«خوارزمية حلمي».. «الدستور» تحاور أول عالم يكتشف علاجًا لسرطان الجلد
"خوارزمية حلمي"، ذلك كان اسم البحث العلمي الذي قدمه أحد أطباء الجراحة في مصر، اكتشف من خلاله طريقة جديدة لعلاج سرطان الجلد، بل قدم العديد من الأبحاث العلمية التي يمكن الاستفادة منها في أركان المجال الطبي كافة، و"خوارزمية" تعني مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما.
وفي رحلة "الدستور"، التقينا بالدكتور ياسر حلمي، استشاري جراحات التجميل والليزر وأستاذ مساعد بجامعة الأزهر، داخل عيادته الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، للحديث معه بشأن البحث العلمي الذي نفذه خلال الفترة الماضية، مكتشفًا منه علاج فوري لسرطان الجلد بالوجه، ومدى تطبيق هذا البحث على أرض الواقع.
"حلمي" في حواره مع "الدستور"، أشار إلى بعض الطرق التي يمكن إدخالها في المجال الطبي، حتى تساعد في حل أزمة الصحة في مصر نهائيًا، مؤكدًا أن هذه الطرق لن تعوقها وسائل مادية كبيرة، بل تتطلب وسائل إلكترونية تستخدمها جميع الدول الأوروبية، وإلى نص الحوار..
في البداية، ما فكرة البحث التي اكتشفت منها هذه الطريقة؟
بدأنا العمل على البحث بدراسات تحليلية نُفذت على الحالات المصابة بمرض سرطان الجلد، ومن خلال طرق العلاج استطعنا وضع خوارزمية لتحديد مساحة السرطان في الجلد حتى يكون الأمر بسيط بالنسبة إلى الطبيب الذي يُجري العملية، وهذه الطرق تُعد من أهم اكتشافات الأبحاث العلمية لمساعدة الجراحين في التعامل مع سرطان الجلد.
ما الوسائل التي اعتمدت عليها خلال رحلة بحثك؟
في البداية قمت بمراجعة لجميع الحالات الجراحية التي مرت علينا، والطرق المستخدمة في علاجها مع مقارنة النتائج التي حصلنا عليها، فكان الجزء الأساسي من البحث هو إعادة بناء الوجه بعد استئصال سرطان الجلد منه، ودراسة المخرجات الجمالية والوظيفية، ومن هذه الدراسة استطعنا تحديد الخوارزمية التي ستضيف كثيرًا في المجال الطبي، وعلاج سرطان الجلد بالوجه.
ما تفاصيل علاج مريض سرطان الجلد بهذه الطريقة؟
العلاج يبدأ عند الحصول على عينة من السرطان وتشخيصه جيدًا حتى نستطيع تحديد نوعه بدقة، فإذا كانت مساحة السرطان (2 × 3 سم) يمكن غلق الجرح مباشرة في هذه الحالة بالغرز الجراحية، وإذا كانت مساحته أكبر من ذلك يتطلب إعادة بناء أنسجة.
ونبحث أولًا عن الحالة الموضعية للجرح للتأكد من عدم وجود غضاريف أو عضم مكشوف، والتأكد أيضًا من عدم وجود تضمن للخلايا السرطانية في أحد الزوايا الرئيسية مثل زاوية الأنف أو العين.
ونعمل أيضًا على مراعاة الجانب الجمالي بالنسبة للوجه بعد معالجته، فيجب التأكد من عدم تغيير لون الرقعة التي أقوم بوضعها داخل الجلد، لأن في حالات الترقيع بعد العمليات الجراحة يوجد احتمالية لحدوث نوع من التشوه مثل تغيير لون الجلد الطبيعي إلى اللون الفاتح أو الغامق الشديد.
كيف سيساعد هذا البحث الأطباء في التعامل مع الحالات المصابة بسرطان الجلد؟
فكرة الخوارزمية هي توضيح الحالة بشكل كلي إلى الطبيب الجراح بعد تشخيصها، فإذا توافرت معه جميع الشروط السابقة أثناء تنفيذه للعملية، يمكنه وضع رقعة صغيرة لها عدة أنواع، وتختلف من كونها رقعة كبيرة أو صغيرة، وإذا اختل أي شرط من هذه الشروط نعمل على وضع شريحة، وهي الحصول على نسيج آخر من الجسم بالتغذية الدموية والأعصاب التي بداخله، وننقله إلى المكان المُصاب، ومنها عدة أنواع مثل الشريحة الموضعية والشريحة الحرة باستخدام الميكروسكوب.
