رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرّف على بيتر هاندكه الفائز بـ"نوبل فى الأدب"

جريدة الدستور

فاز الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، بجائزة نوبل في الأدب لعام 2019، ومارس بيتر هاندكه، المولود في عام 1942 في النمسا، جميع الأنواع الأدبية، حيث وسمها بخاتمه الشخصي.

ولد بيتر هاندكه في بيت ألتنمارك رقم 25، بيت جده جريجور زيوتس، في السادس من ديسمبر 1942، وعمد بعد يومين في كنيسة جريفن الكاثوليكية، ولم تتأثر الأسرة في البداية بالحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1944 قررت ماريا هاندكه القيام بزيارة برلين إلى والدي زوجها، ولكنها عادت قبل نهاية الحرب بقليل إلى بيت الجد.

وفي تلك الفترة ظهرت آثار الحرب في جريفن، فتم ترحيل الأهالي ذوي الأصل السلوفيني إلى معسكرات التجميع وغزيت منطقة فدائيى تيتو، إلى جانب سقوط القنابل، وكان سكان القرى يلجأون إلى التجاويف الصخرية كمخابئ تقيهم من الغارات الجوية.

كتب بيتر هاندكه في فترة الطفولة نصا من ست صفحات بعنوان "حياتي– الجزء الثاني"، والذي يعتبر بداية ميله إلى الكتابة الأدبية، وكانت نتائجه في المدرسة الثانوية متميزة، فقد أنهى كل الصفوف بعلامة "جيد جدًا"، ومن بين المواد التي درسها هاندكه وساعدت في تكونه اللغوي اللاتينية واليونانية والإنجليزية، وكذلك الإيطالية والسلوفينية.

كما أنه واصل كتابة نصوص قصيرة لمدة عامين، وقد شجعه أستاذ له هو راينهارد موزار، على الكتابة، وكان يقدر موهبته الأدبية.

وكان بيتر يقرأ عليه نصوصه التي يكتبها ويناقشه فيها خلال تنزهاتهما، وفيما بعد أثر فيه موزار حين دفعه إلى دراسة القانون، لأن ذلك ذلك سيمنحه وعيًا بالحقائق، وقد نشر هاندكه أول نصوصه الأدبية في فترة تانتسنبرج في مجلة المدرسة الشعلة.

كان هاندكه قد لفت الانتباه إليه قبل صدور روايته الأولى في مطلع عام 1966، خلال اشتراكه في اجتماع لجماعة 47 في برينستون، وكان حينذاك يستخدم تسريحة شعر رأس عيش الغراب بأسلوب البيتلز، وبعد قراءات لكتاب استمرت لساعات تكلم هاندكه فأعرب عن اشمئزازه من كتاباتهم، وتلا كلمة مليئة بالشتائم الطويلة تحدث فيها عن ضعف الوصف للكتاب، وكذلك تناول النقد الأدبي فقال عنه: "إنه سخيف مثل هذا الأدب السخيف".

وكسر بتلك الكلمة تابوها لأنه كان من المتفق عليه ألا تدبر جدالات أساسية حول المواضيع الأدبية، فأساس الحوارات ينبغي أن يكون دائما النص المتناول لا جوهر الأدب في حد ذاته.

ونجح هاندكه في إثارة الضحكات والهمهمات والنداءات الجانبية، وبالرغم من أنه كان يقصد بكلمته بعض زملائه من بينهم "جونتر جراس"، ونقد هاندكه الأساس الأدبي ذاته، وأصبحت كلمته تلك موضوعا للنقاش في الأركان الأدبية في الصحف.

عاش هاندكه في دوسلدورف حتى عام 1968، ونشر في تلك الفترة روايته "البائع المتجول" في عام 1967، ومسرحيته الكلامية "كاسبار"، التي عرضت للمرة الأولى في 11 مايو 1968 في فرانكفورت، بإخراج كلاوس بايمان.

وفي عام 1967 قرأ هاندكه الإذهال لتوماس بيرنهارد، وانعكست تجربة القراءة تلك في نص بعنوان "حين قرأت الإذهال لتوماس بيرنهارد"، وفي تلك الفترة كان لتوماس بيرنهارد تأثير واضح على هاندكه.

وفي عام 1969 اشترك هاندكه في تأسيس دار نشر فرانكفورت للكتاب، وفي عام 1970 انتقلت الأسرة إلى باريس، ورغم أنه اتخذ باريس مسكنًا أساسيًا له اليوم، إلا أن ذلك القرار كان قصيرا الأجل في تلك الفترة، فاشترى بيتًا يقع على أطراف الغابة قرب كرونبرج، انتقلت الأسرة إليه في عام 1970، لكن في تلك الفترة انهار الزواج.

في ليلة 20 نوفمبر فارقت الحياة أمه ماريا هاندكه بعد سنوات من معاناتها الاكتئاب المرضي، وقد قد تناول هاندكه ذلك الحادث في قصته بعنوان "محنة" في عام 1972، وحولت إلى فيلم سينمائي في عام 1974.

ونشر هاندكه "الرسالة القصيرة في الوادع الطويل"، عام 1972، والذي يحوي أجزاء من رحلة هاندكه إلى الولايات المتحدة، وفي بداية السبعينيات حصل على عدة جوائز منها جائزة شيلر 1972 في مانهايم، وجائزة جيورج بوشنر من الأكاديمية الألمانية للغة والأدب 1973 في دارمشتات، وبعد عام صدرت مسرحية "الأغبياء ينقرضون" 1974 وعرضت في زيورخ، وفي نفس الفترة قام المخرج فيم فيندرز، صديق هاندكه ورفيق دربه، بتحول حركة خاطئة إلى السينما في عام 1975.

ونشرت "جولة بالحصان عبر البودنزيه" في عام 1971، وتعتبر أكثر أعماله نجاحا في فرنسا، وساهمت بالتعريف بالكاتب، وبعد عام صدرت قصته "ساعة الشعور الحقيقي" في عام 1975، وبدأ كتابة "يومياته وزن العالم" في عام 1977، والتي ظلت تنشر متفرقة حتى عام 1990، وتم تحويل قصته "المرأة الشولاء" إلى فيلم.

قام بيتر هاندكه في 6 ديسمبر 2007 ببيع مخطوطات ومواد خاصة به تنتمي إلى العقدين الأخيرين كتراث أثناء حياته إلى الأرشيف الأدبي النمساوي في المكتبة القومية، مقابل مبلغ نصف مليون يورو، وقد دعمت عملية البيع الوزارة الاتحادية للتعليم والفن والثقافة، كما أعطى في بداية عام 2008 مذكراته الـ66، التي تنتمي إلى الفترة بين 1966 و1990، إلى الأرشيف الأدبي الألماني في مارباخ مقابل مبلغ غير معروف.