رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمهورية مصر العربية والمسار الإفريقى


عندما تم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 م، كان المؤسسون يدركون أن هذا التأسيس لن يتوقف عند هذا الحد التأسيسى، وأن مستقبلًا ينتظر هذا الكيان، وأُسُس هذا المستقبل هي الأهداف التي بنيت عليها منظمة الوحدة الإفريقية التي بذلت جمهورية مصر العربية دورًا بارزًا في تأسيسها من خلال الزعيم الخالد الراحل جمال عبدالناصر ورفاقه الأفارقة.

توالت الأحداث على الأمة وزادت وتيرة العدوان الغربي على مصر بعد ذلك بشكل كبير لإبعادها عن دورها المهم تجاه القارة، فكان العدوان الثلاثي والعديد من المؤامرات، وبعد الثورة الليبية عام 1969 اندمجت السياسات الليبية مع السياسات المصرية، وهي في حقيقة الأمر نتيجة نضال وكفاح الأمة الذي تجسد في مصر جمال عبدالناصر والذي كان الأساس للبناء الفكري لكل الشعب الليبي منذ انطلاق ثورة 1952 وحتى يومنا هذا، استمرت السياسات الليبية وشاركت ليبيا مع أشقائها في حرب العبور المجيدة حرب أكتوبر عام 1973 وانتصرت الأمة.

وباتجاه القيادة الليبية المتمثلة في العقيد الراحل معمر القذافي نحو القارة الإفريقية، استكمالًا لدور مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية، تم تأسيس الاتحاد الإفريقي فتعرضت ليبيا إلى هجمة شرسة كالتي تعرضت لها مصر عبدالناصر بعد تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، بما سمي الربيع العربي الذي بني على أسس الجماعات الإرهابية في ليبيا ومصر وتونس.

ومن خلال نتائج ما حدث عام 2011 يتأكد لنا خصوصًا بعد ما فرضته وحدة الدم والمصير نفسها على الشعبين الشقيقين الليبي والمصري خلال خدعة ما سمى "الربيع العربي الإخواني، أنه لا بد ومن خلال الدور الذي بدأت تقوده جمهورية مصر من خلال الرئيس عبدالفتاح السيسي، حفظه الله، وما تحققه القوات المسلحة العربية الليبية من انتصارات لا بد من المحافظة عليها، وهي انتصارات مشتركة للشعبين المصري والليبي بتعاونهما المشترك أمنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

لابد من توسيع الأنشطة ثقافيًا وإعلاميًا وهذا مهم جدًا جدًا لخلق برامج إعلامية مدروسة ترتقي بمستوى فكر مثقف المستقبل ، وللنطاق الإقليمي لدول المنطقة ضد الإرهاب ومن يدعمه من قطريين وأتراك ، لابد من تفعيل العمل المصري الليبي تجاه المسار الإفريقي، خصوصا دول الساحل والصحراء ، فما يحاك للعرب في شمال إفريقيا خطير جدًا في سياسات بعيدة المدى يتم خلق سبل الاحتقان لها اليوم حتى تحين ساعة الصفر لتحقيقها.

كما حانت ساعة الصفر لما سمى الربيع العربي وتحقق لدمار دولنا، وهو مرحلة مسبقة للمرحلة الأخرى التى أحذر منها، وهي شديدة الخطورة على عرب شمال إفريقيا مسلمين وغير مسلمين.

لابد من العودة إلى الشخصيات الليبية والمصرية التي كانت قريبة جدًا من المشهد في تأسيس الاتحاد الإفريقي وربطها من خلال لجان اتصال مع الدول الإفريقية المهتمة بجدية الاتحاد، وذلك يكون برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي كونه رئيس جمهورية مصر العربية، ليتم وضع أولويات العمل للدفع بعجلة استكمال مسار هذا الاتحاد العظيم.