رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. محطات من حياة الشاعر فاروق شوشة

الشاعر الراحل فاروق
الشاعر الراحل فاروق شوشة

تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر والإذاعي الكبير فاروق شوشة، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2016.

وكان "شوشة" قد أجرى الكثير من الحوارات ومنها حوار أجرته سارة لصالح إحدى المجلات العربية عام 1986، وفي الحوار تحدث "شوشة" عن نفسه ونشأته في قرية الشعراء بمحافظة دمياط، وعن سبب تسمية قرية الشعراء بهذا الاسم يقول شوشة: "يرجع اسم القرية إلى الحروب الصليبية، وقتها كانت دمياط مدخلًا رئيسيًا لجيوش الفرنجة، وفي موقع قريته كان يعسكر شعراء الربابة لإثارة حماس الجنود".

وعن وباء الكوليرا الذي أصاب مصر في أربعينيات القرن الماضي، قال "شوشة": "كان أبي معلمًا بالمرحلة الابتدائية، وفي صيف عام 1948، اجتاح وباء الكوليرا مصر، ومنعت من الخروج من البيت لمدة ثلاث شهور، وحينها بدأت أمسك بالكتب وأتصفح فيها، والكثير من أعداد مجلة الرسالة والشوقيات".

ولأن "شوشة" حفظ القرآن صغيرا فقد أفاده هذا بشكل كبير جدا حين بدأ ينظم الشعر، سواء من طريقة نطقه للحروف ومخارجها، أو ضبط الكلمة لغويا، يقول "شوشة": "أنا مدين للغة القرآن بشيئين، أولهما أن كثيرًا من كلمات المعجم القرآني التي ترددت بعد ذلك في الإطار المدرسي أو الثقافي العام أصبحت مألوفة، وربما كانت مدخلًا لتذوقي الشعر الجاهلي، وأن جهازي الصوتي تدرب منذ وقت مبكر على أن أي كلمة لم تشكل عائقًا في النطق، أو الإعراب أو الضبط الصوتي والأدائي".

لم يكن هذا هو السبب الوحيد لاتجاهه للشعر صغيرا، فبالتأكيد هناك عدة أسباب منها، حيث كان "شوشة" في أيام رمضان يسمع في المقاهي لشعراء الربابة والسير الشعبية، وكان هذا هو التأثر الأول، حيث قاده إلى قراءات مبكرة في السير الشعبية، والبحث في أصولها.

كما تحدث "شوشة"، خلال الحوار الذي أجراه مع إحدى المجلات العربية، عن أول قصة حب في حياته، قائلا: "أنا مدين لأول قصة عاطفية في حياتي، كانت استحضارا لهدف بشري جميل هو الصوت الآخر الذي يضيق عالم القرية على أن يوفره لي، هذا الصوت دفعني للانشغال بفكرة أن تحققي شعريا من شأنه أن يوصل هذا الخفق المتوهج لمن أحببتها".

وتابع: "لذلك طبعت في المرحلة الثانوية مسرحية على نفقة المدرسة وليس لأنها مسرحية ولكن لأضمن في الكتاب خمس قصائد مكتوبة إلى الحبيبة، وأهدي أباها العمدة نسخة من هذا الكتاب، هذه التجربة كانت البداية التي جعلتني أربط بين الكلمات الشعرية والإنسان، ولم يكن الشعر عندي مرادفا لتجارب متخيلة، أو بحثا عن نموذج بشري غير متحقق".