الأمر لم يكن هين في تنفيذه..ما هي المشاكل التي تغلبت عليها للانتهاء من البحث؟
المشكلة الرئيسية التي تواجه الباحث أو العالم أثناء تنفيذ بحثه العلمي هي دراسة المعلومات بطريقة جيدة تجعلك قادرًا على فهمها وتحليلها، لذلك جميع الجامعات المهتمة بالأبحاث العلمية تعمل على توفير برامج تدريبية ومحاضرات لتعليم خطوات البحث من الألف إلى الياء، ومن أهم الخطوات التي كانت تشغل تفكيري دومًا هي القدرة على تحليل المعلومات للخروج منها بمسار معين له أهداف واضحة تفيد أي طبيب يعمل على طريقة العلاج من بعدي.
الأبحاث العلمية غالبًا ما تحتاج إلى وسائل مادية كبيرة..هل واجهت عوائق مادية أثناء تنفيذك للبحث؟
في هذا البحث خصيصًا لم اعتمد على تمويل مادي بقدر اعتمادي على تحليل وعمل عقلي، لكن هناك أبحاث علمية أخرى تحتاج إلى وسائل مادية عدة للإنفاق على المعدات والأجهزة الطبية اللازمة في تنفيذ البحث عمليًا، وتوفير المواد الخام، فالوسائل المادية تُعد من أهم الوسائل التي يجب توافرها في تنفيذ البحث على أرض الواقع، خاصة في مرحلة نشره التي تتطلب مبلغ مالي كبير في بعض الأحيان، فهناك مجلات علمية تقوم على نشر الأبحاث مجانًا، وهناك مجلات تطلب آلاف من الدولارات مقابل النشر.
خريج كلية طب الأزهر بتقدير امتياز..كيف احتفت بك جامعة الأزهر بعد نشر البحث؟
جامعة الأزهر مشكورة أعلنت في بيان رسمي عبر مركزها الإعلامي عن البحث العلمي الذي قمت بإعداده حول اكتشاف طريقة جديدة لعلاج السرطان، وتواصل معي فضيلة الشيخ إمام الأزهر ليبلغني تحياته، ورئيس الجامعة أيضًا أرسل إلى كلمات التهنئة حول نجاح البحث، وأعلنوا أيضًا عن إعداد تكريم خاص بي في مجلس الجامعة القادم على مجمل النشاط العلمي الذي أقدمه في المجال الطبي.
ما مدى تطبيق هذه الطريقة المبتكرة لعلاج سرطان الجلد على أرض الواقع؟
في حالة تطبيق البحث داخل المستشفيات والعيادات نحتاج إلى دعم كبير من قبل المؤسسات القومية، فهناك مشاكل عدة تواجه البحث العلمي في مصر لا يجب أن تمنع الباحثين والأطباء من العمل على اكتشافات جديدة، ونشرها في أفضل المجلات العلمية والعالمية.
برأيك هل هناك أمل في تطوير البحث العلمي من قبل العلماء والباحثين في مصر؟
أهم خطوة لتطوير البحث العلمي في مصر هو التسجيل الطبي، فيجب توافر جميع المعلومات البيانات عن أي حالة مرضية تدخل المستشفى بداية من تشخيصه ودخوله الطوارئ حتى خروجه منها، كونه البنك الذي تجمع من خلاله المعلومات.
من المفترض أيضًا الاهتمام بالمعامل الطبية وتحديثها، وتحسين أحوال الباحثين المادية والمعنوية، فهذا البرنامج يمكن أيضًا معرفة تراجع المعدل السرطاني في الوجه بالتفصيل مما يساعد في حل الأزمة سريعًا.
ما هي الشروط المطلوب توافرها لإجراء بحث علمي بنتيجة فعالة؟
البحث العلمي الناجح يحتاج إلى مثابرة وخبرة علمية جيدة من قبل الباحثين، وأدوات معينة يتم استخدامها خلال رحلة البحث بطريقة الإحصاءيات، وهناك محور أساسي يجب وضعه قبل العمل على أي بحث علمي وهو تواجد سؤال يمكن للباحث الإجابة عليه مثل "هل يوجد احتمالية لوضع خوارزمية في علاج سرطان الجلد؟"، والإجابة تكون نعم أستطيع من خلال تحليل النتائج بصورة معينة، ووضع مقاييس محددة خلال هذه الرحلة.
