستثمرين الصينين في عملهم في كل مكان، لتنمية بلادهم وتطويرها بشكل كبير من خلال عملهم خارج وداخل الصين، حتى أصبحت الآن تفوق أمريكا كقوة عظمى، وهم شعب طيب يمتاز بالأخلاق العالية والاحترام والسرعة والدقة في العمل.

- كم تبلغ نسب المشاركة بينكم وبين الشركات الأخرى في مصر؟
نسبة الشركة في حقل «بتروشهد» نحو 49.5%، وفي شركة «شرق أبو سنان» نحو 25%، أما برج العرب فتصل لـ100%، بمعنى أنه يوجد 3 عقود لاقتسام الإنتاج.
أما بالنسبة للشركة العامة فنعمل بعقد خدمات مثل شركات «دبلن»، و«ميديترا»، و«سيمتار»، حيث تحصل الهيئة من 50 إلى 60% حسب العقد، وباقي النسبة يحصل عليها باقي الشركاء، ومن هذه النسبة الخاصة بالشركة تحصل «كويت إنرجي» على نحو 70% من إجمالي النسب المتبقية بعد حصول الهيئة على حقوقها.

- ما تقييمك كشركة أجنبية لمرونة عقد وإبرام الاتفاقيات الجديدة مع الهيئة والشركات الأخرى خلال الفترة الأخيرة؟
بالفعل لم نشعر بهذه المرونة والسلاسة في العمل خلال السنوات السابقة، وذلك أدى إلى نجاح الشركات في زيادة الإنتاج الذي يعود بالخير على مصر.
نلحظ وجود تشجيع جاد على الاستثمار بشكل كبير، ولدينا ثقة كبيرة في القيادة السياسية التي تعمل لتحقيق المصلحة العليا للبلاد.
يوجد مخاطر كبيرة بالاستثمارات البترولية، والدولة لا تنفق أو تتحمل أي شيء من هذه المخاطر، فكان لابد من طمأنة المستثمر الأجنبي الذي جاء في الأساس إلى مصر لكى يضخ الأموال ويجني الأرباح، وإذا شعر أنه لا يربح من عمله في مصر فسيتوقف عن المجيء إليها، إذن مصر تعلم الآن جيدًا أنها من أجل أن تربح وتعمل لابد من وجود هامش ربح للمستثمر.

- هناك بعض الآراء التي تتساءل عن سبب إحجام شركات البترول المصرية عن المغامرة في مجال الاستكشافات والبحث؟
تلك الآراء تفتقر للخبرة والصواب، لأن قطاع البترول والبحث والاستكشاف يحتاج الى استثمارات ضخمة وبه نسبة مخاطر عالية لا تستطيع الشركات الحكومية أن تتحملها.
أما الشريك الأجنبي فإذا أنفق إستثمارات ولم يجد لها عائدًا اقتصاديًا، فلن يطالب مصر باسترداد الأموال التي خسرها، وتلك الشركات ليس لديها القدرات التمويلية لتحمل تلك المخاطر.
ودليل على ذلك أن الشركات الأجنبية تحملت مخاطر كبيرة في اكتشافات الغاز تقدر بالمليارات، وإذا وحدث ولم تجد جدوى اقتصادية من تلك الأعمال، لكانت منيت بخسائر هائلة، ورغم ذلك نجحت الشركات الأجنبية، واستفادت مصر بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

- هل تعمل الشركة الأم (UEG Renewable Energy Group Limited) أو «يونيتد إنرجي» في مجالات أخرى في مصر؟
بالفعل التقينا وزير الكهرباء المصري في يوليو 2019، لبحث فرص الاستثمار في مصر في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما رحب به وزير الكهرباء، كما تعمل الشركة الأم في مجالات متعددة في الزراعة والاستيراد والتصدير والطاقة والعديد من الأنشطة الأخرى في بلدان مختلفة.

