رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سرقت تركيا مياه السوريين؟

جريدة الدستور

استهدفت القوات التركية، الأربعاء، سد المنصورة شمالي شرقي سوريا والذي يمد مليوني سوري بمياه الشرب، وسط مخاوف من وقوع مئات القتلى بخلاف خسائر مادية وبيئية فادحة، وذلك ضمن الحملة العسكرية التي تشنها تركيا على سوريا.

يأتي التدخل التركي في سوريا مدفوعا بأطماع عدة في سوريا، على رأسها النفط والغاز والمناطق الزراعية الخصبة التي تتميز بها شمال سوريا، والأكثر من ذلك السيطرة على مياه السوريين بقصف السدود التي تخزن مياههم لحمايتهم من العطش، فبقصف هذه السدود ستتجه هذه المياه إلى تركيا وتجعل السوريين يموتون عطشا بجانب قنابل وطائرات أدروغان التي بدأت في حصدهم واحدا تلو الآخر فمن نجا من آلته العسكرية لن ينجو من العطش.

ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها تركيا سرقة حق السوريين في المياه، ففي فبراير 2018، خفضت تركيا مجددا مياه نهر الفرات عن سوريا لضرب الشمال السوري وإجبار أهله على النزوح، بالتزامن مع عملية عفرين التي شنتها وقتها للاستيلاء على مناطق شمال سوريا.

وخفضت تركيا وقتها منسوب مياه نهر الفرات إلى 321 درجة، وهي أدنى درجة لمنسوب المياه لتوليد الطاقة الكهربائية لدى السدود مخالفة الاتفاقية المبرمة مع سوريا والعراق بشأن نهر الفرات، فمن حق سوريا أن تأخذ حصتها من منسوب مياه نهر الفرات فيما يقدر بـ450 خزان في كل ثانية وهذا المنسوب (321 درجة) أدنى منسوب للمياه في السدود وهذا ما يؤدي إلى انقطاع مياه الشرب وتوليد الطاقة الكهربائية، وهدد هذا الأمر وقتها مليوني نسمة في محافظة حلب وانقطاع الكهرباء في إقليم الفرات والجزيرة.

وفي أبريل 2018، حذرت الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الطبقة السورية شمالي البلاد من كارثة بيئية وإنسانية جراء احتكار تركيا لمياه نهر الفرات، حيث بارت الأراضي ودمرت المحاصيل بسبب قطع المياه عن السوريين عبر عدة سدود أقامتها على النهر لمنع وصول المياه إلى سوريا.

وبخلاف ذلك أقامت تركيا عشرات السدود لحرمان سوريا والعراق من المياه من بينها سد إليسو الذي ستسبب في جفاف نهر دجلة في سوريا والعراق، غير وبدأت تركيا في يونيو 2018 ملء السد للتحكم في المياه، وحرمان سوريا من المياه والكهرباء.

وإلى جانب هذا السد وضعت تركيا مشروع "جنوب شرق الأناضول" ببناء حوالي 22 سد دفعة واحدة وسيؤدي إلى خفض حصة سوريا والعراق من نهر الفرات وحده من 30 مليار متر مكعب لتصبح 11 مليار متر مكعب.