زكى نجيب محمود: المقالة لها شروطها الفنية مثل أي عمل أدبي آخر
قال الكاتب الكبير زكى نجيب محمود في حوار قديم أجراه معه الشاعر فاروق شوشة ببرنامج أمسية ثقافية في حلقة بعنوان "المقالة الفنية"، أن المقالة نوع من أنواع الأدب ويجب أن تختص بكل الخصائص التي تجعلها أدبًا، منتقدا حال المقالات التي أصبحت تعرض الأفكار بشكل مباشر وتهمش الأسلوب الأدبي، بينما من المفترض أن تكون فكرتها غير مباشرة لأن الفكرة المباشرة هى نوع من الظهور الفاقع المسلوب الفنية.
وأضاف أن المقالة عمرها من عمر الأدب العربي كله، وكانت تُعرف في العصور السابقة بالمقامة والرسائل، لكنها تطورت بتطور العصور فأخذت صورة العصر الحالي في شكل "مقال" له سماته الفنية.
ورأى أن المقالة لابد أن ترتكز في البداية على الجزئيات العابرة دون الظواهر والأفكار الواضحة للجميع، وأوضح " كثيرا ما أراعي أن تكون مقالاتي مقالات فنية، على الكاتب أن ينمى الفكرة أثناء سرد المقال لكن ليس بطريقة النقل المنطقى بل انتقال أساسه تداعي المعاني دون أن يحس القاريء بمفاجأة تؤذيه، فالانزلاق بخفة حرفة فنية ضرورية.
واعتبر أن المقالة تستوجب ظهور لذاتية الكاتب ومن هنا جاءت كلمة الأسلوب وجاءت عبارة "الأسلوب هو الرجل"، فكلمة الأسلوب مشتقة من سلب، بمعنى إذا عرف الكاتب كيف يسلب من نفسه سرها، كان إنسان صاحب أسلوب، قادر على أن يضع نفسه على الورق فتستطيع أن تعرف شخصيته وأسلوبه.
وأضاف "أنا أكتب مقالاتي دفعة واحدة على ثمان ساعات، هذا غير وقت التفكير في المقال، والتفاصيل تأتى أثناء الكتابة بقوة التداعي، والفكرة التي ألمح فيها خصوبة أجلس بجلسة واحدة وأنهيها".
