رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ديفيد كوبر فيلد.. السعادة هى أعظم النتائج لمقاومة التعاسة

جريدة الدستور

ولد ديفيد كوبر فيلد فى مدينة بلاند رستون الإنجليزيه وحيدا، مات أبوه بعد أيام قليلة من ولادته، أمه إمرأة ضعيفة، تخشى كل شئ من حولها، يقلقها صرير الباب ومواء القطط وعواء الكلاب وضجيج الصمت. خادمتها ‘‘بيجوتى’’ تعينها على قضاء حوائج البيت ورعاية ‘‘ديفيد’’.

طلبت الأم من ‘‘ديفيد’’ أن يذهب مع ‘‘بيجوتى’’ الى مدينة ‘‘يارموت’’ المطلة على البحر ليتعرف على أقاربها فأحب ‘‘اميلى’’ تلك الطفلة الفقيرة التى تقاربه فى العمر، والتى لم تتجاوز السنوات الخمس.

كان أهل ‘‘يارموت‘‘ فقراء ولكنهم أغنياء بالعفة والقناعة والحب.. انقضت الرحلة وعاد ‘‘ديفيد’’ ومربيته إلى المنزل، ليجد رجلا فى البيت هو‘‘ مستر مورد ستون’’ هو زوج والدته..

كان قاسيا معه إلى أبعد حد، لقد كانت قسوته بقدر لين زوجته، ومن هنا بدأت رحلة العذاب.. فى كل يوم يوقفه لمراجعة دروسه وإن أخطأ الطفل فلابد من العذاب الأليم، ومن المؤكد أن ‘‘ديفيد’’ كان يخطئ، لأنه لابد وأن يخطئ، بسبب هذا العنف الذى وصل لدرجة أن هذا الغبى كان يركله بقدميه.

تمر الأيام والأم تذداد شحوبا وضعفا، ولم يكتفى هذا الزوج المتغطرس بذلك بل أتى بشقيقته، لتكون كبيرة الدار على أهله، تسب وتلعن وتضرب أحيانا.

شهور مرت ثقيلة كالرحى على ‘‘ديفيد’’ ووالدته وخادمتهما، يهانون دون مقاومة، ويعذبون دون القدرة على التأوه.

ليس هذا فقط لكن الزوج قرر ابعاد ‘‘ديفيد’’ عن المنزل بل عن المدينة بأسرها فأرسله إلى إحدى المدن البعيدة بحجة الدراسة.

سافر ديفيد محملا بالأوجاع.. اجتهد فى دراسته وانقضى العام، ثم عاد ألى بيته المغتصب من قبل ذاك الفاجر. كان مجيئه فقط لرؤية والدته، لكنه سرعان ما عاد مرة أخرى.

لقد ماتت والدته بحسرتها. ذهب إلى خالته التى كانت تغار من والدته، يتقدم خطوة ويرجع خطوة، حيث كان فى مخيلته أنها ستطرده من بيتها، لكنها احتضنته.. ربما لأنه صار بلا أم وهى بلا ابن.. عاش معها وزوجها المريض بالفصام، والذى كان يرسل خطابات إلى الملوك والقضاه ويطيرها فى الهواء.. مرت الأيام وكبر ديفيد وتفوق فى دراسته والتقى إميلى مرة أخرى ليستنشق عبير الحياة.
تمت



قصة عن رواية ديفيد كوبر فيلد للكاتب الانجليزى.. تشارلز ديكينز