- ماذا عن المسئولية المجتمعية لشركة «كويت إنرجي» في مصر؟
تحرص شركة «كويت إنرجي» على التنمية المجتمعية في جميع المناطق التي تعمل بها الشركة، مثل رأس غارب وغيرها من المناطق، وتقدم دعمًا للأسر والمشروعات الصغيرة والمدارس والمستشفيات والجمعيات الأهلية وقوافل طبية بشكل مستمر، إضافة إلى الأنشطة التعليمية بجامعة القاهرة وجامعة قناة السويس، وتأهيل الشباب ودعم المرأة، إضافة إلى المشاركة في برنامج تطوير وتأهيل القيادات الشابة بقطاع البترول الذي يتباه وزير البترول، لخلق صف تاني من القيادات الشابة لأول مرة في القطاع، والرائع في هذه المشاركة الشفافية والنزاهة حيث يتم اختيار الشباب وفقًا لاختبارات إلكترونية، من خلال البوابة الخاصة بقطاع البترول.

- ما حجم المشاركة في الأعمال البيئية بحقول الشركة؟
الشركة تساهم في كل الأعمال البيئية وتعد «كويت إنرجي» من أوائل شركات البترول في مصر التي حصلت على شهادة الأيزو 45001، وذلك لوجود معايير بيئية تلتزم بها الشركة باعتبارها شركة عالمية لا تحيد عنها، إضافة إلى حصول الشركة على شهادة السلامة والصحة المهنية من قطاع البترول في معرض إيجبس 2019، وذلك على المنطقة «أ» وهذا نموذج يحتذى به في تطوير الحقول المتقادمة.


- كيف ترى مصر خلال الفترة المقبلة من وجهة نظر مستثمر أجنبي؟
أرى مصر حاليًا تسير على الطريق الصحيح، كمصري وكمستثمر أجنبي وذلك بسبب ما تم إنجازه خلال الخمس سنوات الماضية من مشروعات قومية وبنية أساسية وطرق وكباري ومشروعات إسكانية ومياه وصرف صحي، والقضاء على العشوائيات.
تلك إنجازات لا يمكن تحقيقها في أقل من 20 عامًا، ولكن بفكر القيادة السياسية ومجهودات القيادات بعد أن تم ذلك خلال 5 سنوات فقط، لأن مصر بمكانتها وموقعها لا يصح أن تظل بالشكل الذي كانت عليه سابقًا، ولهذا نستطيع أن نقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعاد اكتشاف مصر من جديد، وهذا ينعكس بشكل كبير على الاستثمار.
وبرؤيتنا أيضًا كمستثمرين نرى أن الرئيس السيسي يريد أن يجعل مصر -خلال الفترة المقبلة- مركزًا عالميًا على مستوى المال والأعمال، ومنطقة لوجيستية بمعنى الكلمة، مثلما فعلت الإمارات الشقيقة، بإمكانيات أقل من مصر بكثير.
يوجد في مصر موارد وإمكانيات تمكنها من أن تصبح مركزًا عالميًا للطاقة، وبالفعل بدأت الخطوات الجادة في فعل ذلك، وحينما ترى منطقة مثل منطقة العلمين الجديدة حاليًا تسأل كيف لم يتم التفكير في ذلك بالسابق.
وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة، إذًا مصر غنية بالموارد والإمكانات والقيادات التي تستطيع وضعها في مكانة عالية.

المهندس كامل الصاوي في سطور
خريج كلية هندسة بترول السويس، ومن العشرة الأوائل على مستوى الكلية. عمل بشركة قارون للبترول. حصل على ماجستير في هندسة البترول، وماجستير في الإدارة من لندن.
ومن مواليد 29 ديسمبر 1979 بمحافظة كفر الشيخ، متزوج، ولديه 3 أبناء «إياد- جنا- محمد»، يشجع النادي الأهلي، وليفربول الإنجليزي، الذي يلعب له نجمنا محمد صلاح، يحب القراءة والكتابة، ومهتم بعلم الاقتصاد.