لماذا يجب تطبيق نظام التسجيل الإلكتروني داخل المستشفيات والمراكز الصحية؟
التسجيل الإلكتروني في المستشفيات هو ما ينقصنا حتى نستطيع حل أزمة الصحة في مصر بشكل نهائي وبلا رجعة، فهذا النظام تعمل به جميع الدول الأوروبية ورغم ذلك لم يُطبق داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة في مصر، فالأطباء في الدول الأوروبية والأمريكية يمكنهم تجميع كل البيانات التي يستخدموها في أبحاثهم من خلال مفاتيح كلمات معينة تكون مسجلة على الحاسب الآلي من خلال هذا النظام الإلكتروني.
ما الذي يعوق الباحثين والعلماء في مصر من اكتشاف أبحاث جديدة؟
من أبرز العوائق أنهم في حاجة إلى توافر الماديات حتى يتمكنوا من نشر أبحاثهم في المجلات العالمية، فهذه المجلات تطلب مبلغ مالي قدره 2000 دولار على أقل تقدير، لكن النشر بها يُعد عنصر أساسي كونها تساعد على ترتيب الجامعات المصرية عالميًا، بالإضافة إلى عامل التأثير القوي الذي ينتج بعد النشر من خلالها.
قدمت أكثر من 27 بحث خلال رحلتك العلمية..ما هي أبرز اكتشفاتك العالمية بخلاف سرطان الجلد؟
نشرت العديد من الأبحاث العلمية في الجمعية الأمريكية للجراحة والتجميل، كان أبرزهم بحث "التقسيم الجيني لأنواع الجلد" ويُعد من أهم الأجزاء التي يجب تطبيقها للاستفادة منه في علاج السرطان، وبحث "تفتيت الدهون"، عن كيفية تفتيت الكتلات الدهنية حيث تكون فعالة للغاية وآمنة في ذات الوقت، وتعتبر هذه الجزئية الأولى من نوعها عالميًا على مستوى تفكير الباحثين.
بحث "تقسيم الجلد" يمثل لك الكثير..ماذا اكتشفت من خلال هذا البحث العلمي؟
عملت على تطبيق أبحاث جديدة تكون عكس أبحاث العالم الألماني "باتريك" التي أجراها في عام 1901، وعمل حينها على تقسيم الجلد إلى ستة أنواع بناءً على دراسات العنصر البيولوجي وتحليل العظام التي ظهرت في آخر 10 سنوات، وأوضحت أن الإنسان خُلق في الشرق وليس في الغرب، لهذا السبب كان بشرة الإنسان سوداء حتى يستطيع تحمل درجات الحرارة الشديدة وأشعة الشمس مما لا يُصيبه بالسرطان.
وفي الوقت الذي هاجر فيه الإنسان من الشرق إلى الغرب حيث الشمس الغائمة والإضاءة الخفيفة، حدث طفرة جينية في مكونات الجسم حتى يتمكن من إنتاج فيتامين د من أقل ضوء، لأنه في حالة عدم إنتاج فيتامين "د" يُصاب بالكساح ولين العظام على الفور، فكانت قدرة الله هي حدوث تلك الطفرة الجينية للإنسان عند الهجرة للتكيف مع كافة الأوضاع.
هل استخدمت طريقة معينة في بحث "تقسيم الجلد"؟
تعمدت خلال هذا البحث عكس رؤية العالم "باتريك" الذي قال أن أول نوع من جلد الإنسان هو اللون الأبيض للغاية، والنوع الأخير هو الأسود للغاية، وكانت هذه هي فكرة البحث الذي قدمته في الجمعية الأمريكية حين قلبت الأوضاع واكتشفت أن اللون الأول للجلد هو اللون الأسود للغاية، لتكون فائدة البحث في مجال الأبحاث السرطانية حين نعلم محاور كل جين التمكن مع معالجة الأمراض المانعة في الجلد والأمراض السرطانية أيضًا.