رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"التهمت بالكامل".. التفاصيل الكاملة لحريق كنيسة مارجرجس بحلوان

جريدة الدستور

أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على لسان متحدثها الرسمي القس بولس حليم، نشوب حريق بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، بشرق حلوان.

وقالت الكنيسة في بيان صدر من خلال مركزها الإعلامي، إنه نشب حريق بكنيسة الشهيد مارجرجس بشرق حلوان التابعة لإيبارشية حلوان والمعصرة، وتسبب الحريق فى إلحاق أضرار بمبنى الكنيسة ولم يصب أي شخص من جراء الحادث، تولت قوات الدفاع المدني عملية السيطرة على الحريق.

البداية
عادل فايز، شاب عشريني، شاهد عيان، قال لـ "الدستور" إنه بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة من مساء أمس الأحد، لاحظ وزملاؤه وجود حريق ناحية منارة كنيسة مارجرجس المجاورة للحديقة اليابانية بحلوان، إذ كانوا يمارسون هواية كرة القدم بالملعب المجاور للكنيسة كذلك، وباتجاههم إلى هناك فوجئوا بالتهام ألسنة النيران محتويات الكنيستين الكبرى والصغرى.

وأشار "فايز" إلى أن قوات الحماية المدنية وصلت على دفعتين، الأولى بدأت مع اللحظات الأولى للحريق، إلا أن ألسنة اللهب تمكنت من السيطرة على الكنيسة داخليا نظرًا لأن الكنيسة من الداخل تعتمد على البناء الخشبي فحتى السقف الهرمي للكنيسة يعتمد بالكامل على البناء الخشبي بالإضافة إلى الأشجار المحيطة بالكنيسة والتي ساعدت في ذلك.

وأوضح "فايز" أن قوات الحماية المدنية تكاتفت لإخماد الحريق إلا أن أحدهم سقط من أعلى الكنيسة ونقل إلى المستشفى.

وقال منير مجدي ومايكل سمير، من شهود العيان، لـ "الدستور" إن المرحلة الثانية من قوات الحماية المدنية وصلت بين العاشرة والعاشرة والنصف، واستكملت إطفاء الهيكل الداخلي والكنيسة الصغرى وبقية الجوانب.

وأكد كلاهما أن "عم صلاح" حارس الكنيسة كان أول من لاحظ الحريق وخرج وهو يناجي الله مبادرًا بإخراج أسطوانات الغاز إلى الخارج مما هون من حجم الخسائر.

سبب الحريق
لم تعلن الجهات المختصة حتى الآن عن سبب الحريق، إلا أنه من المقرر أن يتم الاطلاع على تفريغ الكاميرات الموجودة بالكنيسة بالتنسيق مع رعاتها، لإعلان إذ ما كان هناك شبهات جنائية أم أن الأمر اندلع عقب ماس كهربائي.

الخسائر
تمكنت "الدستور" من زيارة الكنيسة وقت الحادث، والتقاط بضعة صور للكنيسة عقب الحريق، مما اتضح أن الكنيسة داخليا التهمت بالكامل، ويبدأ الأمر بالبوابة الرئيسية والمقاعد والايقونات والحوائط الخشبية وكذلك السقف الهرمي الذي كان يعتمد بأكمله على الخشب، بالإضافة الى الخورس الخاص بالشمامسة ورجال الدين والهياكل الداخلية، والستائر وغرف المناولة والكنيسة الصغرى كذلك.

وما تم إنقاذه "قطعة من صليب المسيح وفتيله من الكفن وأجساد القديسين"، إلا أنه تم إنقاذ عدد من الكتب المقدسة وأواني المذبح وكذلك لوح الشريعة، كما يشار إلى أن مزار أجساد القديسين لا يزال سليما بأكمله بما فيه رفات القديسين.

ويشار إلى أن مزار الكنيسة يشتمل على رقاقة من صليب المسيح وفتيلة من كفن السيد المسيح كانت قد استقبلتها الكنيسة منذ سنوات عدة في احتفال كبير.

الحالة العامة
مع اللحظات الأولى للحادث التف عدد كبير من كهنة الإيبارشية، حول القمص أندراوس عزمي راعي الكنيسة، وجاء على رأسهم القمص إبرام ميخائيل وكيل مطرانية حلوان والمعصرة وراعي كنيسة السيدة العذراء بوادى حوف، كما تابع الأنبا بيسنتي أسقف الإيبارشية الأمر لحظيا مع كافة الرعاة الموجودين.

وجاء على رأس الآباء المشاركين بالحضور القس روفائيل ميخائيل راعي كنيسة الملاك بالمعصرة، القس متاؤس عياد راعي كنيسة الأنبا أنطونيوس بأطلس، القس نوفير سمير راعي كنيسة الآباء الرسل والأنبا كاراس السائح بالمشروع الأمريكي، القس أرسانيوس جابر راعي كنيسة أبي سيفين بالمشروع الأمريكي، القس توماس نبيل راعي كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بغرب حلوان، والتي كانت قد تعرضت لاعتداء إرهابي مسبقا، والقس شنودة ماهر، والقس دافيد نبيل، والقس اسطفانوس سمير رعاة كاتدرائية العذراء مريم بحلوان، والقس أنطونيوس فارس راعي كنيسة السيدة العذراء والملاك غبريال والقديس بشنونة بمنشأة جمال عبد الناصر، والقس إيليا رشدي راعي كنيسة الأنبا بولا بامتداد 15 مايو، وغيرهم من رعاة كنائس حلوان والمعصرة.

خلفية
كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للأقباط الأرثوذكس بحلوان، هي إحدى أقدم كنائس حلوان، وحصلت الدستور على صورة للكنيسة عام 1915، وكانت في أوجها مما يدل على أنها قد بنيت قبيل تلك الفترة.

وتعتبر الكنيسة هي الوحيد تقريبا التي تجمع في طرازها المعماري بين شكلين تبنى الكنائس عموما على احدها الأول هو فلك نوح والثاني هو الصليب حيث جمعت الكنيسة بين الشكلين في ان واحد فهي في مظهرها الخارجي على شكل فلك نوح وفي تقسيمها الداخلي على شكل صليب.

وتعتبر الكنيسة من أكبر الكنائس التي تهتم بأخوة الرب والفقراء والمساكين، حيث خصص القمص أندراوس عزمي راعي الكنيسة يوم الثلاثاء أسبوعيا لخدمة المساكين والفقراء، حيث يبدأ اليوم بالقداس الإلهي ثم كلمة روحية ثم بحث احتياجات الأسر.

وأنشأت الكنيسة الجالية الألمانية في مصر، في نهاية الطرف الشمالي الشرقي من مدينة حلوان، في عام ١٨٩٨، واستمرت الخدمة بها حتى قيام الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ – ١٩١٨).

وعانت الكنيسة من الإغلاق وأهملت لعقود من السنين عقب هزيمة الألمان وانتهاء الحرب العالمية الأولى، إلا أن المتنيح الأنبا بولس، أسقف حلوان والمعصرة الراحل، قد قام بشرائها من المسئولين الألمان في عام 1971، بالإضافة إلي الأرض الفضاء التي كانت حولها بمبلغ يقرب من ثلاثة آلاف من الجنيهات وقتها.

كما قام الراحل الأنبا بولس، أسقف حلوان والمعصرة، بتجديد مباني الكنيسة بعد شرائها، وتم تدشينها علي اسم الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، وظلت الخدمة بها وإقامة الصلوات فيها على مدار ثمانية وأربعين عامًا إلى أن طالها الحريق أمس.