رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفقي: الهزيمة ليست شيئًا مستحقًا لبلد عريق عظيم مثل مصر

جريدة الدستور

قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن مصر الصامدة الواقفة على قدميها حظيت في تلك الفترة بمساندة دبلوماسية من الدول الصديقة، حيث جرت مداولات الوضع في الأمم المتحدة بشكل يؤكد أن العالم يرى أن الهزيمة ليست شيئا مستحقا لبلد عريق عظيم مثل مصر.

وأضاف الفقي، في كلمته، "تحضرني صورة تاريخية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما انسحب من إحدى جلسات مؤتمر دولي كبير، حينما بدأ المندوب الإسرائيلي في الحديث، حيث خرج وراءه مندوبو 124 دولة".

وتابع "علق الرئيس الأمريكي وقتها قائلا، إن عبد الناصر يحكم أكثر من نصف العالم، فهذه كانت صورة مصر في ذلك الوقت، إلى أن جاء الرئيس السادات، وهو رجل دولة بطراز رفيع، لا بد أن نعترف له بالفضل، وصاحب رؤية شاملة وقدرة على استشراف المستقبل بشكل غير مسبوق في تاريخنا لا نكاد نرى مثيلا له في الرؤية الشاملة إلا محمد علي من قبله".

وأوضح أن "الرئيس الراحل أنور السادات حاول في الحل السلمي مع تضافر الجهود العسكرية لتذليل كل العقبات، ولكن القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، كانتا قد اتفقتا على تجميد الموقف في الشرق الأوسط بموافقة كل من بريجنيف ونيكسون، ولذلك أعلن السادات في 11 مايو عام 1971 مبادرته التي تحوي قبول السلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 ولكن إسرائيل رفضت العرض كالمعتاد".

وأشار إلى أن "اتفاق القوتين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، جاء لتجميد الموقف في الشرق الأوسط، والحفاظ على الوضع الراهن، ولذلك اتصفت هذه الفترة بأنها فترة اللاسلم واللا حرب، ولكن كانت الثقة لدى المصريين، هي العاصم الحقيقي أمام كل هذه الاهتزازات، فالمصري لم يفقد ثقته في نفسه ولا قيادته ففشلت كل المحاولات لإحباطه وإسقاطه".

وقال الفقي "كان على الرئيس السادات في هذا الوقت أن يتخذ موقفا جسورا، فكان العبور العظيم يوم 6 أكتوبر بعد مشاهد رائعة، مثل إغراق المدمرة إيلات، أسبوع تساقط الطائرات الفانتوم فوق سيناء، عمليات العبور اليومية للضباط المصريين الفدائيين، واستشهاد الكثير وراء خطوط العدو".

وأكد أن العبور العظيم كان بمثابة ختام لحرب الاستنزاف، وهي حرب مجيدة، ربما لم تأخذ حظها من الدراسة الكافية، ولكن القوات المسلحة تسعى لإبراز الجوانب الإيجابية لتلك الحرب، والتي جعلت مصر منارة أمام الجميع ونبراسا للكل.

واختتم الفقي كلمته قائلا: "إن الشعب الذي عبر من الهزيمة إلى النصر، ومن الفوضى إلى الأمان، قادر على أن يعبر كل الصعاب التي تقف في طريقه، ومواجهة الكيدية السياسية دوليا وإقليميا، ومواجهة العقبات التي تلوح أمامه، لأنه شعب أبي عريق علم الدنيا في فجر الحضارة، وهو عصي على الانكسار مهما كانت المؤامرات والضغوط والمكائد، ويثق ثقة مطلقة في قيادته، ويرى أن هذه القيادة تمضي على الطريق الصحيح، برغم كل المعاناة والمكائد والمصاعب والمشكلات"، وشدد على أننا "سننتصر على الإرهاب ونبني الدولة الحديثة، لأن الله حفظ مصر منذ الأزل وسوف يحفظها إلى الأبد".