رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حمدى" يرث مهنة أباءه وأجداده فى صناعة الفخار

حمدي صالح
حمدي صالح

على باب ورشة يضئها نور الشمس، فلا سبيل لنور أخر غيره، يجلس "حمدي صالح" على كرسيه الخشبي، وأمامه طربيزة من الخشب يحمل عليها، بيده اليسرى يمسك عجينة من الفخار تم تشيكلها في شكلها النهائي، وبيده اليُمنى يمسك أداة حادة تشبه المقص مصنوعة خصيصًا لتساعده على أداء دوره، وهو وضع اللمسات الأخيرة للقطعة المنحوتة بين يديه.

نشأ "حمدي" على مهنة واحدة من والده لا يعرف غيرها، ولا يريد أن يمتهن حرفة أخرى، وهي تشكيل عجينة الفخار، في شكلها النهائي المتميز، بأشكال ديكورية مختلفة، تعلم مهنته من والده منذ عشرات السنوات، عندما كان يذهب معه للعمل في ورشتهم الخاصة، وبعد وفاة والده أجبرته الظروف علي بيع الورشة، وبعد في العمل في الورش الأخرى.

اثنين وثلاثين عامًا هو عمر "حمدي"، لم يتعلم أو يعطي للتعليم أهمية بعد أن خرج من المدرسة، وهو في صفه الخامس الابتدائي، فظروف منزله وأسرته المكونة من 6 غيره، كان لابد له أن يساعد والده في عمله، ويصبح عونًا له.

من الساعة 12 ظهرًا مع ظهور الشمس بكامل قوتها وحتى تختفي من المكان الذي يجلس فيه، هو وقت العمل الذي يستغرقه "حمدي" يوميًا.

يقول حمدي: "البيع مش بقى زي الأول، والشغلانة بقى بيقل الاهتمام بيها، بس أنا مش بيبع أنا شغلتي تشكيل، بس البيع طبعًا بيأثر علينا، وإن كان صاحب الورشة بيديني أجرتي كلها، وبيتحمل هو المكسب أو الخسارة، ما هو عارف أننا بنجري على عيال وأهل، وأنا عندي طفلين، وربنا بيكرم بقرش من هنا أو هنا".