رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشير مفتى: الكتابة بالنسبة لى صارت قدرًا لا مفر منه

بشير مفتي
بشير مفتي

بالتعاون مع منشورات الاختلاف وضفاف٬ صدرت حديثا٬ رواية "وحيدا في الليل" للروائي الجزائري بشير مفتي.

وبحسب "بشير" الرواية لا تقوم على موضوع محدد، وربما هي كمجمل رواياتي يمكن أن يكون لها موضوع أساس، لكن بصراحة لا أعرف ما هو بالضبط ؟ ومن يقرأ الرواية سيعرف وحده ما هو الموضوع الأساس الذي يخلص إليه بنفسه: هل هو الخوف؟ الصداقة؟ لماذا تفعل بنا الحياة ما تريد أم نحن نفعل بحياتنا ما نريد ثم عندما تكون النتيجة سيئة نربطها بالظروف والأقدار وغيرها من المبررات.

لا أفكر في الكتابة على أنها جملة من الأجوبة الجاهزة التي يقدمها كاتب حكيم خبر الحياة وقرأ المئات من الكتب وصار بإمكانه أن يقول شيئا عن الحياة المرئية وحتى تلك التي لا نبصرها ونكتفي بما نحسه به نحوها.

الكاتب يكتب لأنه لا يعرف الإجابة ولأنه شديد الولع بطرح الأسئلة التي قد تزعج القارئ العام الذي يبحث في النص عما يريحه أكثر مما يبحث عما يقلقه.

لقد تآلفت مع الكتابة بشكل ما، بطريقة تناسبني إلى حد بعيد، يعرفها بعض الأصدقاء القراء الذين لسبب أجهله يتعاطفون مع ما أكتبه، ويجدون فيه ما يلبي شغفهم، أو إلى حد يشعرون أنه يعبر عنهم، وكثير من القراء الذين يراسلوني يؤكدون لي هذا التعاطف، وأنا أحس بصدقهم في التعامل مع نصوصي الروائية المختلفة حتى لو رأى فيها البعض أنها تحكي ربما قصة واحدة، وتتحدث عن شخصية واحدة والحقيقة أنه حتى في القصة أو الشخصية الواحدة يمكن أن نكتب عنها عشرات الأعمال من منظورات ورؤى مختلفة.

الكتابة بالنسبة لي صارت قدرا الآن، لا مفر منه، ولم يعد يهمني ما يقال أو لا يقال، إن ما يجعلني أكتب هو بعض الإيمان أني لا أخون نفسي، ولا أخون أحدًا، وإني أصدق فكرة أن الأدب يملك في هامشه الصغير مساحة واسعة من الحلم الذي يجعل الإنسان يقاوم بنبل حتى الأخير من أجل الأشياء التي يؤمن بها.