"بوتان".. الدولة الباحثة عن سعادة مواطنيها يوميًا

"بوتان".. هي دولة صغيرة سرية تقع على الحافة الشرقية لجبال الهيمالايا بين الهند والتبت، والمعروفة بمحافظتها على العادات والتقاليد أمام التكنولوجيا الحديثة، والتأثيرات الخارجية لعدة قرون، وقررت فقط أن تفتح أبوابها للسياحة منذ فترة السبعنيات.

تلك الدولة أقامت ما يعرف باسم "مؤشر السعادة القومية الإجمالية"، ولكن ليس فقط لقياس مدى رضا مواطنيها، وسعادتهم، بل من أجل معرفة كل عناصر التنمية المستدامة؛ وذلك من أجل الإزدهار البشري، إلى الحد الذي جعل رئيس وزراء بوتان، الدكتور لوتاي تشيرينج يقول:"نحن في بوتان فريدون للغاية وديمقراطيتنا فريدة من نوعها للغاية... بمعنى أننا جميعا نرتكز بقوة على قيمنا الوطنية.. نحن لا نضع مصلحة شخصية قبل المصلحة الوطنية".

السعادة القومية الإجمالية
ووفقًا لموقع الـ cnn فإن هناك مسحًا يقام يوميًا، يسألون أسئلة مثل "ما مدى شعورك بالأمس؟" و"كم مرة تمارس التأمل؟"، كما أنهم يقيسون تسعة مجالات رئيسية للسعادة كل خمس سنوات وهي الرفاهية النفسية، والصحة، والتعليم، والحكم الرشيد، واستخدام الوقت، وحيوية المجتمع، والثقافة، ومستويات المعيشة.

أما عن رئيس وزراء بوتان "لوتاي تشيرينج" البالغ من العمر 50 عامًا، فيعرف عنه التدريب يوميًا، والتسلق كل يوم خميس فوق تلة شديدة الانحدار فى عاصمة بوتان، حتى يقوم بتقوية جسده، كما يقوم بالصلاة والتأمل لتعزيز عقله، كما يستقل دراجته، ويصل إلى المستشفى للقيام بوظيفته، كطبيب مسالك بولية وجراح، حيث يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عشرين عامًا، وربما يعتبر هذا سرًا من أسرار سعادته.

ربما يقول البعض أنه لأول مرة يسمع عن هذه الدولة، وأنها لا تحتل المراتب الأولى في السعادة، وفقًا للإحصائيات التي تصدر كل عام، لكنها حققت مكاسب كبيرة، حيث تم إنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق وتركيب خطوط الهاتف، كما تمثل الطاقة المائية التي يتم تشغيلها عبر النهر الجزء الأكبر من اقتصادها.

كما يعرف أن جميع دول العالم وبما فيهم مصر تسعى في السنوات الأخيرة إلى منع إستخدام البلاستيك لما له من أضرار جسيمة على الحياة البرية والبحرية، ولكن ربما تذهل عندما تعرف أن بوتان قد حظرت الأكياس البلاستيكية منذ عام 1999، وقد تم حظر التبغ منذ عام 2005، مما جعل بوتان أول دولة خالية من التدخين في العالم.