رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكائن الأسطوري غرفين يساعد هاندكه في الفوز بنوبل 2019

جريدة الدستور

أعلنت جائزة نوبل للآداب منذ قليل فوز الكاتب بيتر هاندكه بجائزة نوبل للآداب لعام 2019، وقالت لجنة التحكيم في مسوغات فوز هاندكه، إن الكتابات المتنوعة بين الرواية والشعر والمسرح والسيناريو ساهمت بشكل بالغ في إحداث يقظة حول ما يحدث في صربيا من مآسي إنسانية، كما أنه استطاع التعبير عن تجارب إنسانية بلغة بالغة الخصوصية ملغومة بالأسى والتحدي.

وقالت لجنة جائزة نوبل، إن هاندكه يقضي إجازته في ألمانيا، ومن المقرر أن يأتي لحفل نوبل لتسلم الجائزة في ديسمبر المقبل.

يقيم بيتر هانكه في باريس منذ عام 1991، وكان قد ولد في الأصل في غرفين، المدينة المسماة على اسم الحيوان الأسطوري له جسم أسد ورأس وجناحي عقاب، وكأن هذه الرمزية الخاصة بالمدينة قد أحالت دلالاتها على الطفل الصغير الذي يتجول بجسد الأسد بشجاعة وسط معارك سياسية وثقافية وبعيني العقاب يدرك مشواره ومشروعه الأدبي الذي يتوج في النهاية بجائزة نوبل في الآداب.

عين العقاب هذه والثقة في مشروع الكتابة جعلت بيتر هاندكه يتخلى عن دراسته وعن كل التزام آخر غير التزام الكتابة من عمر أربعة عشر عاما ليصدر أول رواية له في سن السادسة عشر، وهي الرواية التي نشرتها دار سوركامب عام 1965 بعنوان "الدبابير".

كانت كتابات بيتر هاندكه تحدث جدلا منذ بدايات نشره للكتب؛ لأنها اتسمت بالجدلية والوثوق والصدامية، كما هاجم يمنة أسماء أدبية كبيرة على المشهد الألماني مثل هاينريش بول وغونترغراس.

يعيش بيتر هدنكه في حالة عزله، خاصة أن تصريحاته في الغالب ما تثير الجدل والصدام، خاصة إذا تحدث عن صربيا والذي اعتبره البعض مؤيدا لنظام ميلوسفيتش رغم أنه ينفي ذلك، وصدر له عدة كتب عن صربيا وما عاشته تحت الاجتياح الأمريكي لها منها كتابيه "العدالة لصربيا" وكتاب "عالم إجرامي وقح" ووضح فيه كم سخطه على الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي لمهاجمة صربيا واجتياحها. لكن الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك عليه أطلق عليه لقب "الوحش" حيث اتهمه بنفي التطهير العرقي الصربي.

كتب هاندكه الشعر والمسرحيات والسيناريوهات بجانب كتابة الرواية لكنه اعتبر الرواية إخلاصه الأساسي لأنه الأكثر تلاؤما مع تنفسه وإيقاعه، ورغم إخلاصه للرواية لم يتخل حتى الآن عن كتابة الشعر.

يقول هاندكه إنه مهتم بكتابة أدب بلا طريقة، انطلاقا من الحياة، فالحياة هي أفضل من يكتب القصص، كما يصف هاندكه نفسه بالملك، والأدب واللغة مملكته التي لن يعتزلها.

نال بيتر هاندكه عددا كبيرا من الجوائز الأدبية المهمة النمساوية والألمانية. من أعماله نذكر "فقدان الصورة" و"سنتي في خليج لا أحد" و"الساعة التي لم يكن الواحد منّا يعرف شيئا عن الآخر" و"الغياب" و"فن السؤال" و"الريح والبحر" و"أقيم في برج عاجي" و"قلق حارس المرمى لحظة البينالتي" و"العودة البطيئة" و"ثقل العالم" و"المرأة العسراء".